انتفض سكان منطقة تاعبيت، ضواحي مدينة خنيفرة، ضد شخص نافذ حل بمنطقتهم مدعيا، حسب قولهم، قرابته من جهات عليا في البلاد، فدشن حضوره بحفر بئر بشكل عشوائي، وبعده زاد فقام أيضا بحفر بئر ثان قبل أن يتمادى في تصرفه بالترامي على منبع يعتبره السكان المورد المائي للمنطقة، فشرع في إحداث بئر ثالثة عميقة لأجل استغلالها لصالحه في سقي مزرعته التي لا تتعدى مساحتها الهكتار الواحد، ما كان كافيا لأن يهدد المنطقة، بأناسها ومواشيها ومزارعها، بالجفاف والعطش. ولم يفت السكان الاحتجاج القوي على الشخص المذكور الذي تجاوز بفعله كل القوانين والتحذيرات على صعيد المنطقة التي تعاني أصلا من قلة المياه والإقصاء الاجتماعي، رغم اعتماد ساكنتها على الفلاحة وتربية المواشي وشهرتها بإنتاج الحليب، الأمر الذي يجعل من تصرف الشخص المقصود أمرا يُجهل مدى استمراره ولا العواقب التي سيسفر عنها. ويؤكد سكان تاعبيت، ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن المنبع المستهدف ظل، وعلى مدى تاريخ قديم جدا، مصدرا لحياتهم واستقرارهم، ما جعل الجميع يقف بالإجماع في وجه الشخص، واعتراض ما قام به دون وجه حق، ويقول المحتجون إن المعني بالأمر حمله نفوذه إلى منع السلطة المحلية من معاينة البئر الثالثة التي أضرت بالمنبع المائي، وذلك قبل استدعاء عناصر الأمن التي انتقلت لعين المكان، ثم لجنة مختلطة من التقنيين وعمالة الإقليم ومديرية التجهيز، حيث تم إيقاف الشخص ومنعه من إتمام أشغال مشروعه إلى حين تسوية الوضع بطرح مقترحات لا تزال مثار خلاف حاد. وصلة بالموضوع، سجل الملاحظون، باستياء وقلق بالغين، شكل تعاطي السلطات مع المعني بالأمر، وكيف تم الاستخفاف بدعوتهم إلى ردم البئر الثالثة، وبدل مساءلتها للشخص المذكور عما إذا كان يتوفر على ترخيص من الجهات الإدارية المعنية، اقترحت هذه السلطات على الساكنة إمكانية التقدم للمحكمة بدعوى قضائية ضد المعني بالأمر. وأكدت مصادر إعلامية ل «الاتحاد الاشتراكي» أن سكان تاعبيت هددوا لحظتها بمقاطعة عملية الإحصاء، في حال عدم أخذ قضيتهم بعين الاعتبار، وقد شوهد عون سلطة وهو يرهب بعض السكان ويهددهم بالعقاب إن امتنعوا عن إحصائهم، علما بأن المنطقة، الواقعة على مشارف المدينة، قد شهدت عدة احتجاجات ومسيرات شعبية للمطالبة بقنوات للصرف الصحي والكهرباء والماء الصالح للشرب، وشاحنة لنقل الأزبال، ومركز صحي. ويشار بالتالي إلى أن منطقة تاعبيت تعاني من التهميش على مختلف المستويات، بما في ذلك المسالك، إذ كان السكان قد استأجروا، في وقت سابق، آلة «طراكس» لفتح مسلك من أجل تسهيل عبور آلات الحصاد.