هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حفريات رموز الحزب

إن الرمز يلعب دورا هاما في تسهيل المعرفة ، ومخاطبة وجدان المتلقي لارتباطه بجملة من القيم والمفاهيم والحياة مليئة بالرموز،وللرموز دلالات وفق سياق مشترك. وهو علامة منتشرة هنا وهناك في العديد من الإعلانات والإشارات والمراكز ، في العقارات ، في الطائرات، في الباخرات، في المأكل ، في الملبس ،في الرياضة ، في الإعلام ، في... أين ما وليت نظرك .حتى أضحت الرموز اللغة العالمية الوحيدة التي لا يختلف عليها اثنان.
وفي مبحثنا عادة ما ارتبط رمز الحزب: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبر الزمن النضالي دائما بالمؤتمرات أو بالانتخابات ، ولقد اختلف من استحقاق انتخابي لآخر،ومن مؤتمر لآخر ومرشح لآخر رغم الانتماء إلى نفس الحزب.ولأن الانتخابات آلية مهمة في مسارات الدمقرطة ، حيث أن للحق في المشاركة في إدارة الشؤون العامة ،أهمية بالغة بالنسبة للأفراد والجماعات غالبا ما استعمل الرمز كوظيفة انتخابية تتمثل في تسهيل عملية التصويت عند الناخبين.
ولقد أجريت أول انتخابات محلية بالمغرب بتاريخ 29 ماي 1960 وفق الفصل السابع عشر من الباب الخامس للظهير الشريف رقم 1.59.161 الصادر في 15 جمادى الثانية 1335 الموافق ل 8 ابريل 1917 بشأن النظام البلدي وكذا الظهائر الصادرة بتتميمها أو تغييرها كالظهير الشريف الصادر فاتح شتنبر 1959 وتوالت مع إصدار الظهائر والقوانين المتعلقة بالانتخابات وأخرها الظهير الشريف رقم 1.97.83 الصادر في 23 ذي القعدة 1417 (2 ابريل 1997) بتنفيذ القانون رقم 9.97 المتعلق بمدونة الانتخابات حيث المادة 48 تحدد بقرار لوزير الداخلية الألوان المخصصة لمرشحي ولوائح مرشحي الهيئات السياسية .
ولامناص أن لا مثالية يصطبغ بها أي نمط للاقتراع وهي على اختلافها لها ايجابياتها وسلبياتها والمغرب يقر بازدواجية الاقتراع فيما يخص الانتخابات الجماعية :الاقتراع الأحادي الاسمي والاقتراع النسبي باللائحة. فأسلوب الاقتراع باللائحة أسلوب يبدو مستعصيا من حيث الأجرأة مقارنة مع الأحادي الاسمي . غير أن الاقتراع باللائحة يكرس الاهتمام بالشؤون العامة على اعتبار أن التصويت يكون على البرامج وليس على الأشخاص والتصويت على اللائحة وبالضبط الرمز يعني الأحزاب ومن ثمة الانسجام والكفاءة و الخبرة و القطع مع المتاجرين بالعمل السياسي .أما الاقتراع الفردي أسلوب بسيط غير أن الناخب يمنح صوته لصالح مرشح بعينه ويجعل المنافسة الانتخابية قائمة بين أشخاص ذاتيين عوض البرامج والمواقف السياسية مما يؤدي إلى تهميش الفعل السياسي وترجيح القبيلة والعشيرة والمصلحة الشخصية.
وناضلت القوى الديمقراطية منذ الانتخابات الأولى إبان الاستقلال نحو منحى الاعتماد على نظام اللائحة ، إذ كان المهدي بنبركة يرى لزوم اعتماد إصلاح النظام الجماعي كمنطلق لدمقرطة النظام من القاعدة ويرى لذلك شرطين:
1 - إخضاع التقطيع الانتخابي للمعايير الاقتصادية.
2 - تبني نمط الاقتراع باللائحة بدل الفردي الاسمي قصد تكسير نفوذ الأعيان التقليديين.
