{ بداية، ما هي أعضاء الجسم التي تكون عرضة للمضاعفات بسبب داء السكري؟ يجب أن نعلم جميعا بأن داء السكري هو مرض منتشر كثيرا و يتزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتكمن خطورته في المضاعفات الخطيرة الناتجة عن عدم ضبط نسبة السكر في الدم، وكذلك نتيجة لعدم المتابعة الدورية مع الطبيب، ومن بين أعضاء الجسم المعرضة للمضاعفات نذكر العينين، القلب و الشرايين، الكلي والأرجل. { ما هو العضو الأكثر تضررا وأين تكمن درجة الخطورة؟ إن جميع أعضاء الجسم هي معرضة للخطورة إذا لم يتم علاجها بسرعة وبطريقة مناسبة، وأخطر تداعياتها نجد العمى، بتر الأرجل، الفشل الكلوي، والجلطة القلبية والدماغية. { كيف يؤثر السكري على أرجل المرضى؟ تشير الإحصائيات إلى أن هناك ما بين 3 و 10 في المئة من مرضى داء السكري يعانون من مشكل على مستوى القدم، وتضيف ذات الأرقام بأن شخصا واحدا من بين 15 مريضا بمرض السكري يكون عرضة لبتر قدمه، علما بأن نصف هذا العدد كان بإمكانه تفادي هذه الخطوة المؤلمة لو تمت المعالجة بطريقة سليمة ومبكرة، بالنظر إلى أن نسبة 70% من أسباب البتر هي تكون ناتجة عن مشكل بسيط في غالب الأحيان بسبب أحذية غير ملائمة. وعن كيفية تأثير السكري على الأرجل فتجب الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة السكري في الدم بشكل مستمر تؤدي إلى إصابة العروق الدموية، هذه الإصابة تسبب اضطرابا في الدورة الدموية خصوصا في الأطراف السفلى إذ لايصل الدم بشكل جيد إلى الأرجل، مما يؤدي إلى برودة في الأطراف السفلى، وجفاف في الجلد، وكذا ظهور تشققات. ونجد كذلك إصابة الأعصاب الحسية التي تؤدي إلى فقدان الإحساس بالحرارة، البرودة، ويبدأ المريض في الشعور بآلام كبيرة في القدم بدون أسباب مباشرة، كما يحس بتنملات في القدم و الأصابع. وإلى جانب ما سبق فإن ارتفاع السكر في الدم يؤدي كذلك إلى تكاثر الجراثيم والفطريات، مما تنتج عنه الإصابة بالتقرح الذي يظهر بسبب تكتل الجلد الميت كالمسامير، هذه التقرحات لا تسبب أية آلام لكنها تتطور بسرعة و تؤدي إلى البتر في حالة عدم العلاج. { ما الذي يجب القيام به على المستوى الطبي؟ يجب على المريض الالتزام بالحمية و الأدوية، سواء تعلق الأمر بحقنة الأنسولين أو غيرها، وذلك حسب نوع السكري، لضبط نسبة السكر في الدم ولتفادي المضاعفات الخطيرة، وعلى المستوى الطبي يجب توفير مراكز خاصة لمتابعة المرضى، لأن داء السكري يتطلب المتابعة مع مجموعة من الأخصائيين وفي غالب الأحيان المريض لا يمكنه التنقل بين عدة أطباء لأسباب مادية و معنوية. { ما هي النصائح الواجب اتباعها لتفادي هذا الوضع؟ أولا يجب المساهمة الجماعية في التحسيس بمخاطر هذا المرض و مضاعفاته، لأنه داء صامت ويتطلب تحمّلا وتكفلا جيدين، ومن بين النصائح التي يجب التقيد بها : 1 - اتباع حمية غذائية متوازنة. 2 - مراقبة نسبة السكري في الدم بشكل يومي. 3- ممارسة الرياضة و محاربة السمنة. 4- عدم التدخين ، لأنه يسبب مضاعفات خطيرة على الأوعية الدموية. وبخصوص طرق الوقاية من المضاعفات على مستوى القدم ، يتعين مراقبة الأرجل يوميا والانتباه عند ظهور أي احمرار أو انتفاخ غير عادٍ أو أي جرح و لو بسيط. إضافة إلى الاهتمام بنظافة القدمين وترطيبهما بالكريمات الخاصة لتفادي التشققات. والانتباه عند تقليم الأظافر وعدم محاولة إزالة التكتلات الجلدية بواسطة أدوات حادة. وكذا عدم لبس جوارب أو أحذية ضيقة. فضلا عن عدم مشي المريض حافيا ولو فوق الرمال. إلى جانب مراجعة الأخصائي في القدم عند ظهور أي مشكل والالتزام بنصائحه. { هل يمكنكم تقديم تعريف عن تخصص «البودولوجي» ومهامه؟ «البودولوجي»، هو تخصص طبي يعنى بمشاكل القدم، الظهر وكذا الأطراف السفلى. هو تخصص جديد نسبيا في المغرب ظهر منذ حوالي 15 سنة، ولكنه موجود في أوروبا وأمريكا منذ مدة طويلة. ويقوم الأخصائي في القدم بمعالجة الأمراض المرتبطة بجلد وأظافر القدم عن طريق أدوية أو علاجات موضعية. كما يمكنه معالجة التشوهات والمشاكل المرتبطة بالعظام والأربطة وكذا عضلات القدم عن طريق فراشات وأحذية طبية خاصة. { كلمة أخيرة؟ أتمنى من هذه الحملة الوطنية للتحسيس بداء السكري أن تقوم بدورها على أحسن وجه، وأن تحصد النتائج المرجوة منها ، وذلك بمساعدة جميع الفاعلين في هذا المجال بداية من وزارة الصحة وجميع المنتمين إليها وكذا وسائل الإعلام بجميع أنواعها. و أطلب من جميع المرضى الالتزام بالنصائح التي تعطى لهم لتجنب المضاعفات. (*) أخصائية في أمراض القدم، رئيسة الجمعية المغربية العلمية لأخصائيي القدم (AMSP)