ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي في المغرب، جرى عشية الأربعاء الماضي في بهو المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط حفل توقيع الكتاب الجديد للكاتب الطاهر الطويل «المسرح الفردي في الوطن العربي، مسرح عبد الحق الزروالي نموذجاً» الصادر ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح، وذلك بحضور عدد من المسرحيين والنقاد والإعلام والمهتمين. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، يتناول أولها هوية المسرح الفردي، من خلال رصد سمات الشكل التمثيلي الفردي لدى اليونان ثم لدى العرب، وكذلك من خلال التوقف عند مسرحيات فردية لفنان مسرحيين مغاربة. ويستقصي المؤلف في هذا الفصل الوضعية الراهنة »للمسرح الفردي«، وذلك في سياق المنحى التأصيلي الذي يحكم مسار المسرح العربي ككل. أما الفصل الثالث، فهو مخصص للتجربة المسرحية للفنان عبد الحق الزروالي عبر إبراز مراحلها وخصائصها. في حين يتم في الفصل الثالث مقاربة التجليات الإبداعية لتجربة »المسرح الفردي« عند عبد الحق الزروالي، من خلال التركيز على مسرحية »رحلة العطش« نموذجا للتحليل. ويرى المؤلف أن مما يضمن الاستمرار والتطور للمسرح الفردي أو «مسرح الممثل الوحد» قابليته لاستثمار معطيات النظريات والمدارس المسرحية العالمية، وكذلك نتائج الاجتهادات والأبحاث العملية في مجالات بناء النص والتصور السينوغرافي وميكانزمات فن التشخيص...إلخ؛ وكذلك انفتاحه على كل الدعوات المسرحية العربية التأصيلية، سواء تجلت في اتجاهات ومذاهب أم في تجارب متفرقة، واستعداده للتعامل معها وفق القناعات المشتركة؛ وتطبيقه الفعلي لفكرة استلهام الأشكال الفرجوية الشعبية، واعتبارها قالبا مسرحيا ذا طبيعة قومية، لا مجرد زخرف إبداعي ثانوي؛ بالإضافة إلى تجاوزه للصعوبات المادية والمعنوية المتعلقة بعملية الإنتاج المسرحي، إذ يتم إنجاز مسرحيات الممثل الواحد بأقل الإمكانيات المادية والبشرية، ويسهل تنقل الفرقة المسرحية التي تكون عادة قليلة العناصر المشاركة في إنتاج العرض (حتى إنها قد تصل إلى عنصر إضافي واحد أو عنصرين فقط كما هو الحال بالنسبة لعبد الحق الزروالي)، إذ تنتقل المسرحيات إلى حيث يتواجد الناس ويتجمعون (أندية، مقاهٍ، دور شباب، مراكز ثقافية، مستشفيات، ثانويات، أحياء جامعية...إلخ)، لا انتظار قدوم الجمهور إلى البنايات المسرحية.