ورغم هذا المطلب وعدم تحقيقه،ولج الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الانتخابات المحلية ل29 ماي 1960 كما خاض المعركة الانتخابية البرلمانية لسنة 1963 برمز اللون كذلك .إيمانا منه أن الانتخابات تفسح المجال لإجراء حوارات فكرية سياسية لتقييم مستوى تقدم الحياة الديمقراطية في البلد .
ويعود استخدام الرموز بدل الألوان بالنسبة للأحزاب بالمغرب الى انتخابات 2002 حيث الزمت المادة 28 من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب بتحديد الرموز المخصصة للوائح الترشيح أو المرشحين بقرار لوزير الداخلية ويجب أن يكون لكل رمز والألوان الخاصة به ما يميزه عن غيره . وتكرس المادة الأولى من القانون رقم 64.02 الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 83.03.1 بتاريخ 20 محرم 1424 ( 24 مارس 2003).
إذ الرمز واللائحة يعني القطع مع اللامنتمين .هؤلاء الاحتياطيون الذين يتم توظيفهم في فترات الفراغ السياسي كما كان عليه الأمر سنة 1969 بمناسبة الانتخابات الجماعية أو أثناء الانتخابات التشريعية سنة 1970 حيث تم اللجوء إلى عدد من المتموقعين خارج الإطار الحزبي ، كما شكل اللامنتمون خيارا للجهاز الإداري في عمليات التزوير وخاصة في فترات اعتماد الألوان بحيث كانت دائما تسند إليهم ألوانا قريبة ومشابهة من ألوان مرشحي المعارضة أو المغضوب عليهم.
بالمغرب العديد من الأحزاب تنعت برموز شعاراتها ومناضلو هذه الأحزاب تتمتع برمز الشعار وتدافع عنه ببسالة. وطوال الحياة النضالية لجل الأحزاب لا تقدم توضيحا أو تفسيرا للعامة عن الرمز الذي وقع عليه الاختيار ، اللهم بعض الاجتهادات التي تطل علينا بهذه القصاصة أو تلك وغالبا بمناسبة الانتخابات الجماعية والتشريعية حتى اختلط لدى جل الأحزاب الرمز مع الانتخابات وأضحى رمزا انتخابيا بالدرجة الأولى ومرد ذلك أنه قبلا ومع اعتماد الترشيحات الفردية لجأ الحزب السري إلى إقرار الألوان عوض الرمز، وبطبيعة الحال لنفس في يعقوب وكم عملية سطو وتزوير تمت لتشابه الألوان والأمثلة كثيرة عبر الزمن الانتخابي ببلادنا المغرب ، لكن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ناضل بقوة لاعتماد الرموز عوض الألوان.
والاتحاد الاشتراكي في البدء اعتمد شعار الثالوث الجدلي: التحرير- الديمقراطية- ألاشتراكية شعار يحمل دلالات عميقة وحمولة تجر عمرا من النضال لحزب يجسد التطلع المجتمعي إلى التحرير والديمقراطية والاشتراكية، هذه المعادلة الثلاثية التي وضعها على شكل منظومة متراصة، الشهيد عمر بنجلون والتي استقاها من ممارسته وممارسة المناضلين الذين سبقوه ، أمثال الشهيد المهدي بنبركة معادلة ثلاثية تعبر في مضمونها عن جدلية التحول والبناء المجتمعي ، عن جدلية المعارضة والبناء .ومع توالي مسارات النضال ولو أن الشعار ظل يحمله المناضلون إلا أنه لم يستعمل في الانتخابات لأن الألوان كانت مفروضة .
مرت الانتخابات الجماعية وفقا لما جاءت به مقتضيات القانون الانتخابي,وذلك وفقا للظهير الشريف رقم 531-76-1 الصادر بتاريخ 9 شعبان 1396 ,الموافق 6 غشت 1976,والذي تمت بواسطته مراجعة اللوائح الانتخابية،فقبل إجراء الانتخابات المحلية تمت مراجعة اللوائح الانتخابية مراجعة استثنائية،وذلك خلال شهري غشت و شتنبر وظلت الألوان سيدة وسائدة.
