لا.. لن ننتظر عشرين يوما للتعليق أو الحكم على هاته التفاهة الرمضانية لهذا العام.. سطوب.. ولن نقوم بتقييم هاته الأعمال إبداعيا أو فنيا بحيث لا إبداع ولا فن ولاهم يتمتعون. لا.. لن نناقش حبكة السيناريو، أو تقنية الصورة والصوت ، ولن ندلي بدلونا حول الإخراج وإدارة الممثلين والمونطاج وتقنية شي حاجة... لا ، الأعمال الفنية هي التي تستوجب كل هذا، وهنا، لا أعمال فنية ولا هم يبدعون، يل يخربقون.. والهزالة في الاعمال تتطلب منا أيضا الهزالة في الرد والتعقيب والملاحظات.. وسنقول بصوت مرتفع ومن أعلى »توين سنتير« : سطوب الإستياء العام في نفوس المشاهدين، واللامسؤولية في تدبير الفرجة وغياب جهد حقيقي في الإعداد والتقدير سطوب! فكاهة تقدم البلادة أكثر من الترفيه وزعيق الممثلين والفوضى العارمة والحساء الفاسد بدون طعم.. سطوب! معايير وهمية لانتقاء أعمال من البلادة بمكان وزمان، وتقهقر ثقافي نتجرع مرارته كل مساء بعد وقبل وخلال الفطور.. سطوب! فكاهة - قيل عنها كذلك - تضع على العقل غطاء البلادة ، ورجال ونساء يصرخون بدون معنى وبلغة مرتجلة فيها التلقائية سيدة الميدان وفيها ثقل المواضيع وبؤس غير مسبوق. سطوب! أعمال متدنية تقزم من تفكير المغاربة الذين مازالوا لم يلتحقوا بعد بالقنوات الفضائية الأخرى، وتعكس صورة مشوهة من المجتمع المغربي المعاصر، سطوب! أعمال في مجملها الإجمالي تتخبط وسط موجة من الاجترار والتكرار والبلادة والاستبلاد، إنها فضاعة الوقاحة التي تشرع وتقنن لما هو أفضع منها سطوب! لا ، الضحك ليس سلعة تباع في المناسبات، بل هو أذكى من ذلك لأنه يضحك على ماهو بليد في الانسان، فكيف للبلادة أن تُضحك الذكاء، وكيف لهذا الإسفاف أن يرسم حتى الابتسامة على الشفاه؟ سطوب! شبح الوقاحة المرعب يطل علينا كل مساء بإيعاز من المسؤولين الذين يشاهدون القنوات الفرنسية ولا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ... سطوب! الفكاهي الحقيقي ليس دوره أان يكون ملاذا للسخط كما هو الشأن ببلادنا في هذا الشهر، ثم من أين لإنسان مدجج بالخواء أن يسرق الضحك من أفواهنا؟ وهل أصيب إنتاج الفكاهة والسخرية عندنا بكل هذ ه الأعطاب؟ سطوب سطوب من الكلام الزنقاوي والألفاظ السوقية والحوارات الطويلة الفارغة من كل ابداع. الحوار - في الأعمال الفكاهية - كما تعلمون ، له قواعده وأسسه وميكانيزماته وطرق اشتغاله والتفكير الجلي في المقصود منه، وليس بحال تهريجا أو إهانة أو تهكما مجانيا أو استهزاءا أو تطاولا على المواضيع الجادة أو تحقيرا، أو أكملوا من رؤوسكم؟ سطوب! فليس بتعواج الوجه أو قلب العينين أو المشية العرجاء أو التقشاب على لغة الضاد يمكن انتزاع الضحك . سطوب! نماذج تلفزيونية بارعة في الإبتدال ورائعة في إثارة السخط والتذمر على تبذير الأموال، أموال الشعب كما قال الآخر.. أموال الشعب التي تسلط عليها بعض قناصي الفرص بتشجيع من أصحاب القرار في صندوقنا العجيب . سطوب ! فمن سمح لهذه المجزرة الرمضانية التي سوف تؤدي إلى مرض انفلونزا كل اللحوم . مأساة عارمة! المسؤولون بعيدون عن انشغالات الناس، ولا يملكون استراتيجية فعالة على مستوى هذا الحقل من الإبداع، ولا يخضع هذا الحقل لتصور قبلي مفكر فيه، بل يخضع للسرعة والتسرع وإملاء الفراغ الآتي، التفكير أولا ووسطا وأخيرا في الصفقات، واللوحات الإشهارية التي تضحكنا بمستواها أكثر من البرامج التي قيل عنها إنها فكاهية . سطوب ! سؤال فضولي: هل خضعت هاته الأعمال، وبحق ، لقراءة معمقة من طرف لجن مختصة قبل تأشيرة المرور الى الإنتاج الملموس؟ وهل تمت مواكبة هذه الانتاجات أثناء عملية التصوير ومراقبة مدى الإلتزام؟ وهل خضعت للمشاهدة قبل عرضها على المشاهدين؟ وإن هي خضعت للمشاهدة والقراءة والمتابعة و تم تقديمها بهذا الشكل وهذا المستوى... فهذه طامة عظمى ومصيبة شؤمى