علمت "الاتحاد الاشتراكي" أن مجموعة من عائلات الضحايا، رغم الفاجعة ورغم فقدانها لفلذات أكبادها، انتصبت إلى جانب المتهم في المحنة التي يمر منها من خلال تقديمها تنازلات كتابية لهيأة الدفاع المتهم تقضي بالتنازل عن حقها في متابعته قضائيا، لكون هذا الأخير كان يعتبر كل الأطفال الذين يمارسون رياضة التيكواندو بالنادي الذي يشرف عليه، أبناءه حيث يقدم لهم الدعم المادي والمعنوي ويعاملهم معاملة حسنة لدرجة أنهم أصبحوا مرتبطين به أكثر من آبائهم، حسب ما صرح به أحد أفراد إحدى العائلات التي فقدت ابنتها. وفي تطور آخر، دفعت هذه القضية المجتمع المدني ببنسليمان إلى التحرك لمؤازرة المتهم من خلال تنصيبها لمحام باسمها للدفاع عن مدرب رياضة التيكواندو. وتستعد تنسيقية الجمعيات المدنية التي أحدثت لهذا الغرض لعقد ندوة صحفية وطنية يوم الثلاثاء المقبل بقاعة دار الشباب ببنسليمان حول" دور ومستقبل الجمعيات في ظل فاجعة وادي الشراط". وقد خلقت هذه القضية تعاطفا محليا كبيرا مع المتهم لكون المعني يتمتع بأخلاق حسنة وله سمعة طيبة، وساهم في تكوين أبطال بلغوا إلى الشهرة الوطنية والعالمية في رياضة التكواندو، حيث تناولتها مجموعة من الجرائد والمواقع الإلكترونية وكذا نشطاء الفيسبوك وعبروا من خلالها عن تضامنهم المطلق مع المتهم الذي يجتاز منحة قاسية ، مشيرين إلى أن ما وقع يوم الأحد الماضي يعتبر ويعد إهمالا وتقصيرا من طرف المسؤولين والسلطات المحلية لكون الشاطئ معروف بخطورته وبتياراته البحرية القوية، وسبق أن غرق به العديد من السباحين الذين لا يعرفون خطورته وهو غير محروس، ولا توجد به أية علامة تشويرية مما يبين بالملموس مسؤولية المعنيين في هذا الحادث. وفي تصريح لأخ المتهم ل "الاتحاد الاشتراكي"، أشار إلى أن مدرب نادي النور لرياضة التيكواندو يجتاز محنة نفسية كبيرة، وشبه مضرب عن الطعام والعائلة متخوفة من أن تنعكس هذه الوضعية على صحته، بسبب فقدانه لأعز ما يملك في هذه الدنيا وهم أبناؤه الذين غرقوا في البحر حيث تعرض لحالة إغماء مباشرة بعد أن علم أن البطلة المغربية التي كان يقدم لها كل الدعم قد تم دفنها، حيث كان يمني النفس في أن يكون من المشيعين لها باعتبارها ابنته بالتبني حسب نفس التصريح، حدث ذلك مباشرة بعد خروجه من عملية التقديم لدى النيابة العامة بالمحكمة المذكورة، يضيف أخ المتهم. ومن جهة أخرى مازال الرأي العام بمدينة بنسليمان يتابع عن كثب مجريات الأحداث التي عرفتها المدينة إثر وقوع فاجعة "تسونامي وادي الشراط" التي أودت بحياة 11 طفلا رياضيا بعد غرقهم بشاطئ البحر الذي حل به يوم الأحد 7 يونيو الجاري ما يزيد عن 40 طفلا وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 11 و17 سنة، في إطار رحلة رياضية وترفيهية منظمة من طرف جمعية النور لرياضة التيكواندو ببنسليمان. فبعد انتشال 9 جثث من أصل 11 من الغرقى لحد الآن، وبعد مرور 5 أيام على الحادث المأساوي والتي كان آخرها لفظ مياه البحر لجثة طفل مساء يوم الخميس 11 يونيو، فإن كل مكونات ساكنة مدينة بنسليمان ومعها الرأي العام تترقب تحديد المسؤوليات في هذا الجانب، خصوصا بعدما انطلقت عملية متابعة منظم الرحلة قضائيا بالمحكمة الابتدائية بمدينة تمارة والذي هو في نفس الوقت مدرب النادي الرياضي المشار إليه، والذي كون أبطالا عالميين في رياضة التكواندو من بينهم بطلة المغرب المرحومة فدوى الوردي، حيث مثل المتهم أمام نفس المحكمة زوال يوم الخميس 11 يونيو مؤازرا بمجموعة من المحامين الذين حضروا الجلسة ونصبوا أنفسهم للدفاع عنه، فيما سجل البعض الآخر من هيأة المحامين اسمه لمؤازرته في المحاكمة التي يتعرض لها بعد أن وجهت له النيابة العامة يوم الأربعاء الأخير، تهما تتمثل في الإهمال والتقصير المؤدي إلى القتل الخطأ طبقا للمادة 432 من القانون الجنائي .وقد امتلأت قاعة المحكمة عن آخرها بجمهور المواطنين وفعاليات المجتمع المدني التي جاءت لمتابعة أطوار المحاكمة التي تم تأجيلها إلى جلسة الخميس المقبل 18 يونيو.