وجاءت هذه الانتخابات الجماعية التي أجريت يوم 12 نونبر 1976 التي شاركت فيها أحزاب المعارضة التي كانت تقاطع الانتخابات منذ انتخابات ماي 1960 . ففي اجتماع اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في يوم الأحد 10 أكتوبر 1976 تساءل الكاتب الأول عبد الرحيم بوعبيد هل سندخل فعلا في تجربة ديمقراطية حقة لبناء مستقبل المغرب الديمقراطي أم أننا أمام تجربة من نوع التجارب السابقة؟.كما رفعت شعارات عدة من بينها : - ليست لدينا مصالح ولا احتكارات نخسرها .- النزاهة = حياد الجهاز الإداري . - جميعا من اجل مغرب ديمقراطي - مجندون من اجل إصدار عفو عام شامل - من اجل تصفية الجو السياسي - الحملة الانتخابية ليست حملة تهريج بل هي منافسة لعرض الاختيارات والقيام بحملة توضيح وتفسير - لنجعل من التجربة الانتخابية وسيلة لتعميق الوعي الديمقراطي لدى كافة المواطنين.
وعلى الصعيد الشبابي بعد تأسيسه بفترة غير يسيرة دخل التنظيم الشبابي معركة الانتخابات المحلية 1976 والتشريعية ل 3 يونيو 1977 بجدية ونضالية خاصة في الحملات الانتخابية باعتبار القانون كان يحرم معظم الشباب من التصويت فبالأحرى الترشيح بداعي صغر السن وكان الحزب دائما و أبدا يحث الشباب على المشاركة في المعركة الانتخابية ،فإذا كان القانون حينئذ يحرم أكثرية الشباب من حق التصويت بحكم السن ، فان كل شاب يستطيع أن يصوت مرتين أو أكثر إذا هو اقنع فردين أو أكثر من عائلته.وبطبيعة الحال فقطاع الشبيبة يتمتع بطاقات وإمكانيات جديرة بالاعتبار لتوسيع القاعدة الحزبية وتمكين التنظيم في أوساطه واعتبارا إلى أن فتح المجال أكثر أمام الشباب لتحمل المسؤوليات ومواجهة المهام النضالية من شأنه أن يساهم في تخريج مناضلين حزبيين أقوياء في عقيدتهم و نضاليتهم ويضمن سير الحزب وتطويره واستمراره نحو المستقبل وتغذيته بالروافد الحية الخلاقة من الأفكار والأجيال القادمة وبارتباطها بالحزب ظلت الشبيبة الاتحادية محتفظة برمز المعادلة الجدلية.
أما الرمز أو بالأحرى اللون يتضح من خلال مهرجانات الحملة الانتخابية المحلية أن مؤطريها لا يتطرقون إلى اللون لأن وزارة الداخلية تفننت في توزيع الألوان بين المرشحين عوض تخصيص لون موحد للحزب وهكذا تعددت واختلفت الألوان بين البرتقالي والأصفر والأبيض الصافي والمخطط بالأزرق أو الأسود والأزرق والحجري والوردي والكاكي و... عرف نظام اللائحة معارضة وسط الأحزاب وإن اتفقت جميعها على اعتماد الرموز بدل الألوان، بحيث يكون لكل حزب رمز خاص به. وبخصوص الانتخابات التشريعية ل 3 يونيو 1977 فان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ولج هذه المعركة باللون الأصفر :مشعل الكفاح والأمل مصاحبا بشعارات : كل راجل وامرا ...يصوت على الصفرا. اما الحزب فرفع شعارات من قبيل المقاعد لا تهم ، ولكن المقعد الذي نربحه خسارة للخصوم ، فلنكبد الخصوم أكثر ما يمكن من الخسارة .بالإضافة إلى : يقولون إن المغرب متخلف لا حاجة له بالديمقراطية ونحن نقول : الديمقراطية تفزعكم لأنها بداية نهاية امتيازاتكم و استغلالكم.
