يعيش سكان حي النزالة ، الذي يتواجد بمدخل مدينة لولاد من جهة الغرب، حالة من التذمر والغضب جراء إفرازات وحدة صناعية للاسمنت لا تبعد عن محلات سكناهم سوى ببضعة أمتار. وقد حصلت المنشأة الصناعية على الترخيص من طرف الجماعة القروية المجاورة متحايلة في منطقة آهلة بالسكان ، وهو ما يعد ضرباً للضوابط القانونية وشروط ومعايير التعمير، بالإضافة إلى عدم احترام قانون 03-12 الذي يفرض على المستثمرين إنجاز «دراسة التأثيرات على البيئة» (E.I.E) قبل الترخيص بممارسة هذا النوع من الأنشطة الصناعية داخل الأماكن السكنية. المعمل المذكور يستعمل التيار الكهربائي العالي الضغط (225 ألف فولت) الذي يمر بمحاذاة ساكنة المنطقة (أقل من 5 أمتار) مما يشكل خطراً حقيقياً على ساكنة الجوار، وذلك بسبب تحرك الرافعات وتفريغ الشاحنات الكبرى تحت هذا الخط الكهربائي.. أمام هذا الوضع الخطير، نصب السكان المتضررون، منذ ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس11 يونيو 2015 ، خيمة بمحاذاة المعمل ( الواقع على بعد كيلومتر من مركز ثلاثاء لولاد ) لتنفيذ وقفة احتجاجية من أجل المطالبة برفع الضرر عنهم، رافعين شعارات تندد بالمسؤولين عن هذه «الفضيحة البيئية والعمرانية الخطيرة على الساكنة. وقد تدخلت السلطات المحلية وقامت بإزالة الخيمة بالقوة، بحجة عدم الحصول على ترخيص من السلطات المختصة من أجل نصبها، ما دفع المحتجين إلى مواصلة اعتصامهم المفتوح دونما حاجة إلى الخيمة. وفي تصريحات متفرقة للجريدة أكد عدد من ساكنة المنطقة على معاناتهم اليومية من نشاط هذا المصنع جراء مايصدر عن تشغيل آلياته من اهتزازات قوية ،بالإضافة إلى ماينتجه من غبار إسمنتي مضر بالصحة والبيئة، ناهيك عن تخوفهم الدائم من وقوع تماس كهربائي قد ينذر بكارثة خطيرة، ، وقد عاينا الضوضاء والإزعاج الكبير الذي يحدثه صوت الآليات والمعدات والغبار الكثيف الذي تخلفه عملية تفريغ الأتربة المستعملة في إنتاج الاسمنت وما ينفثه المصنع من سموم ليلا والذي يصل إلى منازل السكان المجاورين. وبالرغم من الشكايات المتعددة والاحتجاجات المتواصلة التي يخوضها سكان المنطقة، إلا أن المصنع لايزال يمارس أنشطته بشكل عاد أمام مرأى ومسمع السلطة المحلية ومسؤولي الجماعة والمصالح البيئية المعنية، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول حالة الصمت واللامبالاة التي يواجه بها هذا الملف، وحول عدم تفعيل القوانين الجاري بها العمل حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين؟