اختتمت فعاليات النسخة الرابعة ل «الأيام البيئية» بتعميم بيان ختامي يدعو إلى «تطبيق توصيات النسخ السابقة للأيام البيئية»، مع «المطالبة بجمع وتوثيق وتثمين الانتاجات العلمية والثقافية والفنية لهذه التظاهرة البيئية»، في حين شدد ذات البيان على ضرورة «خلق مرصد وطني للتراث المادي واللامادي يكون مركزه مدينة خنيفرة»، كما لم يفت البيان الدعوة إلى العمل على «مأسسة تظاهرة الأيام البيئية»، وقد امتدت هذه التظاهرة من 29 إلى 31 ماي الأخير. النسخة الرابعة ل «الأيام البيئية» بخنيفرة، التي حملت هذه السنة شعار «الاستثمار الأخضر رافعة للتنمية المستدامة»، نظمتها مجموعة جماعات الأطلس، بشراكة مع فرع خنيفرة لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، جمعية وشمة للفن التشكيلي، والمدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة المولى إسماعيل، وبدعم من المجلس البلدي، المجلس الإقليمي، المجلس الجهوي، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتميزت بمعارض فنية، ومسابقات في الرسم، لجمعية وشمة، بساحة 20 غشت، شارك فيها عدد من الشباب والتلاميذ وذوي الاحتياجات الخاصة، قبل قيام الجمعية بنصب تمثال يمثل شجرة أرز، وعرفت التظاهرة أيضا عدة عروض في الفروسية بساحة الظهرة، وسهرات فنية وفولكلورية عمومية بساحة آزلو، تم خلالها تكريم فنانين شعبيين أمازيغيين، وإقامة حفل لتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقتي الرسم والشعر الأمازيغي. وقد رفع الستار عن التظاهرة بعرض حول «الرهان الجهوي» للأستاذ محمد ياسين، تناول فيه محددات الجهوية في أبعادها التنموية والمجالية والمؤسساتية والتشاركية، خصوصا بعد التقطيع الجهوي الجديد، في حين تضمن البرنامج ندوة علمية، بالمركب الثقافي أبو القاسم الزياني، حول «رهانات التنمية المستدامة بإقليم خنيفرة»، بمشاركة الأستاذ الجامعي محمد جرير بورقة حول «رهان التنمية المستدامة وأهم إشكالاتها»، ثم مداخلة لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض حول «الإنتاج المشترك للنظافة»، في حين ساهم الأستاذان الجامعيان لحسن شيلس والحسين أباء بورقة مشتركة في موضوع «التراث اللامادي في خدمة البيئة»، لتتوج أيام التظاهرة باستفادة الحي الفلاحي من برنامج بيئي لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، تضمن عملية لفرز النفايات وعرضا حول أضرارها، وبعدها تم القيام بزيارة ميدانية للمنتزه الوطني بخنيفرة (هضبة أدار أوجدير) من تأطير المديرية الإقليمية للمياه والغابات. ومعلوم أن فعاليات النسخة الرابعة ل «الأيام البيئية الرابعة»، تم التمهيد لها بعقد ندوة صحفية، مساء الثلاثاء 26 ماي 2015، احتضنتها المدرسة العليا للتكنولوجيا، وحضرها عدد من ممثلي المنابر والمواقع الإعلامية، وبعض الجمعيات المحلية، وقد افتتحت بكلمة لرئيس مجموعة جماعات الأطلس، محمد أقلمون، أوضح فيها دواعي وأهداف الندوة بالنظر لأهمية الإعلام، مستعرضا أهم مضامين برنامج النسخة الرابعة من التظاهرة البيئية، وما يميزها هذه السنة من فقرات تحسيسية وتثقيفية وفنية ذات بعد إيكولوجي، بينما لم يفته التذكير بالنسخ السابقة من التظاهرة، أعلن عن رهان المنظمين على تفعيل مقترح العمل على مأسسة تظاهرة الأيام البيئية. ومن جهتها أبرزت شادية بلهادي، عن المدرسة العليا للتكنولوجيا، في مداخلتها المتميزة، خلفية انخراط مدرستها، التابعة لجامعة مولاي إسماعيل، في دينامية الأيام البيئية، بالنظر للأدوار الملقاة على المؤسسة كمؤسسة جامعية بخنيفرة تسعى، في إطار فلسفتها العامة وانخراطها في المكونات المجتمعية، إلى المساهمة في النهوض بالتنمية الاقتصادية والمعرفية، والانفتاح أكثر على الثقافة البيئية، انطلاقا من إيمانها بالحق في البيئة الذي لا ينفصل عن الحق في الحياة المنصوص عليه في الدستور والمواثيق الدولية، ولم يفت الأستاذة شادية التعبير عن شكرها لمجموعة الجماعات على إشراك المدرسة في النسخة الرابعة لفعاليات الأيام البيئية، معتبره ملتقى مدرستها والمجتمع المدني ومجموعة الأطلس بمثابة تشكيلة نموذجية هامة. وبدوره، اختار رئيس جمعية «وشمة للفن التشكيلي»، محمد اليحياوي، التركيز على دور الفن التشكيلي في هذه التظاهرة البيئية، منذ نسختها الأولى، عبر تحسيس الشارع المحلي بأهمية التربية البيئية، من خلال الجداريات والمجسمات والمنحوتات والورشات، إلى جانب المسابقات التي تشارك بها الجمعية لفائدة الأطفال والتلاميذ. أما رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، عبد الحق سيف، فقد ألح على الدعوة إلى توحيد الرؤى والجهود بين مختلف مكونات المجتمع المدني ذات الاهتمام المشترك في أفق النهوض بالميدان البيئي المهدد بالأخطار الناتجة بالأساس عن السلوك البشري، وذلك بعد تحدثه عن التظاهرة البيئية التي بدأت مجرد فكرة لتصبح واقعا في إطار العلاقات الإستراتيجية بين الجمعية الرامية إلى بناء مجتمع منسجم مع التنمية المستدامة ومجموعة الأطلس كمؤسسة منتخبة، وجمعية وشمة للفن التشكيلي التي نجحت في تجسيد أفكار التظاهرة بلمساتها الفنية، قبل تطرقه لموضوع الاقتصاد الأخضر والمشروع المدعم سويسريا في مجال تدبير النفايات، في حين شدد أكثر على تعزيز الثقافة البيئية لغاية تغيير السلوك باتجاه ما هو إيجابي. تدخلات الحاضرين تميزت بالكثير من الشفافية والمقترحات، وبالطروحات المتراوحة بين الانتقاد والتوجيه، من أهمها التساؤل حول الميزانيات المرصودة لهذه التظاهرة البيئية؟، مصير التوصيات المنبثقة عن النسخة السابقة من الأيام البيئية؟، ثم غياب الإشكالات البيئية عن هذه الأيام، سيما ما يهم التساؤل حول مصير ما تبقى من أشغال المشروع الألماني للتطهير؟، وضع الثروة الغابوية المعرضة للاستنزاف والنهب والتدمير؟، وتهديدات المقالع؟، وحال المطارح العمومية؟، ومعاناة الساكنة المحيطة بمناجم عوام؟، ثم استخفاف المنتخبين والفاعلين السياسيين بالمجال البيئي، وغيرها من التساؤلات التي وجدت في المنظمين الصدر الرحب والنفس الطويل.