في ذاك الزمن ، حيث كان العالم يواجه مشكلات جدية والشباب الأكثر تقدمية منكفئون على النضال من اجل الحق في العيش الكريم والحلم ببصيص من الديمقراطية في ظل الانتهاكات الجسيمة التي عاشها بلدنا المغرب . انهمكت الشبيبة الاتحادية في تطوير آليات التواصل مع باقي شباب وطلاب العالم بتحضير أوراق حول: الشبيبة المغربية و الاتحادية والقضية الوطنية وإبراز العلامة المتميزة للشبيبة الاتحادية المتمثلة في الرمز ذي اليدين وهما تحاولان كسر القيود والقضبان في دائرة مغلقة محاولة التخلص من ذلك لولوج أفاق أكثر رحابة وديمقراطية وهذا كله بفضل خيرة الشباب الاتحادي في المكتب الوطني ومبدع هذا الرمز المرحوم الفنان التشكيلي محمد قاسمي الذي عبر بقوله " الرسم طريقة لإسماع صوت المستضعفين والمقهورين وشكل من أشكال مقاومة التسلط والاستبداد " وذلك تحضيرا للتظاهرة العالمية : المهرجان العالمي للشباب والطلاب الحادي عشر المنعقد بهافانا ? كوبا في ماي 1978 . ولا يزال هذا الرمز مستمرا باستمرار نضال الشبيبة.
واهم ما ميز الانتخابات في 10 ماي 1983,وذلك بمشاركة 11 حزبا من بين أربعة عشر تشكيلة حزبية الموجودة أنذاك . التقطيع الانتخابي الذي عرف تعديلات مهمة لينتقل عدد الدوائر الانتخابية من 13520 دائرة إلى 15500 دائرة الانتخابية،بزيادة 2000 دائرة جديدة,وذلك بالمقارنة مع الدوائر الانتخابية لعام 1976.وأرتفع عدد الجماعات المحلية إلى 859 أي بزيادة 58 جماعة،وذلك بسبب التعديلات التي همت الجماعات المحلية التابعة للأقاليم الصحراوية والتقسيم الذي خضعت له كل من مدينتي الرباط والدار البيضاء.
عرفت ولا شك الانتخابات الجماعية لعام 1983 مراجعة جديدة للوائح الانتخابية, وذلك على إثر الإحصاء العام الذي شهدته المملكة سنة 1982 ،لكن قرار وزير الداخلية ظل ساري المفعول فيما يخص الألوان ونفس السلوكات طبعت المسار الانتخابي ككل.
وبخصوص الانتخابات التشريعية ل 14 شتنبر 1984 فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خاض غمار معركة التغيير ، معركة كل الجماهير المسحوقة والمحرومة ، تحت شعار :من أجل إنقاذ المغرب وتدعيم الديمقراطية ولا إنقاذ بدون تغيير...ولا تغيير بدون ديمقراطية.أما عن الرمز فالحجرية رمز الكفاح ، و الحجرية لون الصمود ، لون الإنقاذ ، الحجرية ...الحجرية للاختيارات الشعبية. إذ أحس الحزب السري أن اللون الأصفر اكتسح الساحة جماهيريا (انتخابات 3 يونيو 1977 ) رغم كل التلاعبات التزويرية . أصر الحزب السري على تغيير اللون الأصفر باللون البنفسجي (الحجري) لخدمة جهة ما ،بعد الانتشار الواسع له وليس باليد حيلة مادام القرار بيد الصدر الأعظم صاحب أم الوزارات آنذاك.
ومع قبول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الانضمام إلى الأممية الاشتراكية سنة 1989 استقر رأي المكتب السياسي على تبني رمزا مماثلا أو بالأحرى وجد نفسه مطوقا بشعار قبضة اليد الحاملة لوردة تتخللها سنبلتان بألوان مختلفة بين الوردة ذات اللون البنفسجي المحاذي للأحمر الأرجواني واليد بلون ابيض أما السنبلتان خضراون.
وتعددت التفسيرات لهذا الشعار الرمز ، كما أسلفنا تم اقتباسه من وحي مسايرة موجة أحزاب الأممية الاشتراكية وتم إخراجه بطابع وخصوصية اتحادية محضة مما جعله في قالب سهل ونفاث لكل ناظر مما يغري باجتذاب منخرطين جدد لأن الفكرة جيدة ، شعار يجمع بين الوردة البنفسجية رمز الابتسامة والأمل وقبضة اليد البيضاء التي تميل إلى القوى ألإنتاجية : القوى العاملة أو الصراع كما يحلو للبعض ، أما السنبلتان الخضراوان هو الإنتاج بعينه غير أن هذا الشعار لم يعمر ولم يلج أية انتخابات ، ليتمكن من الانتشار بشكل واسع عبر ربوع الوطن.
