ذكر مصدر مسؤول باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ، أن دار بريشة سيتحول إلى متحف لحفظ الذاكرة بمدينة تطوان و نواحيها ، و هو الآن عقار في ملكية المجلس الوطني لحقوق الإنسان منذ سنة 2013 ، و أن هذا العقار لم يكلف خزينة المجلس أي درهم واحد ، حيث قدم كهبة من طرف مالكي العقار ، الذين تفاعلوا بشكل إيجابي مع مشروع المجلس الوطني في إحياء ذاكرة المدينة و حفظها ، و أبانوا عن روح وطنية عالية في التنازل عن حقهم لفائدة هذه المدينة و تاريخها النضالي. و أضاف المصدر أن مشروع حفظ الذاكرة الوطنية ، تشوبه بعض التعثرات المسطرية ، على إعتبار أن دار بريشة تسكنها ثلاث أسر ، منذ مدة طويلة ، و إعتبارا أن المجلس الوطني مؤسسة حقوقية ، إرتأت عدم الدخول مع المحتلين للعقار في المساطر القانونية و استصدار قرارات قضائية بالإفراغ ، و دخل المجلس الجهوي لحقوق الإنسان بجهة طنجةتطوان ، في مفاوضات حبية مع محتلي العقار ، قصد إيجاد مساكن لائقة لهم تحفظ كرامتهم و حقوقهم ، إذ انخرطت ولاية تطوان بمعية بعض الفعاليات الاقتصادية بالمدينة قصد تمكين المحتلين من عقارات محفظة ، حيث أن هذه المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة. و أوضح المصدر ذاته أن المجلس و فور حل المشاكل العالقة بالعقار ، سينظم مشاورات و لقاءات مع الفعاليات الحقوقية و الثقافية و الجمعوية بالمدينة ، قصد إشراكها في وضع تصور و تقديم اقتراحاتها حول مشروع متحف حفظ الذاكرة بالمدينة . و أشار المصدر إلى أن مشروع متحف حفظ الذاكرة بدار بريشة ، يندرج ضمن المشروع الوطني الذي دشنه المجلس الوطني لحقوق الإنسان في صيانة الأماكن التي عرفت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مؤكدا أنه وقع اتفاقيات شراكة مع عدة متدخلين، من أجل تسوية الوضعية العقارية لبعض مراكز الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي ، والعمل من جهة أخرى، على إعادة ترميمها وتحويلها إلى أماكن لحفظ الذاكرة، وإلى مركبات اجتماعية وثقافية واقتصادية. وحيث أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، و في إطار سياسة حفظ الذاكرة سبق له أن قام ببناء المدافن وتشييد النصب التذكارية، من خلال تنظيم مراسم إعادة الدفن بمقبرة الناظور (أحداث يناير 1984) وإقامة نصب تذكاري مخصص لهذا الغرض، بالإضافة إلى تهيئة مقبرة خاصة بضحايا أحداث يونيو 1981 بالدارالبيضاء مع الحرص على تجهيزها بالمرافق الضرورية، ووضع نصب تذكاري كتبت عليه أسماء الضحايا والأحداث التي توفوا خلالها، وكذا وضع نصب تذكاري لضحايا أحداث الصخيرات بمقبرة الشهداء بالرباط، بتنسيق مع عائلات وجمعية الضحايا. و يذكر أن دار بريشة ، يعد من مراكز الإعتقال السيئة الذكر في بداية الاعتقال السري في مغرب عهد الاستقلال، حيث تحولت الدار إلى مركز للإعتقال و الإحتجاز و التعذيب ، و سالت فيه دماء غزيرة. و قد صنفته مذكرات تاريخية على أنه أعرق معتقل سري ، كما ورد في رسالة محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى محمد بن الحسن الوزاني، أو كما رواها ناجون من جحيم الموت.