أفسدت أحداث الشغب الخطيرة، التي اندلعت بالملعب الكبير لطنجة، احتفالية صعود الاتحاد إلى قسم الأضواء، وكادت مباراة اتحاد طنجة وجمعية سلا أن تتحول إلى كارثة حقيقية لولا الألطاف الإلاهية، ونضج مسؤولي فصيل إلترا هيركوليس، الذين بذلوا مجهودات كبيرة لاحتواء الوضع، في غياب شبة تام للقوات الأمنية، التي بدت وكأنها تفتقد لأي خطة أمنية للتعاطي مع مباراة استقطبت عشرات الآلاف من الجماهير. كما أن المكتب المسير كان خارج التغطية، وأبان عن ارتجالية كبيرة في توفير الترتيبات التنظيمية لمباراة أريد لها أن تكون احتفالية. أجواء الفرحة والحماس، التي سبقت المباراة، والإقبال الكثيف للعائلات والنساء والفتيات والأطفال، كانت توحي بتنظيم عرس كبير للاحتفال بصعود الاتحاد لقسم الأضواء، استهلتها الجماهير الطنجة، التي فاق عددها 35 ألف متفرج، بتيفو رائع، سيصنف ضمن كبريات التيفويات العالمية، خاصة وأن المباراة شكلية، بعدما ضمنت الجمعية موقعها بالقسم الوطني الثاني. لكن مع تقدم الفريق الضيف بهدف وإهدار اتحاد طنجة لضربة جزاء، وقيام جماهير جمعية سلا في اقتلاع كراسي الملعب الكبير، ورفع شعارات مستفزة لجمهور الاتحاد، حتى انفجرت الأوضاع بالملعب بعدما نجحت المئات من الجماهير الطنجية في اقتحام أرضية الملعب محاولة الانتقام من الجماهير السلاوية، ولولا فطنة بعض عناصر القوات المساعدة، التي سارعت إلى إخراج الجمهور السلاوي، الذي لم يكن يتجاوز عدده مائة شخص لحدثت مجزرة حقيقية، خاصة وأن العديد من مقتحمي الملعب كانوا في حالة هستيرية ومدججين بالأسلحة البيضاء. هاته المشاهد المرعبة، والغياب المطلق للأمن، دفع الفتيات والأسر إلى مغادرة الملعب خوفا على سلامة أرواحهم وأرواح أطفالهم، وقد شوهد العديد من الشخصيات، يتقدمهم رئيس المحكمة الابتدائية وهم يغادرون المنصة الشرفية، والغضب باد على محياهم من انزلاق الأوضاع في مباراة احتفالية. بعد تهدئة الأوضاع، تم استئناف المباراة التي انتهت بالتعادل، لكن أحداث الشغب سرعان ما اندلعت من جديد في قلب مدينة طنجة.