في انتخابات 16 أكتوبر 1992 (الانتخابات الجماعية) رفع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شعار الحقيقة أولا بلونها الحجري واليد المفتوحة التي تدل على : كفى Basta صاحبتها شعارات عديدة منها حقوق الإنسان ممارسة وليس شعارا للاستهلاك ، من التدبير السلطوي إلى التدبير الديمقراطي، ومن أجل مكافحة التزوير والديمقراطية المحلية أساس دولة الحق والقانون.
ولماذا الحقيقة أولا؟
لان الحقيقة ظلت مغيبة عن الجماهير بفعل انعدام الشفافية والنهج السلطوي في تدبير الشؤون العامة.
لأن الكذب على الجماهير هو الأداة الأولى للاستغلال والتفقير والتجهيل والتهميش ولأن تزويد الجماهير بالحقيقة هو أداة التحرر و الانعتاق والتعبئة.
لأن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تكون إلا ديمقراطية الحقيقة والتي وحدها تعطي للجماهير إمكانية المراقبة والمحاسبة.
لأن الذين يخافون من الحقيقة لا يمكن أن يكونوا إلا خصوما عنيدين لكل إصلاح سياسي حقيقي ولكل ديمقراطية حقيقية.
لأن الذين يخافون من الحقيقة يريدون التهرب من المحاسبة على مسؤوليتهم في الانهيارات التي عرفتها البلاد
لأن الذي يدافع عن الحقيقة إنما يدافع عن الجماهير من أجل تعبئتها في عملية البناء وتصحيح الحاضر وصنع المستقبل
إنها معركة الحقيقة والحقيقة أولا ،أما اللون فهو بنفسجي أي حجري نعم الحجري لون الصمود والبناء الديمقراطي وحجرية حجرية لتغيير الوضعية.
ولا يفوت أن نذكر بشعار الوحدة رغم ظرفيته لكنه تعبير عن إصرار مكونات الكتلة الديمقراطية الأساس والمضي قدما إلى أقصى حد فكان الشعار اليد في اليد بلونين الوردي والحجري لون الوحدة ( استقلالي - اتحادي ، يدك في يدي) لون الوحدة من أجل التغيير الديموقراطي و الثقة من اجل التغيير.
وفي هذا المسار النضالي لا يمكن بتاتا إغفال إحدى ركائز النضال ومساهمتها الفعالة وهي ضرورية بجانب الرجل طبعا وفي جميع المعارك ، حيث لا يتأتى ذلك إلا بتوسيع الوعي السياسي لدى النساء وتنظيمهن للمساهمة في البناء الحزبي والالتحام داخل التنظيم الحزبي على كل المستويات التنظيمية المؤسساتية للحزب .ومن أجل تغيير النظرة المتجدرة المعتقدة أن المرأة ليست قادرة على إدارة الشأن المجتمعي المحلي . وهن كذلك لم يدعن الفرصة تمر دون اعتماد شعار لهن قبل التئام فعاليات المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة في أواخر شهر شتنبر 1995 بكين ? الصين ، بادر القطاع النسائي الاتحادي إضافة إلى إعداد الوثائق التوضيحية لرؤى ومواقف القطاع حول المرأة المغربية ومطوية يحتوي على نبذة عن القطاع من الناحية الهياكل التنظيمية والأهداف ممهورة أعلاه بالشعار الذي يتمثل في احد الأبواب الأصيلة المفتوحة نحو الأفاق الرحبة لنضالات النساء تتخلله ثلاثة أيادي في شكل دائري متلاحمة متحدة في رباط جدلي : التحرير- الديمقراطية? الاشتراكية نواتها رمز الأنثى المجموع يوحي بوردة كلها حيوية وعطاء كمقدمة لورود قادمة بإمكانها الانخراط والتفتح نحو مسار حداثي ومعاصر داخل القطاع النسائي (في المخيال يقترن الورد بالمرأة)، غير أن هذا الرمز لم يستعمله القطاع النسائي إلا لماما.
