جدد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، أول أمس الأربعاء ببرشلونة (شمال-شرق إسبانيا)، دعمه للأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط ولدورها «المحوري في تنفيذ مشاريع ملموسة لها تأثير جلي على سكان حوض البحر الأبيض المتوسط». وجدد شولتز، الذي يتولى أيضا منذ متم مارس الماضي رئاسة الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط لولاية مدتها سنة، التأكيد على دعمه للأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، وذلك خلال مباحثات أجراها مع الأمين العام لهذه المنظمة فتح الله السجلماسي. وجاء في بيان مشترك صدر عقب هذا اللقاء الذي عقد بمقر المنظمة ببرشلونة أن سولتز أشاد ب»التزام» الأمين العام للاتحاد ومساعديه، واصفا الأمين العام للاتحاد ب»قطب رحى شراكة إقليمية متوسطية طموحة وضرورية». وأضاف البيان أن رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط شدد على أنه يتعين إنجاح هذه الشراكة الإقليمية من أجل ضمان الرخاء والرفاهية لمواطنينا في إطار التضامن والاحترام المتبادل». وحسب البيان فإن السجلماسي، أبرز، من جانبه، الأهمية التي تكتسيها الجمعية البرلمانية في هيكلة الاتحاد من أجل المتوسط باعتباره «فضاء متميزا للحوار وللدفع بالعلاقات الأورو-متوسطية». وأضاف السجلماسي أن الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط تشكل «دعامة لا محيد عنها لدى الرأي العامة في 43 بلدا في الاتحاد من أجل المتوسط من أجل رص صفوف وتعبئة أصحاب القرار حول وجاهة القيام بمشاريع إقليمية فعالة في الوقت الذي يعرف فيه المتوسط تحولات سياسية وسوسيو-اقتصادية كبرى». وحسب المصدر ذاته، فإن الجانبين اتفاقا على إرساء علاقة «منتظمة ومهيكلة» بين مختلف أقسام الأمانة العامة واللجان البرلمانية المعنية بالجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط بهدف «ضمان تتبع تنفيذ مشاريع تتوخى بشكل أساسي دعم خلق مناصب الشغل وتحقيق تنمية سوسيو-اقتصادية مستدامة بالمتوسط». وقال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط في تصريح للصحافة عقب هذا الاجتماع، إن هذا اللقاء مكن من إعطاء زخم جديد «لتفاعل وتبادل وتنسيق مختلف المبادرات التي تم اتخاذها من قبل المؤسسات المعنية بالتعاون في المتوسط». وأعرب عن قناعته أنه بفضل دعم الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والبرلمان الأوروبي بمقدور الأمانة العامة للاتحاد، الاستمرار في أداء مهامها وبلوغ أهدافه عبر إنجاز مشاريع سوسيو-اقتصادية يكون لها تأثير إيجابي على التعاون الإقليمي بالمنطقة المتوسطية». وأضاف السجلماسي «نرغب في أن تكون مبادرة الأمانة العامة للاتحاد قائمة باستمرار على الحرص على إعطاء قيمة مضافة للتعاون الإقليمي ومواكبة بلدان الجنوب في انتقالها الديمقراطي وتنميتها السوسيو-اقتصادية»، مؤكدا انه تلقى دعما سياسيا «جد مهم» من جانب شولتز. أما شولتز فقد أبرز أهمية هذه المحادثات التي أجراها مع السجلماسي، موضحا أنهما اتفاقا على عقد لقاء جديد ببروكسيل في يونيو المقبل لتحديد أجندة عمل مشتركة للنهوض بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط لخدمة شعوب المنطقة المتوسطية. وأكد في هذا السياق، أهمية الدعم المالي للبنك الأوروبي للاستثمار من أجل تنفيذ مشاريع ملموسة يقودها الاتحاد من أجل المتوسط، واصفا هذه المؤسسة ب»الحليف الذي لا غنى عنه من أجل تنمية البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وقال شولتز «نحن عازمون على إعطاء زخم جديد لعمل الاتحاد من أجل المتوسط»، معتبرا أن الظرفية بالمنطقة مواتية «أكثر من أي وقت مضى» لإرساء تعاون أورو-متوسطي «متين ودائم أكثر» في جميع المجالات.