كثيرة هي المقالات التي تناولت واقع المدينة الكارثي في مجالات مختلفة سواء كانت مكتوبة أو إلكترونية صاغها بعض الغيورين على هذه المدينة التاريخية 'التي كانت معقلا للمقاومة و محاربة الاستعمار. و رغم تعدد هذه المقالات ,فإن المسئولين-على ما يبدو-لم تتوفر لديهم الإرادة و الرغبة بل و حس المسؤولية للتعاطي مع المشاكل و الاختلالات التي تعاني منها المدينة لأن هؤلاء المسئولين-وبكل بساطة- فقدوا البصر و البصيرة والغيرة على هذه المدينة. وسنحاول عرض المشاكل التي لازالت عالقة و التي لم يبد المسئولون عن التدبير المحلي أي رغبة لحلها,سواء كانوا منتخبين أو من السلطة المحلية وكأنها ليست من اختصاصهم : 1- السوق الأسبوعي يعتبر مشكلا حقيقيا بالنسبة للمدينة,لما يسببه من فوضى و ازدحام وعرقلة للسير بأهم شوارع المدينة(20غشت) نتيجة لاحتلال الأرصفة من طرف الباعة و "الفراشة"ولم يتخذ المجلس البلدي ذو التركيبة العجيبة أي مبادرة لإبعاد السوق عن قلب المدينة قصد توفير الراحة للسكان المجاورين له من كل أنواع الإزعاج و الأوساخ التي تخلفها المواشي أمام بيوت السكان علما أن سوق المواشي غير مجهز بمنصات تسهل تفريغ الشاحنات أو شحنها بالمواشي مما يجعل المتسوقين في هذه الرحبة يقومون بهذه العملية في أي مكان وأحيانا يقطعون الطريق لنفس الغرض'وإذا علمنا أن المراحيض منعدمة بهذه السوق فإن الكارثة تصبح أكبر' إذ يقضي بعض مرتادي هذه السوق حاجتهم بين الدور السكنية.كما أن رحبة الحبوب وكذا المحلات المخصصة للجزارين'قد تحولت إلى مراحيض'وقد علمنا أن الجزارين هم الذين يؤدون أتعاب تنظيفها ' لأنها أماكن غير محروسة'وهي ملجأ للكلاب الضالة و المتسكعين.فمن يجرؤ على شراء اللحوم من هؤلاء الجزارين إذا علم بكل هذه الحيثيات؟ ........................................ 2 - أطلال معمل" إيكوز"لازالت واقفة تشهد على التهميش و القهر الذي ضرب فئة مهمة من العمال الذين كانوا ذات يوم نشطين ومساهمين في تنمية مدينتهم,وشاهدة أيضا على تقاعس المسئولين في الحسم في شأن هذه الأرض و تحويلها إلى مشروع تنتفع منه المدينة كما أن منظره لا يليق بالشارع المذكور. ........................................ 3 - البناء"الفوضوي"يعتبر تحديا للجميع,‘إذ شكل حزاما خطيرا محاصرا لبعض الأحياء السكنية:الراشدية,إيكوز, الرحمة,إضافة إلى أنه شوه التطور الطبيعي للمدينة 'وزرع في الأحياء المحاذية له عدم الاستقرار. علما أن دوريات الأمن لم يسبق لها أن دخلت دهاليز هذه المباني للقيام بواجبها.كما أن بعض أصحاب هذه المباني بدأوا يستغلونها في أنشطة تضر بالسكان المحاذين لها ونخص بالذكر تربية المواشي. . ولحد الآن فإن الجميع(سلطة و منتخبين)لا زالوا في عداد الغائبين عن اتخاذ الإجراءات المناسبة للتخلص من هذه الفوضى التي عصفت بالمدينة ووضعت الجميع أمام محك المسؤولية,لقد تتبع الجميع كيف شجعت بعض الأحزاب هذه الفوضى سواء بالفعل أو بالصمت,وهنا لا بد من الإشادة بالأحزاب التي نددت بالبناء الفوضوي دون أن ترقى إلى تحمل المسؤولية كاملة 'موضحة أن ذلك من شأنه الضرر بالمدينة بمستقبلها.أسئلة كثيرة طرحت حول هذه الفوضى التي اجتاحت المدينة و حولت المجتمع المدني إلى متفرج,و كأن هذا الأمر لا يعنيهم: لماذا لم يعمل المسؤولون-في حينه- على إحصاء المحتاجين -فعلا- إلى سكن من هؤلاء المخالفين بعد تحديد هوياتهم لمعرفة إن كانوا من سكان المدينة أم هم أغراب عنها جاؤوا بغرض إشاعة الفوضى, قصد العمل على إيجاد حل لمشاكلهم,وذلك بإنشاء وحدات سكنية اقتصادية لفائدة ذوي الدخل المحدود'يطلق عليها الراشدية 2أو الرحمة2....والإجهاز على باقي المباني وردع أصحابها بقوة القانون؟ إن هذا المشكل ينبغي أن يجد طريقه إلى الحل قبل موعد الاستحقاقات المقبلة,حتى لا يتحول إلى حصان "طروادة"تركبه بعض الكائنات الانتخابية لاقتناص أصوات المتورطين في هذه المباني الفوضوية بعد أن شجعتهم على ذلك وغررت بهم. وهذه الجهات لازالت تروج الأكاذيب التي مفادها أن هناك حلا لهذه الفوضى مما جعل البعض يستمر في البناء لحد الآن. إن أي حل آخر ترقيعي لا يمكنه أن يجنب المدينة عدم تكرار العملية وسيفتح شهية بعض السماسرة لدفع مواطنين آخرين لنسخ هذه التجربة القبيحة. فلا أحد يستبعد أن تنتج عن هذه المباني مستقبلا كوارث مثل كارثة "بوركون"بالدارالبيضاء. 4- قطاع النقل الحضري لا زال محاصرا تتحكم فيه لوبيات غير معروفة المعالم وإن كان العديد من المواطنين ينعتون أرباب الطاكسيات بأصحاب هذا اللوبي.ولحد الآن لا زالت الحافلات التي تربط بين المدينة و بني ملال لا تمر بكل أحياء المدينة,و خاصة الأحياء البعيدة(مجاط- الراشدية- الرحمة- نادية-لمهيرزات- أيت اعمر و الأحياء التي في طور البناء)وهكذا حكم على الحافلات أن تبقى في محطتها تلبية لرغبة اللوبي المذكور في حين أن التفكير ينبغي أن ينصب على إضافة خطوط جديدة لربط المدينة بالدواويرالمحيطة بها:أيت علي,أيت الرواضي,إغرم لعلام,أيت الربع....لتسهيل تنقل المواطنين و التلاميذ خصوصا.كما أن ناقلات المسافرين(سبراتور) التابعة للسكك الحديدية لا تدخل محطة المدينة لأسباب غير معروفة و بذلك لا يستفيد من خدماتها المواطنون. ........................................ 5- انتشار الجريمة وبيع المخدرات بشكل لافت, نتيجة لتقاعس الأمن عن توفير الحماية للساكنة مما نتج عنه جرائم خطيرة تهز مشاعر المواطنين من حين لآخر.علم بأن رجال الشرطة يعرفون جيدا نقط بيع و استهلاك المخدرات إلا أنهم يتغاضون عن ذلك,لأسباب غير معروفة مما يطرح أكثر من سؤال. كما أن الأحياء المحاذية للمباني الفوضوية أصبحت تعاني من كثرة السرقات,والتهديد بالسلاح الأبيض و محاولة الاختطاف لقاصرين من طرف مجرمين اتخذوا من المباني الفوضوية المهجورة مخابئ لهم في غياب تام لدوريات الأمن. ولم تسلم من ذلك ملابس السكان و أمتعتهم وزرعهم المعرض لأشعة الشمس لتجفيفه وكذا المساجد الموجودة بهذه الأحياء.أليس هناك ما هو أهم- بالنسبة للسلطة المحلية و الأمن الوطني-من الحرص على تطبيق القانون و حماية المواطنين من كل أشكال الإجرام؟؟؟؟؟ ........................................ 6- كل المدن تعرض فيها الأسماك خلال النهار باستثناء المدينة 'التي تستقبل هذه البضاعة مساء كل أربعاء و سبت لأسباب لا يعرفها إلا المسئولون و الراسخون في ترويج هذه الأسماك.كما أن سوق السمك الحالي لا يتوفر على المواصفات اللازمة لعرض هذا المنتج' وهكذا يعرض الباعة بضاعتهم التي تكون أحيانا ذات جودة متدنية مستغلين ضعف الإنارة بالسوق المذكورة كما أن مدخلي هذه السوق يحتلهما منظفو الأسماك وبرك الماء زد على ذلك الروائح المقززة التي تملأ جنبات هذه السوق. فمتى سيتم الإفراج عن سوق السمك الجديد؟ ........................................ 7- بالإضافة إلى ما توفره المخابز المرخصة من خبز و حلويات,فإن هناك أنواع أخرى من الخبز تملأ السوق لتزاحم هذه المخابز'تقوم بعرضها في السوق نسوة دفعتهن ظروفهن الخاصة لمزاولة هذه الأنشطة. غير أن هذه الأخيرة لا تتوفر على الشروط الضرورية من حيث الوزن و الجودة 'فإذا كانت الغاية من غض الطرف على هذه الأنشطة هي محاربة الهشاشة و الفقر'فإن الواجب يفرض تقنين هذه الأنشطة و ذلك بإعطاء رخص للراغبين في مزاولتها كما تجب مراقبة الجودة و الوزن وتحديد الأسعار'فلا يعقل أن يظل هذا النشاط خارج المراقبة'لأن ذلك يعني التسيب و الفوضى'وإهمال صحة و سلامة المستهلكين'فقد اشترى أحدهم خبزا على أساس أنه مصنوع من دقيق الشعير ليجده مصنوعا من نخالة القمح'على سبيل المثال. كما أن الرخص التي أعطيت لبعض أصحاب المخابز مؤخرا تمت دون دفتر للتحملات'فهذه المخابز لا تلبي احتياجات السكان المجاورين لها و التي لا تتوفر بها أفران تقليدية' كما أن بعض المخابز سمح لها بالعمل داخل أماكن لم تكن مخصصة لهذا النشاط مسببة في إزعاج السكان' أضف إلى ذلك أنها لا تهتم بمتطلباتهم. ....................................... 