في السابق لانتخابات 27 شتنبر 2002 كانت الألوان تستعمل بدعوى أن غالبية الناخبين من الأميين و لربما تختلط عليهم الرموز ، واستعمال الألوان يعتبر أكثر من الهامش للحزب السري للتلاعب في النتائج مما دفع بالأحزاب للتقليل من التزوير والتزييف اعتماد الورقة الفريدة تضم رموز جميع اللوائح المتنافسة وما على الناخب إلا وضع علامة أمام رمز لائحة الحزب الذي يرغب في التصويت لصالحه.
أما مع اعتماد الأوراق الملونة فسوق سماسرة الانتخابات تنتعش وذلك بشراء الأصوات والضغط على الناخب لإبراز الأوراق الملونة التي لم يضعها داخل الصندوق ليتأكد السمسار من لون المصوت لصالحه وحين اعتماد الورقة الفريدة للتصويت يصعب إلى حد ما عملية بيع وشراء الأصوات لأن الناخب لا يستطيع تقديم دليل حول اللائحة المصوت عليها اللهم إذا اختار السماسرة (الورقة الحلزونية التي يتم تسريبها من داخل مكتب التصويت (كالتي أعلاه شاهدة على عملية التزوير مادام سربت إلى خارج مكاتب التصويت)إلى السمسار الذي يعبئها ويناولها إلى الناخب بائع ذمته على أن يرجع للسمسار الورقة الفريدة المسحوبة فارغة وهكذا دواليك).
ويرجع اعتماد الرموز في الانتخابات المغربية إلى انتخابات 27 شتنبر 2002 ، إذ خصص لكل حزب سياسي مشارك رمز وذلك بالنظر إلى صيغة الاقتراع المعتمدة على بطاقة الاقتراع الفريدة ويستهدف هذا النمط تمكين الناخب وخاصة غير المتعلم من التعرف بسهولة على الحزب الذي سيصوت لصالحه وحماية الناخب بنسبة مهمة من عملية التزوير.
وبحلول الانتخابات الجماعية ل 12 شتنبر 2003 اعتمد الحزب شعار الوردة بلون بنفسجي يميل إلى الاحمرار وساق بورقتين على نفس الخط الأفقي، تميلان إلى اللون الأخضر .
وبداية من سنة 2003 مع حلول الانتخابات الجماعية تبنى الحزب الوردة نفسها مع الورقتين مفترقتين لأن الوردة الأولى خالها الناخبون رمز فاكهة عوض وردة مما فوت أصوات عديدة على المرشح الاتحادي بمناطق عديدة.
أما المؤتمر الوطني السابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقد في10/11/12 يونيو 2005 حملت وثائقه شعارا بوردة مختلفة وسط مساحة حجرية اللون مدعومة بورقتين خضراوين ملتصقتين وتكاد جميع أشكال هذه الورود(الحزب والقطاع النسائي) من انجاز وإبداع المعلوماتي المناضل عمر العبادي.
ومع صدور القانون رقم 04 - 36 المتعلق بالأحزاب السياسية كإطار تشريعي في يوم 20 أكتوبر 2005 إذ يشير في المادة 25 من هذا القانون على ما يلي : يجب أن يتضمن النظام الأساسي على الخصوص البيانات الواردة بعده : 1- تسمية الحزب ورمزه والمادة 46 يجب أن يصرح بكل تغيير يطرأ على اسم الحزب , رمزه أو لائحة مسيريه لدى وزارة الداخلية مقابل وصل خلال الخمسة عشر يوما الموالية لتاريخ التغيير.
أتى إحداث المؤسسة الاشتراكية للأبحاث والدراسات والتكوين يوم السبت 6 ماي 2006 بموجب قرار المجلس الوطني للحزب في دورته الثامنة :دورة المهدي بنبركة المنعقدة في 28 أكتوبر 2005 ،في سياق وطني اتسم بالعديد من "السيرورات الانتقالية على المستويات السياسية ، الديمغرافية ، الاقتصادية ، الثقافية والمجتمعية ، وما يلازمها من تساؤلات عميقة طرحت على الفاعلين السياسيين والقوى الحية للمجتمع بلورة الأجوبة القادرة على مواكبة هذه السيرورات ضمن تصور تجديدي للمشروع المجتمعي كما أتى هذا الإحداث لإنعاش وتطوير الاجتهاد الفكري و الثقافي ، الهادف لتوضيح هوية الحزب القائمة على مبادئ الاشتراكية ? الديمقراطية وعلى منظومة حقوق الإنسان وقيم الإسلام المتفتح ، و تفعيلا لدور الحزب الجماهيري والتأطيري.
