تطرح مع استمرار بث «التهريج» الرمضاني في بعض الانتاجات الفكاهية التلفزيونية، ثانية وثالثة .. مسألة الكتابة لهذه النوعية من الأعمال، التي تعتبر «العصب» و النواة الأساسية التي تنطلق منها جميع المسارات الإبداعية من تشخيص وإخراج وديكور وإضاءة وموسيقى .. وغيرها، باعتبار أن هذه الكتابة - إن كانت تعتمد أصلا في مثل هكذا أعمال نتابعها حاليا - هي من أصعب الكتابات على الإطلاق في مجال الإنتاج الدرامي ، لأنه ليس من السهل انتزاع ابتسامة من مشاهد له مرجعيات فكرية وثقافية .. وأعراف وتقاليد لا يتزحزح عنها قيد أنملة.. إذا لم تكن تحترمها وتقدرها وتستحضرها في جميع مراحل الإنجاز، فبالأحرى « اللعب» عليها وتوظيفها التوظيف غير السليم، الأكيد أن الغاية من ذلك ستكون بالضرورة معكوسة وينقلب «السحر» على الساحر.. ومن ثمة، فإن الانتقادات الموجهة لبعض الإنتاجات الرمضانية «الهزلية» في هذه الأيام، تعكس حقيقة هذا الضعف البين الذي « ينخر» بعض الكتابات و السيناريوهات .. لخواء المحتوى وغياب المواقف... حتى لا نقول الرسائل الهادفة و النبيلة التي تحملها .. وهذا بالتأكيد ينعكس سلبيا على صورة الفاعلين فيها ، خصوصا الممثلين الذين يعتبرون واجهتها أمام المشاهد المغربي.. ، وهي صورة لضحايا أبرياء، مجرد منفذين لما يطلب منهم.. بل العكس من ذلك هم كانوا ، ولازالوا، أذوات إنقاذ للعديد من هذه الانتاجات التي جعلوا منها أعمالا مقبولة ومستساغة للهضم لدى المشاهد بفعل المجهود الذي يقومون به لإخراج العمل في أحسن لباس ولو عن طريق الارتجال ، وأهل العقد و الحل على علم بذاك...