لفظت مياه البحر صباح أمس الأربعاء 10 يونيو، جثة البطلة المغربية في رياضة التيكواندو التي كانت ضمن غرقى فاجعة وادي الشراط. الجثة تم العثور عليها في حدود السابعة صباحا على بعد 800 متر من مكان الحادث المأساوي الذي يسمى ب»المرسى القديمة،« وهو تابع لتراب مدينة الصخيرات، حيث نقلت جثة البطلة الوطنية إلى مستودع الأموات بمدينة الرباط قبل ان تسلم للعائلة المكلومة. كما لفظت مياه البحر بعد ذلك وفي حدود الحادية عشرة والنصف جثة تعود لأحد الغرقى الذكور، في حين لايزال البحث جاريا لانتشال 3 جثث أخرى يعتبرون في عداد المفقودين الذين ابتلعتهم مياه شاطئ وادي الشراط يوم الأحد الماضي. وباكتشاف جثة الضحيتين تكون قد مرت على عملية البحث هذه، أربعة أيام على الحادث المأساوي الذي عاشته ساكنة بنسليمان منذ 7يونيو الجاري، ولا يزال واقع الصدمة القوية والشديدة يخيم عليها، خصوصا وأن عملية انتشال الجثث تعرف تعثرات كبيرة رغم استعمال المروحيات والزوارق المطاطية من طرف رجال الوقاية المدنية. وهي وضعية جعلت أسر الضحايا والأقارب والأهل يعيشون أوضاعا نفسية جد متأزمة حيث يظلون طيلة النهار مرابطين بمكان الفاجعة يفترشون الرمال ويبيتون الليل في العراء في انتظار رؤية جثة الابن أو الابنة المفقودة، مما دفعهم إلى مطالبة المسؤولين والجهات المعنية بتكثيف عملية البحث. وقد علمت »الاتحاد الاشتراكي« في هذا الإطار أن بعض معلمي السباحة بمختلف مناطق الإقليم ممن يعرفون جيدا الشاطئ الذي عرف الفاجعة، هبوا أول أمس لمساعدة رجال الوقاية المدنية في البحث عن المفقودين لكن تم منعهم من طرف هؤلاء، الشيء الذي جعل عائلات الضحايا المتواجدين بعين المكان تنتفض ضد هذا القرار. من جهة أخرى علمت جريدة »الاتحاد الاشتراكي« أن رئيس جمعية النور لرياضة التيكواندو، وهو في نفس الوقت مدرب النادي في هذا النوع من الرياضة، والذي نظم الرحلة الرياضية الترفيهية لفائدة الأطفال الرياضيين والمنخرطين والتي انتهت بفاجعة غرق بعضهم بمياه البحر، قد تم تقديمه إلى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتمارة أمس الأربعاء 10 يونيو، بعد أن كان رهن الاعتقال لدى مركز درك الصخيرات، حيث من المنتظر أن يتم التحقيق معه، وتكييف التهم التي قد توجه إليه. وفي هذا الصدد أشارت بعض المصادر ل"»الاتحاد الاشتراكي"« إلى أن الأسر لديها رغبة في التنازل عن متابعة المعني لكونه كان يتعامل مع أبنائهم معاملة إنسانية حسنة ، ويساعدهم على مواصلة التألق في مجال رياضة التيكواندو مما جعل بعضهم يطور قدراته ويصل إلى تحقيق نتائج جيدة في هذا المجال الرياضي وخاصة منهم المرحومة فدوى الوردي بطلة المغرب ووصيفة بطلة إفريقيا في فئة الفتيان، والتي كانت تستعد للمشاركة في بطولة العالم في الأيام القليلة المقبلة، فيما تحاول السلطات الإقليمية والمحلية التابع لها الشاطئ الذي عرف الفاجعة، التنصل من مسؤوليتها إزاء هذا الحادث المأساوي من خلال قيامها بتثبيت لوحة تشير إلى أن الشاطئ خطير وممنوع فيه السباحة. وهي اللوحة التي أرادت من ورائها إيهام إحدى اللجان المركزية وبعض المسؤولين الذي كانوا يعتزمون زيارة المكان أن السلطات تقوم بواجبها وأن هناك علامة تشويرية تشير إلى خطورة الشاطئ، لكن اللوحة لم يكتب لها أن تصمد إلا وقتا قصيرا