يبدو أن المدرب الهولندي رود كرول مازال عاجزاً عن إيجاد الوصفة التكتيكية الناجعة لضمان مسايرة إيقاع الدوري المغربي، بما يضمن الارتقاء بفريق الرجاء البيضاوي صوب التطلعات الجماهيرية، التي اعتادت أن تؤثت مدرجات الملاعب داخل مدينة الدارالبيضاء وخارجها. فبعد تدشين الدوري الاحترافي بهزيمة قاسية أمام الفتح، استعصى على فريق الرجاء البيضاوي صنع أول فوز له خلال المحطة الثانية التي جمعته بفريق الكوكب، حيث أرغم على التعادل بعقر الدار، وهي نتيجة مخيبة للآمال، ولا ترقى إلى الحد الأدنى من تطلعات الجماهير الرجاوية، التي لا تدخر جهداً في تقديم الدعم المعنوي بالمدرجات، لكن الفريق الأخضر لم يقو على زرع الدفء بالمدرجات، ولم يستطع إرضاء جمهوره، إن على مستوى العطاء أو على مستوى النتائج. نقطة واحدة هي رصيد فريق الرجاء البيضاوي، بطاقمه التقني وعناصره المميزة، وهي حصيلة متواضعة جداً، وتؤشر على بداية متعثرة، تفتقد لحرارة الصراع، والإيمان بكسب نقطة المباراة، الأمر الذي يستدعي من المدرب كرول القيام بعملية تمحيص النتائج، وتقييم المردود التقني لاستخلاص نقط قوة الرجاء، ومكامن ضعف الفريق، وبالتالي تسطير الأساليب التكتيكية الملائمة لوضع الرجاء على السكة المميزة التي اعتاد الفريق الأخضر أن يضع عجلاته عليها. الهدف المبكر الذي وقعه اللاعب الوادي في الدقيقة الثامنة لم يستثمره المدرب كرول لتكثيف الهجومات ومضاعفة الغلة، حيث فضل التراجع إلى الوراء، والدفاع عن امتياز السبق، الأمر الذي سمح للمهاجمين المراكشيين النزول بكل الثقل على مرمى الحارس أنس الزنيتي، وهذا النهج التكتيكي أثمر هدف التعادل في الدقيقة 32 بواسطة المدافع السقاط. ضربة الجزاء التي أعلن عنها الحكم لفائدة الرجاء في الدقيقة الأربعين، أثيرت حول مشروعيتها العديد من التأويلات، لكن الحافيظي لم يفلح في ترجمتها إلى هدف، وهذه هي ضربة الجزاء الثالثة التي يضيعها لاعبو الرجاء هذا الموسم. المدرب كرول أكد في تصريح له أنه يتأسف على تضييع ضربة الجزاء، والتي قلبت موازين المباراة، ولم يخف أنه يخصص وقتاً من الحصص التدريبية للتدرب على تنفيذ مثل هذه الضربات، واستطرد مجيباً عن تساؤلات الصحفيين بأن لاعبي الرجاء خلقوا العديد من فرص التهديف، لكنهم لم يحسنوا استثمارها، واعترف بالنقص على مستوى الفعالية الهجومية، ووعد بتدارك النقط خلال القادم من الدورات. من جانبه، اعتبر المدرب هشام الدميعي برمجة أربع مباريات في ظرف عشرة أيام كان له تأثير على الطراوة البدنية للاعبين، حيث تركوا المساحات الفارغة للعناصر الرجاوية التي لم تحسن استثمارها، ولم يفته التأكيد على أنه لاعبيه استغلوا لحظة الفراغ التي مر منها لاعبو الرجاء وعدلوا الكفة. ولم يخف في تصريحه الهدف المسطر هذا الموسم، ولخصه في جمع أكبر عدد من النقط، لكنه تأسف على غياب الجماهير المراكشية، واعتبر هذا الغياب له تأثير سلبي على عطاءات اللاعبين.