إذا كان السوق الأسبوعي بالنسبة لسكان جماعة أيت مزيغ ، كغيرهم من سكان البوادي بالمغرب، فرصة أسبوعية لشراء كل مسلتزماتهم الغذائية، فإن أول ما يثير أي زائر لهذا السوق هي الظروف التي تباع فيها هذه المواد ، و خاصة اللحوم. وهي ظروف أقل ما يمكن القول عنها إنها غير صحية، و تشكل خطرا على صحة المواطنين بهذه المنطقة وزوارها. فمن خلال الملاحظة والمشاهدة يظهر بالملموس أن هذه اللحوم لم تخضع لأي مراقبة من أي جهة مسؤولة، كما أنها تعرض في أماكن منعدمة النظافة، و معرضة للغبار و أشعة الشمس. أما بالنسبة للدجاج فظروف بيعه أسوأ، حيث يتم نقله في أكياس بلاستيكية من بلدة واويزغت ، التي تبعد بحوالي 30 كيلومترا، وهو ما يعرضه للإفساد بسبب غياب الثلاجات، و ارتفاع درجة الحرارة ، خاصة في فصل الصيف. وحول هذه الظروف غير الصحية م سألنا مجموعة من المواطنين لماذا يقبلون على هذه اللحوم رغم الأخطار التي قد تسببها؟ فكانت أغلب الأجوبة تشير إلى غياب البديل، و بتوجه اللوم للسلطات المختصة التي لا تقوم بدورها. هكذا صرح «علي .ج» قائلا : «إذا لم أشتر اللحم من هذا السوق فمن أين سأشتريه؟ «و أضاف «أعرف أنني في بعض الأحيان أخاطر بصحة أفراد أسرتي، و لكن في غياب البديل نضطر إلى تقبل ما هو موجود رغم المخاطر، لأنه لا يمكنني أن أعود من السوق بدون اللحم». من جهته حاول جزار يمارس هذه المهنة بهذا السوق الدفاع عن هذه الممارسات و قال «أنا أشتغل بهذه المهنة منذ سنوات و لم يسبق أن وقع لي أي مشكل مع أي زبون» و شدد على أن السلطات المعنية هي التي تتهاون في أداء وظيفتها، أما الجزار فهو مستعد للمراقبة.