كما اندرجت المبادرة في خضم التحولات التي عرفها المشهد الحزبي ببلادنا (القانون الجديد للأحزاب السياسية 20 أكتوبر 2005) والتي تستدعي إحداث مؤسسات و فضاءات وطنية وجهوية للتأهيل والتكوين والرفع من قدرات البنيات الحزبية لمواكبة تحولات العصر ومتطلبات المرحلة الانتقالية.
وبعد ميلاد المؤسسة تم تسطير برنامج طموح سعيا في تأدية رسالتها كما طمحت إلى نشر المعلومات عبر بوابة الكترونية .استدل مسيرو المؤسسة آنذاك إلى ابتكار رمز لها غير انه لم يظهر إلى الوجود بصفة رسمية وهو عبارة عن وردة متعارف عليها بين الاشتراكيين عالميا وقلم دال على مناشدة المعرفة والعلم وجعل المؤسسة نافذة لكل مبدع وفنان من انجاز المناضل عبد الصمد جبران.
أما المؤسسة الاشتراكية للتضامن مؤسسة تعنى بقضايا التضامن وتقديم المساعدات الإنسانية وفقا للأهداف والوسائل التي تضعها أجهزتها المختصة ، وتتمتع في ممارسة مهامها بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي فلا تزال تتلمس طريقها بحكم حداثة نشأتها .وفيما يهم المؤسسة الاشتراكية للعمل الجماعي والمؤسسة الاشتراكية للعالم القروي والجمعية الاشتراكية للمستشارين والمستشارات يتداولون مطبوعاتهم ومراسلاتهم وفقا لرمز الحزب المتاح حينه.
كما صدر قرار لوزير الداخلية في 28 أكتوبر 2011 إحكام قرار وزير الداخلية بتاريخ 4 ماي 2009 بتحديد الرموز المخصصة للوائح المرشحة أو المرشحين المنتمين للهيئات السياسية كما وقع تتميمه بناء على القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب وفقا للمادة 28 (2002). وإعادة تكريس تبني الورقة الفريدة وصدر في هذا الشأن في الجريدة الرسمية (عدد 5988 بتاريخ 20 أكتوبر 2011) المرسوم رقم (605/ 11/ 2) المتعلق بتحديد شكل ومضمون ورقة التصويت الفريدة لانتخاب أعضاء مجلس النواب.
ولا يزال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على العهد باق وبوردته متشبثا في كل الاستحقاقات الانتخابية المتتالية كالانتخابات التشريعية 7 شتنبر 2007 بشعار: اختاروا مغربكم ، الشعار الوحيد الذي للحزب حق الملكية والجماعية لعام 12 يونيو 2009 بشعار من اجل جماعات ذات مصداقية أو الانتخابات التشريعية ل 25 نونبر 2011 تحت شعار: من أجل بناء مغرب المواطنة .
وأكاد اجزم (اقسم بالله ديال عبد القادر السيكتور) أن الأحزاب المغربية لا تهتم بالملكية الفكرية للرمز إذ لا تكلف نفسها عناء قصد تأمين الملكية الفكرية وضمان عدم الاعتداء على الرمز.
ومادامت الوردة رمز الأمل والمستقبل والسلام و الصداقة والحرية والعدالة والمساواة والاستقلالية والصدق وتعبير عن ا لوفاء وعربون محبة، وتعبير دون كلام ، ورسالة من القلب. وجمال الورد يملأ الدنيا فهي محفوظة الحقوق عند الجماهير.
ألا يتساءل الشخص عن منبع الانشراح الذي يستحوذ عليه وتلك الابتسامة البادية على محياه حين تلتقط عيناه كنه الوردة؟ والورد دائما معطاء ، يضحي بما لديه : العطر والرحيق الفواح لإنتاج الأطيب والأنفع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.