في فاجعة جديدة، لقي أحد عشر طفلا حتفهم غرقا، أول أمس الأحد، بشاطئ السواتلة التابع لنفوذ عمالة الصخيراتتمارة، القريب من مصب واد الشراط، وعاينت «المساء» تحول الشاطئ إلى مأتم حقيقي بعد التحاق عائلات الضحايا بالشاطئ، الذي تحولت به رحلة نظمتها جمعية «النور للتيكواندو» فرع ابن سليمان إلى فاجعة حقيقية، بعد غرق 11 مشاركا تمكنت مصالح الوقاية المدنية من انتشال جثث 6 منهم، فيما لا يزال البحث جاريا عن خمسة آخرين اعتبروا في عداد المفقودين. وأكد مصدر مسؤول بالوقاية المدنية ل«المساء» أن عمليات البحث عن جثث الضحايا الخمس لازالت جارية من طرف فرق الضفادع البشرية المتخصصة في هذا النوع من العمليات، كما تم صباح أمس الاثنين نصب مركز قيادة ميداني تابع للوقاية المدنية لتتبع وتوجيه عمليات البحث والإنقاذ من أجل الوصول إلى جثة الأطفال المفقودين. وأكد المصدر ذاته أن عدد المشاركين في الرحلة وصل إلى 46 عضوا، انتقلوا إلى الشاطئ الذي يقع على مصب وادي الشراط، وهو شاطئ غير محروس ويعد منطقة محظورة للسباحة، نظرا للتيارات البحرية القوية التي تخدع السباحين حيث تجرفهم سواء نحو العمق أو داخل البحر، وبالتالي يفقد السباح القدرة على مقاومة التيارات البحرية المتجاذبة فيما بينها ليستسلم في الأخير لقدره المحتوم، مضيفا أن الجميع لاحظ غياب علامة «'شاطئ غير محروس»، التي كان على السلطات المحلية التي يتبع الشاطئ لنفوذها الترابي أن تقوم بوضعها لتحذير المصطافين. وكشف المصدر نفسه أن الأطفال الخمسة الذين لازالوا مفقودين يتوزعون بين فتاتين وثلاثة ذكور، أما الجثث التي تم انتشالها من المياه فتتوزع بين 3 ذكور و3 إناث تم نقلهم إلى مستودع الأموات، فيما تم إنقاذ فتاتين تم نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث وضعتا داخل العناية المركزة ووصفت حالتهما بالمستقرة، مضيفا أن مسؤولية السلطات المحلية كبيرة لعدم وضعها علامات «شاطئ غير محروس» أو «ممنوع السباحة» لأن المنطقة معروفة بخطورتها على المصطافين. وأشار المصدر ذاته إلى أن الوقاية المدنية سخرت مجموعة من المعدات من أجل مباشرة عمليات الإنقاذ، تتوزع بين مروحيتين و4 قوارب مطاطية ودراجتين مائيتين «جيتسكي» وسيارتي إسعاف، بالإضافة إلى الطاقم الطبي التابع للوقاية المدنية، المتخصص في طب الكوارث الذي انتقل على وجه السرعة إلى مكان الحادث. وفي سياق متصل، أكد أحد الأطفال الناجين من فاجعة واد الشراط أن الأطفال كانوا يسبحون بشكل عادي قبل أن تجرفهم المياه إلى داخل البحر، موضحا في شهادة مؤثرة أن من كان من زملائه قريبا من الشاطئ تمكن من الخروج وغادره حيا، ومن كان يسبح بعيدا ببضعة أمتار عن الشاطئ جرفته المياه إلى الأعماق ولم يقو على مقاومتها إلى أن فارق الحياة، قبل أن يتمكن مصطافون من إنقاذ ثلاثة من زملائه تم نقلهم إلى المستشفى، فارق أحدهم الحياة في الطريق. وأكد المصدر نفسه أن الأطفال لم يكونوا على علم بخطورة السباحة في الشاطئ المذكور وأنهم قصدوه رفقة زملائهم الرياضيين في جمعية النور من أجل الاستجمام، في إطار رحلة اعتادت الجمعية على تنظيمها لفائدة منخرطيها بين الفينة والأخرى. وتحول الشاطئ إلى قبلة لأسر الضحايا والمفقودين، التي طالبت بتكثيف الجهود من أجل العثور على جثث أبنائها من أجل التأكد من غرقهم، كما طالبت الوقاية المدنية ببذل مزيد من المجهودات من أجل الإسراع بعمليات البحث عن جثث المفقودين الذين يرجح أن تكون التيارات البحرية المنتشرة بالمنطقة قد ذهبت بهم إلى الأعماق. كما عرف مستشفى المدينة الذي نقلت إليه جثث الضحايا تجمهر عائلات الضحايا من أجل المطالبة بتسلم جثث أبنائها لإقامة مراسيم العزاء والقيام بدفنهم. وساعات بعد الفاجعة، انتقل إلى مكان الحادث كل من وزير الداخلية، محمد حصاد، والجنرال عبد الكريم اليعقوبي، المفتش العام للوقاية المدنية، بالإضافة إلى المسؤولين الأمنيين ومسؤولي الإدارة الترابية بمدينتي بوزنيقةوالصخيرات والمحمدية من أجل الوقوف على حجم الفاجعة والإجراءات المتخذة من أجل البحث عن المفقودين. ومن جانبه، كان الديوان الملكي قد أصدر بلاغا ذكر فيه أنه على إثر علم الملك محمد السادس بهذا النبأ المحزن، بعث ببرقيات تعازي ومواساة إلى الأسر المكلومة، ضمنها مشاعر تعاطفه معهم، ودعواته الله العلي القدير بأن يتغمد المتوفين بواسع رحمته وغفرانه وأن يلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان. وأوضح البلاغ أن الملك أصدر تعليماته إلى السلطات الأمنية والترابية المختصة والمصالح الصحية، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإسعاف الضحايا والبحث عن المفقودين وتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة للأسر المكلومة، كما قرر التكفل شخصيا بلوازم نقل جثامين الضحايا ودفنهم، ومأتم عزائهم.