ليعمد نفس المسؤولين إلى إزالتها بعد اكتشاف اللعبة من طرف المواطنين، وخوفا من افتضاح أمرهم وبعد أن علموا أن الزيارة الرسمية تم تأجيلها أو إلغاؤها. الموكب الجنائزي وفي موكب جنائزي مهيب وبقلوب خاشعة وفي أجواء من التوتر والحزن، ودعت ساكنة مدينة بنسليمان عصر يوم الاثنين 8 يونيو المجموعة الأولى من أبنائها الذين لقوا مؤخرا حتفهم غرقا في البحر قرب مصب وادي شراط. الموكب الجنائزي انطلق من مدينة بنسليمان حيث تقطن أسر الضحايا في اتجاه مقبرة الولي الصالح سيدي امحمد بن سليمان التي عرفت قبل صلاة العصر تدفق الآلاف من المشيعين من داخل وخارج المدينةوالإقليم، ضمنهم عائلات الغرقى والرجال والنساء و الشباب، جاؤوا من مختلف المناطق لتوديع الأطفال الصغار ضحايا فاجعة وادي شراط إلى مثواهم الأخير، وليعبروا للعائلات المكلومة عن مشاطرتهم لها في أحزانها ومأساتها على فقدان الأبناء وهم في ريعان شبابهم. الجنائز التي تم تشييعها والبالغ عددها 6، هي لأربع فتيات وطفلين، تم استقدامها من مستودع الأموات بمدينة الرباط، وتم نقلها إلى مقبرة الولي الصالح سيدي امحمد بن سليمان بواسطة سيارات الأموات، حيث أقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة العصر على أرواح الشهداء بالمسجد المتواجد في نفس المقبرة، قبل عملية الدفن حيث ووريت الجثامين الثرى. عملية الدفن مراسيم الدفن شهدت حضور السلطات الإقليمية والمحلية وبعض كبار المسؤولين الأمنيين، وفعاليات سياسية وجمعوية ونقابية وفنية ورياضية، وبعض رؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين تنتمي إلى إقليم بنسليمان، بالإضافة إلى الجماهير البشرية ومختلف شرائح ساكنة المدينة. وقد خيمت على عملية الدفن أجواء من التأثر والحزن، رفع خلالها المشيعون أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد الشهداء الأبرياء بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما تخللتها بعض حالات الإغماء لبعض أفراد عائلات الضحايا. وتجدر الاشارة إلى أن مدينة بنسليمان عاشت يوم الأحد 7 يونيو فاجعة كبرى إثر غرق 11 طفلا بمياه البحر قرب مصب وادي شراط، وهو شاطئ غير محروس يتميز بصعوبة السباحة. معظم الغرقى فتيات وضمنهم بطلة المغرب في رياضة التيكواندو فدوى الوردي التي كانت تستعد للمشاركة في بطولة العالم بكوريا، كانوا ضمن رحلة رياضية وترفيهية ضمت حوالي 40 مشاركا أعمارهم تتراوح ما بين 11 و17 سنة، نظمتها جمعية النور لرياضة التيكواندو ببنسليمان احتفالا بفوز بعضهم ببطولة المغرب. لكن شاءت الأقدار أن يتحول هذا الاحتفال إلى أحزان، بعد أن جرفت مياه البحر العديد منهم، لفظت بعدها وفي نفس اليوم 6 جثث في حين لايزال البحث جاريا لانتشال باقي جثث المفقودين. واستعملت في عملية البحث وانتشال الجثث المروحيات والزوارق المطاطية من طرف رجال الوقاية المدنية، حيث مازال هؤلاء يرابطون بعين المكان ويواصلون عملية البحث عن المفقودين بعد أن تم نصب خيام على شاطئ البحر لاستكمال وإنجاز مهامهم في انتشال باقي الجثث. كما علمت "»الاتحاد الاشتراكي"« أن اثنين من المشاركين في الرحلة نجيا بأعجوبة من الغرق، حيث مازالت تقدم لهما الإسعافات الضرورية تحت العناية المركزة بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط.