خرج سكان تاعبيت بخنيفرة إلى الشارع من جديد، وتوجهوا في مسيرة احتجاجية نحو عمالة الإقليم، حيث خاضوا وقفة صاخبة صدحت فيها حناجرهم بمجموعة من الشعارات والهتافات التي استنكروا من خلالها معاناتهم مع انعدام أبسط الحاجيات والبنى التحتية التي لن يصدق الكثيرون وجود حي شعبي على مشارف المدينة لا يتوفر عليها في العصر الحاضر رغم كونها من الشروط والحقوق الاجتماعية والإنسانية الصرفة، وقد حاول قائد إحدى المقاطعات تني المحتجين عن مواصلة احتجاجهم عبر مطالبتهم بتشكيل لجنة منهم للجلوس إلى طاولة الحوار مع عامل الإقليم. سكان حي تاعبيت المحاذي للمجال الحضري، والتابع ترابيا للجماعة القروية موحى وحمو الزياني، شاركوا بكثافة في المسيرة الاحتجاجية لتجديد مطالبتهم بالواد الحار وقنوات الصرف الصحي المنعدمة بالحي، وشرح معاناتهم للسلطات الإقليمية والرأي العام المحلي، وكيف أنهم يقومون بوضع فضلاتهم في أكياس بلاستيكية والرمي بها في مشاهد يخجل المرء من تصويرها ومن مضاعفاتها على الصحَّة العامّة والتقاليد الاجتماعية المحافظة، مع ضرورة الإشارة إلى أن الحي المذكور يعرف نموا سكانيا لافتا للتسجيل. وفي ذات السياق، وقفت «الاتحاد الاشتراكي» على محنة سكان تاعبيت مع انعدام وسائل حديثة لتوفير الماء الشروب، حيث يعيش هؤلاء السكان على الحل الترقيعي المتمثل في وضع ساقية رهن إشارتهم، رغم علم الجميع بأن عددهم يقارب الألف نسمة، ومنطقتهم معروفة باعتمادها على الفلاحة وتربية المواشي وإنتاج الحليب، ومن خلال ذات المسيرة الاحتجاجية ,عبر المحتجون عن معاناتهم من مشكل ضعف التغطية في شبكة الاتصالات، وصعوبة ربط اتصالاتهم الهاتفية أو استعمال الشبكة العنكبوتية التي تعتبر وسيلة تواصلية يصعب الاستغناء عنها في العصر الحاضر. ومن جهة أخرى، لم يفت سكان تاعبيت الإشارة، في تصريح بعضهم ل «الاتحاد الاشتراكي»، إلى مهزلة الطريق المؤدية لقلب تجمعهم السكني، والتي كانوا قد استبشروا خيرا لعملية تعبيدها باعتبارها منفذا لحياتهم المعزولة، إلا أن الجميع اصطدم بمظاهر الغش الذي طبعها بعد تعرضها للتلف، كما تناول السكان في تصريحاتهم مشكل انعدام وجود مدرسة ابتدائية قريبة منهم قد تقي تلامذتهم شر المسافات الطويلة باتجاه مدرسة «تيزي نصلصال» البعيدة عنهم، بالأحرى في ظروف الشتاء والبرد القارس. وقد سبق لسكان تاعبيت، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أن هددوا بمقاطعة عملية الإحصاء العام لإرغام السلطات على ترجمة مطالبهم دون جدوى، وفي المسيرة الأخيرة عادوا فهددوا بمقاطعة الانتخابات المقبلة في حال تمادي الجهات المسؤولة في خطاب التسويف والوعود المهزوزة، بينما لم يفت كلمة المحتجين أمام عمالة الإقليم التنديد بمظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي المضروب على منطقتهم، وبالشروط التبريرية والتعجيزية التي يواجههم بها المسؤولون كلما دخلوا في معركة من المعارك النضالية التي أعلنوا عن مواصلتها حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.