أكد كاتب الدولة الاسباني في الشؤون الخارجية، إيغناسيو إيبانيث، أن السياسة التي ينهجها المغرب في مجال الهجرة منذ سنة 2013 "تعتبر نموذجا"، وأن المملكة هي أول دولة خارج البلدان الأوروبية المتوسطية، أدركت أهمية التغيرات الحاصلة في مجال الهجرة. وأوضح إيبانيث، خلال تدخله اليوم الجمعة أمام "لجنة تحسين نوعية الحياة والتبادل بين المجتمعات المدنية والثقافة" التي عقدت اجتماعا لها بمقر الاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة، أن المغرب أدرك أهمية التطورات الحاصلة في مجال الهجرة، مما جعله يعتمد سياسة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحديات الجديدة للهجرة، ولاسيما بخصوص احترام حقوق الإنسان للمهاجرين واللاجئين، وكذلك ضرورة إرساء تعاون على المستوى الإقليمي لمواجهة هذه الظاهرة. وقال إنه بصرف النظر عن الآثار العملية الهامة لهذه السياسة التي انعكست على المهاجرين المقيمين في الأراضي المغربية، فإن فضلها الأكبر يكمن في "تغيير عميق في عقلية تدبير مشكل الهجرة في هذا البلد الذي كان حتى وقت قريب بلد منشأ للهجرة". يذكر أن "لجنة تحسين نوعية الحياة والتبادل بين المجتمعات المدنية والثقافة" بدأت أشغالها، اليوم الجمعة، في إطار اجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد التي تنعقد ببرشلونة ما بين 23 و30 يناير الجاري برئاسة الأمين العام للمنظمة، السيد فتح الله السجلماسي. يشارك في هذه الاجتماعات نحو 100 برلماني من 35 دولة عضو في الاتحاد من أجل المتوسط، بما في ذلك البرلمانات الأوروبية، لمناقشة وتبادل وجهات النظر حول التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتشكل هذه الاجتماعات فرصة لتسليط الضوء على قضايا ذات أهمية قصوى في المنطقة من قبيل التنقل والهجرة، والبطالة بين الشباب، والفرص الاقتصادية وتمكين المرأة، بالإضافة إلى عدد من المحاور التي تعمل منظمة الاتحاد من أجل المتوسط على تطوير عدد من المبادرات بشأنها. ويعتبر الاتحاد من أجل المتوسط منظمة حكومية تضم 43 دولة، 28 منها أعضاء في الاتحاد الأوروبي و15 تنتمي إلى جنوب وشرق منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويتولى الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط منذ فاتح مارس 2012 فتح الله السجلماسي، وتم تجديد ولايته لثلاث سنوات أخرى متم السنة الماضية.