8- أصبح احتلال الملك العام السمة الأساسية التي تميز المدينة'وأصبح التنافس على أشده بين العديد من مكونات المجتمع سواء المشتغلين بالتجارة أو أصحاب المقاهي أو الورشات و كذا بعض السكان الذين أقاموا سياجات أمام بيوتهم محولينها إلى" فيلات" على حساب الأرصفة التي خصصت للراجلين.و مما لا شك فيه أن المواطنين الذين تعمدوا ذلك تأسوا ببعض أشباه السياسيين الذين يعطون نموذجا حيا لإفساد سلوك المواطنين بدل إعطاء القدوة في احترام القوانين ومنها حماية الملك العام. ولعل احتلال أرصفة شارع20غشت تعتبر تحديا كبيرا للمسؤولين'فهذا الشارع هو واجهة المدينة' فلا يعقل أن يظل مسرحا للفوضى و الازدحام و عرقلة حركة السير'فإذا كان المسؤولون قد عجزوا عن تحرير الشارع من الباعة 'فعليهم أن يغلقوه أمام وسائل النقل' تجنبا لكل احتكاك بينها و بين الراجلين الذين يجدون أنفسهم وسط الطريق المخصص للعربات و حفاظا على سلامة المواطنين'لقد لاحظنا قبيل زيارة الملك أن المجلس البلدي قد زود فضاء السوق بمصابيح كشافة حتى يتمكن الباعة من مزاولة أنشطتهم بعيدا عن الطريق العام' و هلل الجميع لهذه المبادرة مما جعل أحد الظرفاء يقترح على المجلس البلدي أن يتم الاحتفال المحلي بتحرير شارع 20غشت كان ذلك يوم08/05/2014'لكن بمجرد انتهاء الزيارة الملكية للجهة عادت الفوضى لتعم الشارع من جديد'وخلف ذلك استياء عاما لدى الغيورين على هذه المدينة ' وأخطر من ذلك رسخ في نفوس الساكنة أن المسؤولين في بلادنا يخافون ولا يخجلون ' فتعسا لكل مسؤول من هذه الطينة المقيتة. ....................................... 9- لا شك أن المجالس البلدية المتعاقبة حريصة على إنشاء الحدائق بالمدينة' و هذا تقليد حميد 'لكن هذا الحرص لا يشمل العناية بها وحراستها من الحيوانات السائبة' و السلوكيات الطائشة من طرف بعض المتهورين, فغالبا ما نجد دواب و مواش ترعى في بعض الأماكن الخضراء دون رقيب.لقد وقفت بعض الفعاليات من المجتمع المدني ضد عملية قطع أشجار الحديقة المجاورة لمركز الشرطة القديم'حتى لا تتكرر العملية الإجرامية التي أعدمت الحديقة الكبرى بالمدينة لتحولها إلى بلاط إسمنتي لا روح فيه ولا جمالية'بعد أن كانت غاية في الرونق و الجمال'فاغتالها مسؤولون لا يدركون معنى للبيئة لأن لهم-بكل بساطة- قلوب من إسمنت.ولا أحد يستبعد أن تتحول الحديقة الأخيرة إلى موقف لسيارات بعض موظفي البلدية خصوصا في فصل الصيف. ...................................... 10- تعامل المسؤولون مع عملية ترميم القصبة الإسماعيلية كما يتعامل العديد من المسؤولين ببلادنا إذ يهتمون بالواجهات ويخفون الهوامش'وهذا ينطبق على ما وقع للقصبة المذكورة'فقد تم ترميم واجهتيها الشمالية والشرقية بينما لازالت الواجهتان الجنوبية و الغربية عرضة للإهمال و بالتالي التآكل يوما بعد يوم.وتجدر الإشارة هنا أن عملية الترميم الجزئي الذي عرفته القصبة لم يكن ذا جودة حيث ظهر تقشر على الجدران كما انزاحت الماد المستعملة في أشغال الترميم لهذه الأسوار.إن إهمال ترميم هذه المعلمة يعني إهمال لذاكرة المدينة التي تستمد منها اسمها'فالمسألة تقتضي إزالة كل بقايا المباني العشوائية التي لازالت داخل الأسوار وركام الأتربة قبل إنجاز أي عملية ترميم جدية'لأنه –على ما يبدو-قد أثر ذلك على العملية و أدى إلى ظهور التشوهات المشار إليها. ...................................... 11- أصبحت الحفر القاسم المشترك بين العديد من الأحياء داخل المدينة'ولا أحد يعرف سبب تقاعس المجلس البلدي في التعاطي مع هذا المشكل الذي عمر طويلا'لكن يظهر أن المجلس ينتظر زيارة ملكية كي يقوم بواجبه في ردم الحفر المنتشرة بالعديد من النقط .أما بمحيط المدينة فهناك ورش ضخم حيث كل مرة يتم إغلاق الطريق أو تحويلها لردم قنوات الماء' والهدف كما يعرف الجميع هو مد المدن المجاورة بمياه سد أيت مسعود الذي أنشئ خصيصا لتزويد المدينة بالماء الصالح للشرب حسب تصريح وزير التجهيز و النقل السابق غلاب 'مع ما خلفه ذلك من مشاكل متعددة مع مالكي الأراضي التي تمر عبرها هذه القنوات'إن التضامن بين المدن شيء إيجابي'لكن ماذا استفادت المدينة من كل هذه العملية؟ فإذا كانت المدينة لا تحتاج إلى الماء الصالح للشرب حاليا 'فإن حقولها في حاجة إلى الماء للسقي فلماذا لا يتم تحويل مياه السد المذكور إلى أراضي سهل تادلة حفاظا على الفرشاة المائية التي تستنزفها الآبار بشكل كبير؟وهل هذا يعني أن المدينة لاتحتاج إلى الماء الشروب مستقبلا؟ ...................................... 12- يعد مستشفى م.إسماعيل مؤسسة صحية هامة في الإقليم'لكن رغم ما يتوفر عليه من أجنحة و أقسام فإن سياسة المسؤولين عن قطاع الصحة بإقليم بني ملال جعلت منه هيكلا بلا روح'فرغم ما يبذله الطاقم الصحي من مجهودات 'فإن الخدمات تبقى دون المستوى'فالتخصصات محدودة و رغم ذلك فالأطباء المتخصصون لا يحضرون بشكل مضبوط لأن أغلبهم لا يسكن المدينة وهذا ما يجعل بعضهم يفضلون السكن قرب العيادات الخصوصية بمدينة بني ملال لأنها توفر لهم دخلا إضافيا مقبولا'مما يجعلهم يتهاونون في أداء واجبهم بالمستشفى المذكور'وهكذا يجد العديد من المواطنين أنفسهم مرغمين على الذهاب إلى بني ملال إما بسبب غياب طبيب مختص أو لقلة المعدات الطبية التي تمت مركزتها ببني ملال و هناك تبدأ فصول شاقة من البحث عن العلاج.ولا أحد من ممثلي الساكنة تدخل قصد الاهتمام بالخدمات الصحية بالمستشفى الذي صرفت عليه الملايير من الدراهم ليبقى فارغا 'فلماذا لا تتم إعادة النظر في الخريطة الصحية بالإقليم و اعتماد مستشفى م.إسماعيل ملحقة للمستشفى الإقليمي ببني ملال مع توفير جميع التخصصات وتحديد المناطق التي ستستفيد من العلاجات به عوض التوجه إلى المستشفى الإقليمي والغاية طبعا هي تخفيف الضغط عليه. ..................................... 13- يشكو المواطنون من الخدمات المتدنية للشركة المكلفة بالنظافة في المدينة'حيث برزت عدة اختلالات في تدبير هذا القطاع نذكر منها:تأخير إفراغ أوعية القمامة مما جعل بعض السكان يطالبون بإبعادها عنهم نظرا للروائح الكريهة التي تتسرب إلى البيوت' زد على ذلك أن الكثير من هذه الأوعية لا يتم استبدالها إلا بعد أن تتلف كليا الشيء الذي يجعلها تحول النفايات إلى عصير'بعض العمال المكلفين بنظافة بعض الأحياء يزعجون السكان لأنهم يقومون بهذه المهمة في أوقات غير مناسبة كما أن بعضهم يلجئون إلى رمي النفايات في قنوات الصرف الصحي أو حرقها عوض نقلها إلى أمكنة التجميع كما يحدث حاليا في السوق مما يزيد من تلوث المدينة وخاصة الأحياء المحاذية للسوق'إهمال بعض النقط السوداء كما الحال في مدخل المدينة من جهة الدارالبيضاء. خلاصة لابد منها لا شك أن المتتبع للشأن المحلي سيلاحظ أن هناك مجهودات متواصلة لترييف المدينة(جعلها قرية )ويظهر ذلك جليا من خلال الاختلالات التي تم التطرق إلى بعضها' و تكشف بوضوح ما نؤكده كما لاحظ المتتبعون للشأن العام المحلي أنه كلما اشتد الصراع بين" القبائل السياسية "بالمدينة كانت مصالح المواطنين بل مستقبل المدينة بكاملها في مهب الريح.لقد تابعنا ممارسات لا تمت بصلة إلى حس المسؤولية' و إلى التربية السياسية السليمة' فتجعل حزب أقلية يسير المدينة كل هذه السنوات و بهذه الطريقة المشينة'ماذا سيقول هؤلاء غدا لعموم الناس في الانتخابات المقبلة؟ في الدول الديمقراطية تتنافس الأحزاب في توفير أحسن الخدمات للمواطنين'أما بهذه المدينة فالتنافس يكون من أجل رد الصفعة بأحسن منها'وهذا ما حدث للحزبين الغريمين بالمدينة'لأن المصلحة العامة ليست مهمة في نظر هؤلاء السياسيين الذين لا يمكن أن تجد لهم مثيلا في كل العالم.