أكد فتح الله السجلماسي في كلمة الاختتام لمؤتمر دولي رفيع المستوى حول مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية أن "هذه السنة، كانت جد استثنائية بكل المقاييس بالنسبة للاتحاد من أجل المتوسط، وذلك لثلاثة اعتبارات": الاعتبار الأول، هو مرور 20 سنة على انطلاق مسار برشلونة الاورمتوسطي، وهو تاريخ مهم لهذا المسار الطويل حسب الكاتب العام للاتحاد من أجل المتوسط فتح الله السجلماسي. وأض&اف السجلماسي أن الاعتبار الثاني، أن الاتحاد من أجل المتوسط عاد بقوة إلى المشهد من خلال سياسة الجوار الجديدة للاتحاد الأوربي، وهي سياسة تم إعادة النظر فيها سواء سياسة الجوار تجاه الجيران الشرقيين لاوربا أو سياسة الجوار تجاه الجيران الجنوبيين." أماالاعتبار الثالث، هو التحديات الكبيرة التي اصبحت مطروحة على المنطقة الاوربية او المتوسطية، أولها قضية الهجرة التي أصبحت تشكل الحدث الدرامي كل يوم بسبب المآسي التي ينقلها الإعلام كل يوم حول الهجرة السرية من ليبيا. هناك قضية التطرف والراديكالية بالمنطقة، التهديد الإرهابي بالمنطقة، تصاعد العنصرية الكراهية، هذه الظواهر كانت موجودة لكن لم تكن بهذه الحدة وبهذه القوة. وكل ظاهرة من هذه الظواهر لا تخص بلدا معينا او هي محصورة في قطر بعينه بل هي ظواهر تشمل كل بلدان المنطقة المتوسطية، لهذا لا بد من مواجهة هذه الظواهر بشكل جماعي من طرف كل بلدان المنطقة. العمل الإرهابي اليوم يهدد كل المنطقة، عندما وقعت أعمال إرهابية في باريس وقعت أيضا في تونس وهو ما يجعل مسألة التطرف ظاهرة تهدد كل بلدان المنطقة" المؤتمر الذي انعقد ما بين 19 و21 ماي، ببرشلونة تميز بحضور 250 خبيرة وخبير يمثلون البلدان 43 الأعضاء والمشكلة للاتحاد من اجل المتوسط، هذا اللقاء الذي شاركت فيه نساء من كل المنطقة المتوسطية، بحضور ممثلات عن المجتمع المدني،والمنظمات الدولية والمسؤولين الحكوميين والبرلمانيين ورؤساء الشركات من مختلف انحاء المنطقة الاورومتوسيطة. ومنهم العديد من الفعاليات النسائية المغربية، التي جاءت لتعريف بأدوار المرأة المغربية في مختلف المجالات. وأضاف في مستهل هذه الكلمة ان "الاتحاد من اجل المتوسط لم يكن ضروريا مثلما اصبح عليه الامر اليوم، والعمل الجماعي اصبح ملحا بل مسارا ضروريا لبلدان المنطقة بعد ان كان البعض يعتقد ان الاتحاد من اجل المتوسط قد انتهى ولم يعد ضروريا." وأكد الكاتب العام للاتحاد من اجل المتوسط فتح الله السجلماسي في ختام هذا اللقاء ان تحسين أوضاع المرأة مسألة تخص جنوب المتوسط كما تخص شمال بلدان البحر المتوسط. اعتبر فتح الله السجلماسي أن هذا الاتحاد المتوسطي لايمكن تحقيقه من دون نصف المجتمع الاورمتوسطي أي نساء المنطقة، واعتبر قضية المرأة من بين أولويات منظمته. اما اليزابيث غيغو رئيسة مؤسسة انا ليند المتوسطية، فقد اعتبرت انه لا بد ان يتعبأ الرجال أيضا من اجل هذه القضية، لان ذلك من مصلحتهم، لكي يلعب النساء دورا اكثر ، أي دورا مهما بالمجتمع، فالنساء نصف الإنسانية وهذا واقع، لهذا يجب ان يكون المجتمع متساويا، والمجتمع الذي تكون فيه المناصفة بين النساء والرجال هو مجتمع يمشي على قدمين" تقول وزيرة العدل الفرنسية السابقة. وأضافت " أتمنى أن لا نعقد مثل هذه اللقاءات في المستقبل وان تكون المناصفة بين النساء والرجال شيئا عاديا" واعتبرت أن النساء اليوم لهن دور اقتصادي، وهو الأمر الذي يسهل مشاركتهن في المجال السياسي والنقابي. وأضافت أن النساء بالمنطقة المتوسطية لهن قيمة كبيرة وسلطة باعتبارهن ربات اسر، لكن ذلك يستعمل أحيانا ضدهن من اجل تركهن في المنزل." كما أضافت أن وجود بعض النساء في مراكز القرار الكبيرة ليس مبررا بعدم الاهتمام بوضعية الأغلبية منهن." ولاحظت عدم وجود تضامن نسائي بين النساء انفسهن عندما يتواجدن بمواقع القرار السياسي." وفي نهاية كلمتها أمام المشاركين، قالت انه لا يكفي وضع القوانين ولا بد من تعبئة المجتمع." هذا اللقاء شاركت فيه العديد من الفعاليات النسائية المغربية، والتي شاركت في الاوراش التي عرفها هذا اللقاء والذي تطرق إلى القطاعات المبدعة التي تجلب فرصا جديدة لنساء مثل الاقتصاد الاجتماعي والتضامن، الاقتصاد الأخضر، لتمكين المرأة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام. من أهم الورشات التي عرفها هذا المؤتمر حول مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية هي ورشة المشاركة الاقتصادية لنساء ودور الإعلام والتي شارك فيها من المغرب، ليلى غاندي التي تحدثت عن تجربتها كصحفية ومنتجة، وحول الملاحظات التي وجهت لها كامرأة في أعمالها خاصة حول الشكل وليس حول المضمون.وأكدت على استمرار أحكام القيمة حول النساء. انتصار الراشدي مديرة المعهد البريطاني للتنوع الإعلامي بالمغرب اعتبرت في تدخلها أن الإعلام له دور كبير فما يخص الصورة التي نكونها عن المرأة ودورها في المجتمع، واكدت على الدور الكبير للإعلام في تكسير الصور النمطية حول المرأة والتي يمكن من خلالها ان نؤثر ونغير تصورات المتلقي حول دور المرأة في المجتمع. والذي لا يعكسه الإعلام الذي نتوفر عليه بصورة واقعية وبصورة تواكب تطور المجتمع. وفي ختام هذا اللقاء، اتفق المشاركون في هذه الندوة على اللقاء في السنة المقبلة بتونس من اجل تدارس أوضاع المرأة وقياس التقدم الذي تم تحقيقه، باعتبار وضعية المرأة هي احد المقومات الأساسية للمنطقة الاورمتوسطية التي لا يمكن ان يكتمل بناؤها من دون مشاركة نصف المجتمع.