إن المثير في البطولة الاحترافية للموسم الجاري هو الصراع بين جمهوري الرجاء والوداد، ليس فقط على مستوى التغني بالشعارات او التفنن في صنع التيفوات، لكن على مستوى الكثافة الجماهيرية التي تؤثث المدرجات وتساهم في خلق التحفيزات. وهذا التنافس الشريف بين جمهور الفريقين الغريمين أضفى نكهة خاصة على المباريات التي خاضها هذا الفريق وذاك، وأعطى صورة مميزة عن تطور أساليب التشجيع.. إلا أن الجماهير الرجاوية أصيبت هذا الموسم بخيبة أمل جراء النتائج غير المشرفة التي صنعها الفريق الأخضر على مستوى الدوري الاحترافي، في المقابل رسم فريق الوداد لوحات التوهج على مستوى النتائج، وعلى صعيد المنتوج الفني. حرارة الصراع بين جمهور الفريقين البيضاويين ارتفعت مباشرة بعد الخرجة الإعلامية لرئيس الرجاء محمد بودريقة، حينما صرح ذات ليلة على أمواج إذاعة متخصصة أن تواجد الوداد في مركز الصدارة هو فقط مجرد أرنب سباق، وكانت وقتها البطولة الاحترافية لم تنه جولاتها المتعلقة بمرحلة الذهاب. لكن رئيس الوداد بعبقرية المسير المحنك لم يرد على تصريح بودريقة إيمانا منه بأن الاشتغال يكون داخل فريقه، وأن لا وقت لديه كي يتطاول على فرق أخرى تمارس بالدوري، وتتنافس على اللقب. واللافت أن فريق الرجاء، الذي تعاقد هذا الموسم مع ثلاثة مدربين وعدد كبير من اللاعبين، خرج من حلبة السباق على درع البطولة الاحترافية في وقت مبكر. ولم يقو على لعب دور تنشيط الدوري كالمغرب التطواني، والكوكب المراكشي والفتح الرباطي، بالإضافة إلى أولمبيك خريبكة الذي شكل شوكة المتنافس على لقب الدوري في حلق الوداد البيضاوي ولعل الصورة رسمها فريق الرجاء لم ترق إلى مستوى انتظار الجماهير الرجاوية التي كان حضورها وازنا، ولم تدخر جهدا في تقديم التحفيزات والتشجيعات اللامشروطة في كل محطة، إلا أن عناصر الرجاء التي تكلف خزينة الفريق مئات الملايين، كان مستواها باهتا بشهادة كل المتتبعين بمن فيهم الرجاويون الذين اكتفوا في ظل الوضعية الحالية لفريقهم بطرح العديد من التساؤلات حول المسؤول الأول و الأخير عن الانتدابات، وتساءلوا عن المستفيد من الصفقات الخاسرة. وبقراء بسيطة في خريطة الترتيب العام يتأكد بأن الفارق الذي يفصل الوداد عن الرجاء يصل إلى تسع عشرة نقطة، ومرشح لتجاوز العشرين نقطة، وهو فارق يعكس البون الشاسع بين عطاءات الغريمين التقليديين، دون أن ننسى بأن الفريق الأحمر فاز على الرجاء ذهابا خلال محطة الديربي. وتعادل الطرفان في الإياب، لكن فارق النقط الذي يفصل الرجاء عن اتحاد الخميسات الذي ودع البطولة الاحترافية لا يتعدى عشر نقط، وهذه المعطيات تصنف الرجاء ضمن الفرق البعيدة عن طابور المقدمة والفرق التي تصارع من أجل ضمان البقاء. رصيد الوداد يصل إلى 56 نقطة تحصل عليها من خمسة عشر انتصارا، وأحد عشر تعادلا وهزيمتين اثنتين فقط. فيما لا يتعدى رصيد الرجاء إلى حدود الجولة الثامنة والعشرين 37 نقطة جمعها من تسعة انتصارات وعشرة تعادلات وتسع هزائم ليصنف في الرتبة الثامنة، أي وسط الترتيب العام. وباستحضار وضعية الوداد والرجاء وموقعهما فوق خريطة ترتيب الدوري الاحترافي. يجوز طرح التساؤلات التالية: هل فعلا الوداد أرنب سباق، أم مرشح فوق العادة للظفر باللقب؟ وما سر تواجد رئيس الوداد في الظل بعيدا عن أضواء التصريحات؟ وما رأي بودريقة في حكمة العبرة بالخواتم؟ وما سر فوز الوداد باللقب، وتأهيل ثمانية لاعبين شبان؟ وماهي الميزانية المالية التي صرفها فريق الوداد المتوج بطلا، وفريق الرجاء المكتفي بوسط الترتيب؟ وهل وضعية الرجاء تروق المسؤولين؟ ومن المعني الآن ب »الكراطة«؟