عبر مجموعة من المتسوقين بالسوق الأسبوعي «الثلاثاء» التابع للجماعة القروية عامر الشمالية، عن استيائهم العميق من طريقة عرض اللحوم للبيع فوق طاولات وقطع خشبية رثة ومتسخة، تفتقد إلى الشروط الصحية الضرورية، حيث تظل هذه الطاولات على مدى الأسبوع دون عناية، ومعرضة للتلوث والغبار، وتتحول إلى مرحاض مفتوح في وجه العابرين، وهو ما يزيد من انتشار الروائح الكريهة، التي تزكم الأنوف إلى حين يوم السوق الأسبوعي، ليتم استغلالها من جديد في عرض وتقطيع اللحوم، بعد أن تكون الكلاب الضالة، قد قامت بلعق ما تبقى فيها من شحوم وفتات اللحوم والدماء. هذه الكلاب التي تعلب دور المنظف يوم السوق الأسبوعي من خلال أكل ما يرميه الجزارون من مخلفات الذبائح، حيث تتجمع بجانب محلات الجزارة، الشيء الذي يهدد المستهلكين بمخاطر صحية في غياب الجهات المختصة لمراقبة هذه اللحوم والظروف غير الصحية المحيطة بها. وتزداد المخاطر خلال الأيام الصيفية، التي تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة، وتصبح هذه اللحوم أكثر عرضة للتلف والتعفن بسبب تأثرها بحرارة الشمس، ناهيك عن الغبار المتطاير فوقها والروائح الكريهة التي تغزو أمكنة بيع اللحوم، بالإضافة إلى الكلاب الضالة، التي يمكن أن تنقل عدوى أمراض خطيرة. ولم يقتصر الأمر على عرض اللحوم للبيع في غياب الشروط الأساسية لمعايير بيع اللحوم، بل يتعداه إلى عملية نقلها من مجزرة سيدي يحيى الغرب إلى السوق الأسبوعي «الثلاثاء»، الذي يبعد بنحو أربع كيلومترات عن المدينة، حيث يتم النقل عبر الدراجات النارية الثلاثية العجلات، والعربات المجرورة بالدواب، والسيارات الخاصة من نوع «بيكوب»، وذلك في ظروف غير سليمة وصحية، حيث تتعرض خلال نقلها من مكان الذبح (المجزرة ) إلى مكان عرضها للبيع إلى عديم وسائل النقل والغبار المتطاير طوال الطريق، وأشعة الشمس الحارقة، وهو ما قد يساهم في إصابتها ببعض البكتيريا والميكروبات المجهرية، التي من شأنها أن تجعلها غير صالحة للاستهلاك، وتعرض المواطن لمخاطر من جراء استهلاكها. وهذا ما أكده المتصلون بالجريدة، الذين عبروا عن اشمئزازهم من هذه الوضعية، التي لا يوليها المسؤولون المحليون والمصالح البيطرية والصحية أدنى اهتمام، بل أصبحت عادية لديهم وهم يشاهدون نقل اللحوم عبر وسائل لا تتوفر على التجهيزات الضرورية لنقلها، على اعتبار أن اللحوم من بين المواد التي تحتاج إلى ظروف نقل معينة، خاصة ما يتعلق بدرجة الحرارة، حيث من المفروض أن تخصص لها شاحنات بمكيفات هوائية تساعد على التبريد، وهو ما يتطلب من الجهات المختصة التدخل الصارم لوضع حد لهذه الفوضى، وتزويد المستهلكين باللحوم الحمراء ذات الجودة المطلوبة، ووقايتهم من أمراض مختلفة يمكن أن تصيبهم من جراء استهلاكهم لهذه اللحوم، التي تقدم لهم في ظروف وشروط غير سليمة وغير صحية.