نتمنى أن تتخلص المدينة من كل هذه الحثالة السياسية التي لا تملك الجرأة على تقديم نقد ذاتي لمسارها المتسم بالصبيانية و انعدام المسئولية'كما أن التدبير المحلي لشؤون المواطنين لا ينسجم مع عقلية السماسرة التي لازالت مرسخة في عقول بعض أشباه السياسيين بهذه المدينة المنكوبة. قصبة تادلة:مدينةآيلة للسقوط كثيرة هي المقالات التي تناولت واقع المدينة الكارثي في مجالات مختلفة سواء كانت مكتوبة أو إلكترونية صاغها بعض الغيورين على هذه المدينة التاريخية 'التي كانت معقلا للمقاومة و محاربة الاستعمار. و رغم تعدد هذه المقالات ,فإن المسئولين-على ما يبدو-لم تتوفر لديهم الإرادة و الرغبة بل و حس المسؤولية للتعاطي مع المشاكل و الاختلالات التي تعاني منها المدينة لأن هؤلاء المسئولين-وبكل بساطة- فقدوا البصر و البصيرة والغيرة على هذه المدينة. وسنحاول عرض المشاكل التي لازالت عالقة و التي لم يبد المسئولون عن التدبير المحلي أي رغبة لحلها,سواء كانوا منتخبين أو من السلطة المحلية وكأنها ليست من اختصاصهم : 1- السوق الأسبوعي يعتبر مشكلا حقيقيا بالنسبة للمدينة,لما يسببه من فوضى و ازدحام وعرقلة للسير بأهم شوارع المدينة(20غشت) نتيجة لاحتلال الأرصفة من طرف الباعة و "الفراشة"ولم يتخذ المجلس البلدي ذو التركيبة العجيبة أي مبادرة لإبعاد السوق عن قلب المدينة قصد توفير الراحة للسكان المجاورين له من كل أنواع الإزعاج و الأوساخ التي تخلفها المواشي أمام بيوت السكان علما أن سوق المواشي غير مجهز بمنصات تسهل تفريغ الشاحنات أو شحنها بالمواشي مما يجعل المتسوقين في هذه الرحبة يقومون بهذه العملية في أي مكان وأحيانا يقطعون الطريق لنفس الغرض'وإذا علمنا أن المراحيض منعدمة بهذه السوق فإن الكارثة تصبح أكبر' إذ يقضي بعض مرتادي هذه السوق حاجتهم بين الدور السكنية.كما أن رحبة الحبوب وكذا المحلات المخصصة للجزارين'قد تحولت إلى مراحيض'وقد علمنا أن الجزارين هم الذين يؤدون أتعاب تنظيفها ' لأنها أماكن غير محروسة'وهي ملجأ للكلاب الضالة و المتسكعين.فمن يجرؤ على شراء اللحوم من هؤلاء الجزارين إذا علم بكل هذه الحيثيات؟ ........................................ 2 - أطلال معمل" إيكوز"لازالت واقفة تشهد على التهميش و القهر الذي ضرب فئة مهمة من العمال الذين كانوا ذات يوم نشطين ومساهمين في تنمية مدينتهم,وشاهدة أيضا على تقاعس المسئولين في الحسم في شأن هذه الأرض و تحويلها إلى مشروع تنتفع منه المدينة كما أن منظره لا يليق بالشارع المذكور. ........................................ 3 - البناء"الفوضوي"يعتبر تحديا للجميع,‘إذ شكل حزاما خطيرا محاصرا لبعض الأحياء السكنية:الراشدية,إيكوز, الرحمة,إضافة إلى أنه شوه التطور الطبيعي للمدينة 'وزرع في الأحياء المحاذية له عدم الاستقرار. علما أن دوريات الأمن لم يسبق لها أن دخلت دهاليز هذه المباني للقيام بواجبها.كما أن بعض أصحاب هذه المباني بدأوا يستغلونها في أنشطة تضر بالسكان المحاذين لها ونخص بالذكر تربية المواشي. . ولحد الآن فإن الجميع(سلطة و منتخبين)لا زالوا في عداد الغائبين عن اتخاذ الإجراءات المناسبة للتخلص من هذه الفوضى التي عصفت بالمدينة ووضعت الجميع أمام محك المسؤولية,لقد تتبع الجميع كيف شجعت بعض الأحزاب هذه الفوضى سواء بالفعل أو بالصمت,وهنا لا بد من الإشادة بالأحزاب التي نددت بالبناء الفوضوي دون أن ترقى إلى تحمل المسؤولية كاملة 'موضحة أن ذلك من شأنه الضرر بالمدينة بمستقبلها.أسئلة كثيرة طرحت حول هذه الفوضى التي اجتاحت المدينة و حولت المجتمع المدني إلى متفرج,و كأن هذا الأمر لا يعنيهم: لماذا لم يعمل المسؤولون-في حينه- على إحصاء المحتاجين -فعلا- إلى سكن من هؤلاء المخالفين بعد تحديد هوياتهم لمعرفة إن كانوا من سكان المدينة أم هم أغراب عنها جاؤوا بغرض إشاعة الفوضى, قصد العمل على إيجاد حل لمشاكلهم,وذلك بإنشاء وحدات سكنية اقتصادية لفائدة ذوي الدخل المحدود'يطلق عليها الراشدية 2أو الرحمة2....والإجهاز على باقي المباني وردع أصحابها بقوة القانون؟ إن هذا المشكل ينبغي أن يجد طريقه إلى الحل قبل موعد الاستحقاقات المقبلة,حتى لا يتحول إلى حصان "طروادة"تركبه بعض الكائنات الانتخابية لاقتناص أصوات المتورطين في هذه المباني الفوضوية بعد أن شجعتهم على ذلك وغررت بهم. وهذه الجهات لازالت تروج الأكاذيب التي مفادها أن هناك حلا لهذه الفوضى مما جعل البعض يستمر في البناء لحد الآن. إن أي حل آخر ترقيعي لا يمكنه أن يجنب المدينة عدم تكرار العملية وسيفتح شهية بعض السماسرة لدفع مواطنين آخرين لنسخ هذه التجربة القبيحة. فلا أحد يستبعد أن تنتج عن هذه المباني مستقبلا كوارث مثل كارثة "بوركون"بالدارالبيضاء. 4- قطاع النقل الحضري لا زال محاصرا تتحكم فيه لوبيات غير معروفة المعالم وإن كان العديد من المواطنين ينعتون أرباب الطاكسيات بأصحاب هذا اللوبي.ولحد الآن لا زالت الحافلات التي تربط بين المدينة و بني ملال لا تمر بكل أحياء المدينة,و خاصة الأحياء البعيدة(مجاط- الراشدية- الرحمة- نادية-لمهيرزات- أيت اعمر و الأحياء التي في طور البناء)وهكذا حكم على الحافلات أن تبقى في محطتها تلبية لرغبة اللوبي المذكور في حين أن التفكير ينبغي أن ينصب على إضافة خطوط جديدة لربط المدينة بالدواويرالمحيطة بها:أيت علي,أيت الرواضي,إغرم لعلام,أيت الربع....لتسهيل تنقل المواطنين و التلاميذ خصوصا.كما أن ناقلات المسافرين(سبراتور) التابعة للسكك الحديدية لا تدخل محطة المدينة لأسباب غير معروفة و بذلك لا يستفيد من خدماتها المواطنون. ........................................ 5- انتشار الجريمة وبيع المخدرات بشكل لافت, نتيجة لتقاعس الأمن عن توفير الحماية للساكنة مما نتج عنه جرائم خطيرة تهز مشاعر المواطنين من حين لآخر.علم بأن رجال الشرطة يعرفون جيدا نقط بيع و استهلاك المخدرات إلا أنهم يتغاضون عن ذلك,لأسباب غير معروفة مما يطرح أكثر من سؤال. كما أن الأحياء المحاذية للمباني الفوضوية أصبحت تعاني من كثرة السرقات,والتهديد بالسلاح الأبيض و محاولة الاختطاف لقاصرين من طرف مجرمين اتخذوا من المباني الفوضوية المهجورة مخابئ لهم في غياب تام لدوريات الأمن. ولم تسلم من ذلك ملابس السكان و أمتعتهم وزرعهم المعرض لأشعة الشمس لتجفيفه وكذا المساجد الموجودة بهذه الأحياء.أليس هناك ما هو أهم- بالنسبة للسلطة المحلية و الأمن الوطني-من الحرص على تطبيق القانون و حماية المواطنين من كل أشكال الإجرام؟؟؟؟؟ ........................................ 6- كل المدن تعرض فيها الأسماك خلال النهار باستثناء المدينة 'التي تستقبل هذه البضاعة مساء كل أربعاء و سبت لأسباب لا يعرفها إلا المسئولون و الراسخون في ترويج هذه الأسماك.كما أن سوق السمك الحالي لا يتوفر على المواصفات اللازمة لعرض هذا المنتج' وهكذا يعرض الباعة بضاعتهم التي تكون أحيانا ذات جودة متدنية مستغلين ضعف الإنارة بالسوق المذكورة كما أن مدخلي هذه السوق يحتلهما منظفو الأسماك وبرك الماء زد على ذلك الروائح المقززة التي تملأ جنبات هذه السوق. فمتى سيتم الإفراج عن سوق السمك الجديد؟ ........................................ 7- بالإضافة إلى ما توفره المخابز المرخصة من خبز و حلويات,فإن هناك أنواع أخرى من الخبز تملأ السوق لتزاحم هذه المخابز'تقوم بعرضها في السوق نسوة دفعتهن ظروفهن الخاصة لمزاولة هذه الأنشطة. غير أن هذه الأخيرة لا تتوفر على الشروط الضرورية من حيث الوزن و الجودة 'فإذا كانت الغاية من غض الطرف على هذه الأنشطة هي محاربة الهشاشة و الفقر'فإن الواجب يفرض تقنين هذه الأنشطة و ذلك بإعطاء رخص للراغبين في مزاولتها كما تجب مراقبة الجودة و الوزن وتحديد الأسعار'فلا يعقل أن يظل هذا النشاط خارج المراقبة'لأن ذلك يعني التسيب و الفوضى'وإهمال صحة و سلامة المستهلكين'فقد اشترى أحدهم خبزا على أساس أنه مصنوع من دقيق الشعير ليجده مصنوعا من نخالة القمح'على سبيل المثال. كما أن الرخص التي أعطيت لبعض أصحاب المخابز مؤخرا تمت دون دفتر للتحملات'فهذه المخابز لا تلبي احتياجات السكان المجاورين لها و التي لا تتوفر بها أفران تقليدية' كما أن بعض المخابز سمح لها بالعمل داخل أماكن لم تكن مخصصة لهذا النشاط مسببة في إزعاج السكان' أضف إلى ذلك أنها لا تهتم بمتطلباتهم. ....................................... 