تتميز ترشيحات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتواجد الشباب، إناثا وذكورا، كمرشحات وكمرشحين للانتخابات الجماعية والجهوية ليوم رابع شتنبر المقبل . في اللوائح كما في دوائر الاقتراع الأحادي الإسمي، قدم الحزب مناضليه الشباب إيمانا منه بأن المستقبل تصنعه هذه الفئة العمرية، بل هي أمل بناء مغرب ديمقراطي حداثي وقوي . لقد بوأ الاتحاد الاشتراكي شبابه دوما في مواقع المسؤولية، وفتح أمامهم آفاقا واسعة للتكوين السياسي والمعرفي، ومكنهم من أدوات التحليل والتقييم والنقد . وكان وسيظل تواجدهم بالأجهزة التنظيمية الوطنية والجهوية والمحلية للحزب، القوة الدافعة لترسيخ قيم ومبادئ حزب القوات الشعبية وخياراته وتصوراته، باعتباره مدرسة نضالية تسعى إلى بناء مجتمع جديد. واليوم وبمناسبة هذا الاستحقاق ، نجد أن أكثر من ثلث مرشحي الوردة شباب يخوض كل من موقعه غمار الانتخابات . يتواصل مع المواطنات والمواطنين . يشرح البرنامج الانتخابي للحزب ويدافع عن مواقفه ويفضح المؤامرات التي تطاله والمخططات التي تستهدفه . إن الشباب كان وباستمرار، ومنذ تأسيس الحزب القوات الشعبية ، في طليعة النضال وفي مواجهة كل أشكال القمع وحملات التنكيل والتعذيب . وقد استشهد العديد من أعضائه وهم يدافعون عن قضايا عادلة . وعجت السجون بمئات من المناضلين والمناضلات لأنهم ارتبطوا بخيار سياسي كان يهدف ولايزال إلى بناء مغرب الديمقراطية والكرامة وحقوق الانسان . لم يبحث الاتحاد عن مرشحين ومرشحات لملء اللوائح أو الدوائر . لم «يشتر» أشخاصا لإكمالها ، ولم يلتجئ لاستعراض حجم الترشيحات والتبجح بها . إنه اختار مناضلاته ومناضليه ليقدمهم للناخبين مدعمين ببرنامج انتخابي ذي مصداقية، وبرصيد نضالي يعرف الجميع حجم التضحيات التي قدمها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبر مساره ومنذ تأسيسه. إن 40 بالمائة من الهيئة الناخبة اليوم هي من الشباب . وشباب المغرب الذي أكد في محطات عديدة على مطلب الإصلاح ومحاربة الفساد وإسقاط رموزه ، يجب أن تفتح أمامه الآفاق واسعة للمشاركة السياسية ولتدبير الشأن المحلي والوطني . لقد سجل الاتحاد من ضمن مطالبه أن تتوسع تمثيلية الشباب والنساء في المؤسسات المنتخبة ، وكان إقرار اللائحة الوطنية بشقيها منذ سنة 2002 مكسبا مهما . وتشبث الحزب أثناء مناقشة مشاريع القوانين المؤطرة لاستحقاق 4 شتنبر، بضرورة التنصيص على مقتضيات قانونية لصالح هاتين الفئتين في أفق المناصفة التي أقرها الدستور. لقد أصبح الشباب منخرطا أكثر من أي وقت مضى في العمل السياسي وفي منظمات المجتمع المدني . وديناميته هاته أسقطت احتكار تدبير الشأن العام خارج هذه الفئة العمرية . ولم يعد هذا الانخراط حكرا على المدن، بل إن الجماعات القروية تشهد منذ أكثر من عقد اقتحام الشباب للترشيحات، ولتواجده بالمجالس الجماعية . إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو يفتح الآفاق واسعة لشبيبته في العمل السياسي، يوجه نداء إلى الشباب المغربي لدعم لوائحه ومرشحيه اقتناعا منه بأن المستقبل يصنعه هذا الشباب، وأن مواجهة الفساد لن تكون إلا بالشباب ، وأن المغرب الديمقراطي لن يبنى إلا بسواعد الشباب .