بعد مدن فاس وتطوان والدار البيضاء، يقام في مكناس ومراكش حفل تقديم وتوقيع الكتاب الجديد للطاهر الطويل »المسرح الفردي في الوطن العربي: مسرح عبد الحق الزروالي نموذجا« الصادر عن الهيئة العربية للمسرح، في طبعتين الأولى بالشارقة والثانية بالرباط. وهكذا، تحتضن قاعة المؤتمرات »العلمي التازي« بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة مكناس يوم السبت 06 يونيو 2015 في الساعة السادسة مساء، حفل تقديم وتوقيع الكتاب المذكور، من تنظيم جمعية الازدهار للثقافة والتنمية وجريدة »صوت الجهة«، وبمشاركة الباحثين المسرحيين: الدكتور عبد الرحمن بن زيدان والدكتور عبد الرحمن ابن ابراهيم، وتنشيط الإعلامي والفاعل الجمعوي حسن الصالحي. وبالقاعة الكبرى للمجلس الجماعي »محمد الخامس« بمراكش، ينظم مركز عناية للتنمية والأعمال الاجتماعية بالمغرب، بتعاون وتنسيق مع فرع اتحاد كتاب المغرب بمراكش، لقاء ثقافيا احتفائيا على شرف الكاتب والإعلامي المغربي الطاهر الطويل بمناسبة إصداره الجديد، بمشاركة الكتاب والمبدعين محمد زهير ومصطفى غلمان ونزهة حيكون، يوم السبت 13 يونيو 2015 ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء. ينقسم كتاب »المسرح الفردي في الوطن العربي: مسرح عبد الحق الزروالي نموذجا« إلى ثلاثة فصول، يتناول أولها هوية المسرح الفردي، من خلال رصد سمات الشكل التمثيلي الفردي لدى اليونان ثم لدى العرب، وكذلك من خلال التوقف عند مسرحيات فردية لفنانين مسرحيين مغاربة. ويستقصي المؤلف في هذا الفصل الوضعية الراهنة »للمسرح الفردي«، وذلك في سياق المنحى التأصيلي الذي يحكم مسار المسرح العربي ككل. أما الفصل الثالث، فهو مخصص للتجربة المسرحية للفنان عبد الحق الزروالي عبر إبراز مراحلها وخصائصها. في حين يتم في الفصل الثالث مقاربة التجليات الإبداعية لتجربة »المسرح الفردي« عند عبد الحق الزروالي، من خلال التركيز على مسرحية »رحلة العطش« كنموذج للتحليل. ويرى المؤلف أن من بين الشروط الأساسية التي ضمنت الاستمرار والتطور للمسرح الفردي أو »مسرح الممثل الواحد« قابليته لاستثمار معطيات النظريات والمدارس المسرحية العالمية، وكذلك نتائج الاجتهادات والأبحاث العملية في مجالات بناء النص والتصور السينوغرافي وميكانزمات فن التشخيص... إلخ؛ وكذلك انفتاحه على كل الدعوات المسرحية العربية التأصيلية، سواء تجلت في اتجاهات ومذاهب أم في تجارب متفرقة، واستعداده للتعامل معها وفق القناعات المشتركة؛ وتطبيقه الفعلي لفكرة استلهام الأشكال الفرجوية الشعبية، واعتبارها قالبا مسرحيا ذا طبيعة قومية، لا مجرد زخرف إبداعي ثانوي؛ بالإضافة إلى تجاوزه للصعوبات المادية والمعنوية المتعلقة بعملية الإنتاج المسرحي، إذ يتم إنجاز مسرحيات الممثل الواحد بأقل الإمكانيات المادية والبشرية، ويسهل تنقل الفرقة المسرحية التي تكون عادة قليلة العناصر المشاركة في إنتاج العرض (حتى إنها قد تصل إلى عنصر إضافي واحد أو عنصرين فقط كما هو الحال بالنسبة لعبد الحق الزروالي)، إذ تنتقل المسرحيات إلى حيث يتواجد الناس ويتجمعون (أندية، مقاهٍ، دور شباب، مراكز ثقافية، مستشفيات، ثانويات، أحياء جامعية...إلخ)، من دون انتظار قدوم الجمهور إلى البنايات المسرحية.