8- أصبح احتلال الملك العام السمة الأساسية التي تميز المدينة'وأصبح التنافس على أشده بين العديد من مكونات المجتمع سواء المشتغلين بالتجارة أو أصحاب المقاهي أو الورشات و كذا بعض السكان الذين أقاموا سياجات أمام بيوتهم محولينها إلى" فيلات" على حساب الأرصفة التي خصصت للراجلين.و مما لا شك فيه أن المواطنين الذين تعمدوا ذلك تأسوا ببعض أشباه السياسيين الذين يعطون نموذجا حيا لإفساد سلوك المواطنين بدل إعطاء القدوة في احترام القوانين ومنها حماية الملك العام. ولعل احتلال أرصفة شارع20غشت تعتبر تحديا كبيرا للمسؤولين'فهذا الشارع هو واجهة المدينة' فلا يعقل أن يظل مسرحا للفوضى و الازدحام و عرقلة حركة السير'فإذا كان المسؤولون قد عجزوا عن تحرير الشارع من الباعة 'فعليهم أن يغلقوه أمام وسائل النقل' تجنبا لكل احتكاك بينها و بين الراجلين الذين يجدون أنفسهم وسط الطريق المخصص للعربات و حفاظا على سلامة المواطنين'لقد لاحظنا قبيل زيارة الملك أن المجلس البلدي قد زود فضاء السوق بمصابيح كشافة حتى يتمكن الباعة من مزاولة أنشطتهم بعيدا عن الطريق العام' و هلل الجميع لهذه المبادرة مما جعل أحد الظرفاء يقترح على المجلس البلدي أن يتم الاحتفال المحلي بتحرير شارع 20غشت كان ذلك يوم08/05/2014'لكن بمجرد انتهاء الزيارة الملكية للجهة عادت الفوضى لتعم الشارع من جديد'وخلف ذلك استياء عاما لدى الغيورين على هذه المدينة ' وأخطر من ذلك رسخ في نفوس الساكنة أن المسؤولين في بلادنا يخافون ولا يخجلون ' فتعسا لكل مسؤول من هذه الطينة المقيتة. ....................................... 9- لا شك أن المجالس البلدية المتعاقبة حريصة على إنشاء الحدائق بالمدينة' و هذا تقليد حميد 'لكن هذا الحرص لا يشمل العناية بها وحراستها من الحيوانات السائبة' و السلوكيات الطائشة من طرف بعض المتهورين, فغالبا ما نجد دواب و مواش ترعى في بعض الأماكن الخضراء دون رقيب.لقد وقفت بعض الفعاليات من المجتمع المدني ضد عملية قطع أشجار الحديقة المجاورة لمركز الشرطة القديم'حتى لا تتكرر العملية الإجرامية التي أعدمت الحديقة الكبرى بالمدينة لتحولها إلى بلاط إسمنتي لا روح فيه ولا جمالية'بعد أن كانت غاية في الرونق و الجمال'فاغتالها مسؤولون لا يدركون معنى للبيئة لأن لهم-بكل بساطة- قلوب من إسمنت.ولا أحد يستبعد أن تتحول الحديقة الأخيرة إلى موقف لسيارات بعض موظفي البلدية خصوصا في فصل الصيف. ...................................... 10- تعامل المسؤولون مع عملية ترميم القصبة الإسماعيلية كما يتعامل العديد من المسؤولين ببلادنا إذ يهتمون بالواجهات ويخفون الهوامش'وهذا ينطبق على ما وقع للقصبة المذكورة'فقد تم ترميم واجهتيها الشمالية والشرقية بينما لازالت الواجهتان الجنوبية و الغربية عرضة للإهمال و بالتالي التآكل يوما بعد يوم.وتجدر الإشارة هنا أن عملية الترميم الجزئي الذي عرفته القصبة لم يكن ذا جودة حيث ظهر تقشر على الجدران كما انزاحت الماد المستعملة في أشغال الترميم لهذه الأسوار.إن إهمال ترميم هذه المعلمة يعني إهمال لذاكرة المدينة التي تستمد منها اسمها'فالمسألة تقتضي إزالة كل بقايا المباني العشوائية التي لازالت داخل الأسوار وركام الأتربة قبل إنجاز أي عملية ترميم جدية'لأنه –على ما يبدو-قد أثر ذلك على العملية و أدى إلى ظهور التشوهات المشار إليها. ...................................... 11- أصبحت الحفر القاسم المشترك بين العديد من الأحياء داخل المدينة'ولا أحد يعرف سبب تقاعس المجلس البلدي في التعاطي مع هذا المشكل الذي عمر طويلا'لكن يظهر أن المجلس ينتظر زيارة ملكية كي يقوم بواجبه في ردم الحفر المنتشرة بالعديد من النقط .أما بمحيط المدينة فهناك ورش ضخم حيث كل مرة يتم إغلاق الطريق أو تحويلها لردم قنوات الماء' والهدف كما يعرف الجميع هو مد المدن المجاورة بمياه سد أيت مسعود الذي أنشئ خصيصا لتزويد المدينة بالماء الصالح للشرب حسب تصريح وزير التجهيز و النقل السابق غلاب 'مع ما خلفه ذلك من مشاكل متعددة مع مالكي الأراضي التي تمر عبرها هذه القنوات'إن التضامن بين المدن شيء إيجابي'لكن ماذا استفادت المدينة من كل هذه العملية؟ فإذا كانت المدينة لا تحتاج إلى الماء الصالح للشرب حاليا 'فإن حقولها في حاجة إلى الماء للسقي فلماذا لا يتم تحويل مياه السد المذكور إلى أراضي سهل تادلة حفاظا على الفرشاة المائية التي تستنزفها الآبار بشكل كبير؟وهل هذا يعني أن المدينة لاتحتاج إلى الماء الشروب مستقبلا؟ ...................................... 12- يعد مستشفى م.إسماعيل مؤسسة صحية هامة في الإقليم'لكن رغم ما يتوفر عليه من أجنحة و أقسام فإن سياسة المسؤولين عن قطاع الصحة بإقليم بني ملال جعلت منه هيكلا بلا روح'فرغم ما يبذله الطاقم الصحي من مجهودات 'فإن الخدمات تبقى دون المستوى'فالتخصصات محدودة و رغم ذلك فالأطباء المتخصصون لا يحضرون بشكل مضبوط لأن أغلبهم لا يسكن المدينة وهذا ما يجعل بعضهم يفضلون السكن قرب العيادات الخصوصية بمدينة بني ملال لأنها توفر لهم دخلا إضافيا مقبولا'مما يجعلهم يتهاونون في أداء واجبهم بالمستشفى المذكور'وهكذا يجد العديد من المواطنين أنفسهم مرغمين على الذهاب إلى بني ملال إما بسبب غياب طبيب مختص أو لقلة المعدات الطبية التي تمت مركزتها ببني ملال و هناك تبدأ فصول شاقة من البحث عن العلاج.ولا أحد من ممثلي الساكنة تدخل قصد الاهتمام بالخدمات الصحية بالمستشفى الذي صرفت عليه الملايير من الدراهم ليبقى فارغا 'فلماذا لا تتم إعادة النظر في الخريطة الصحية بالإقليم و اعتماد مستشفى م.إسماعيل ملحقة للمستشفى الإقليمي ببني ملال مع توفير جميع التخصصات وتحديد المناطق التي ستستفيد من العلاجات به عوض التوجه إلى المستشفى الإقليمي والغاية طبعا هي تخفيف الضغط عليه. ..................................... 13- يشكو المواطنون من الخدمات المتدنية للشركة المكلفة بالنظافة في المدينة'حيث برزت عدة اختلالات في تدبير هذا القطاع نذكر منها:تأخير إفراغ أوعية القمامة مما جعل بعض السكان يطالبون بإبعادها عنهم نظرا للروائح الكريهة التي تتسرب إلى البيوت' زد على ذلك أن الكثير من هذه الأوعية لا يتم استبدالها إلا بعد أن تتلف كليا الشيء الذي يجعلها تحول النفايات إلى عصير'بعض العمال المكلفين بنظافة بعض الأحياء يزعجون السكان لأنهم يقومون بهذه المهمة في أوقات غير مناسبة كما أن بعضهم يلجئون إلى رمي النفايات في قنوات الصرف الصحي أو حرقها عوض نقلها إلى أمكنة التجميع كما يحدث حاليا في السوق مما يزيد من تلوث المدينة وخاصة الأحياء المحاذية للسوق'إهمال بعض النقط السوداء كما الحال في مدخل المدينة من جهة الدارالبيضاء. خلاصة لابد منها لا شك أن المتتبع للشأن المحلي سيلاحظ أن هناك مجهودات متواصلة لترييف المدينة(جعلها قرية )ويظهر ذلك جليا من خلال الاختلالات التي تم التطرق إلى بعضها' و تكشف بوضوح ما نؤكده كما لاحظ المتتبعون للشأن العام المحلي أنه كلما اشتد الصراع بين" القبائل السياسية "بالمدينة كانت مصالح المواطنين بل مستقبل المدينة بكاملها في مهب الريح.لقد تابعنا ممارسات لا تمت بصلة إلى حس المسؤولية' و إلى التربية السياسية السليمة' فتجعل حزب أقلية يسير المدينة كل هذه السنوات و بهذه الطريقة المشينة'ماذا سيقول هؤلاء غدا لعموم الناس في الانتخابات المقبلة؟ في الدول الديمقراطية تتنافس الأحزاب في توفير أحسن الخدمات للمواطنين'أما بهذه المدينة فالتنافس يكون من أجل رد الصفعة بأحسن منها'وهذا ما حدث للحزبين الغريمين بالمدينة'لأن المصلحة العامة ليست مهمة في نظر هؤلاء السياسيين الذين لا يمكن أن تجد لهم مثيلا في كل العالم.نتمنى أن تتخلص المدينة من كل هذه الحثالة السياسية التي لا تملك الجرأة على تقديم نقد ذاتي لمسارها المتسم بالصبيانية و انعدام المسئولية'كما أن التدبير المحلي لشؤون المواطنين لا ينسجم مع عقلية الس