خلافا لسنوات عديدة عاشتها مجموعة أزقة بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان تحت وقع الفوضى واحتلال الملك العام من أرصفة وشوارع، أمكن وخلال مدة قصيرة على عهد تسيير الملحقة الإدارية 17 الجديد، وبتنسيق مع الكتابة العامة لمقاطعة مرس السلطان من تحرير السواد الأعظم منها وأضحت عملية المرور بها تتميز بالانسيابية ،كما هو الشأن بزنقة العباسيين، مولاي ادريس، ابن غازي، مونستير وغيرها من الأزقة، فضلا عن هدم محلات عشوائية، كما هو الحال بالنسبة لزنقة واد زيز، وغيرها من التدخلات. الباعة الجائلون الذين لم تنفع البرامج والمخططات المتعددة الألوان في تنظيمهم والحد من انتشارهم كالفطر العشوائي، الذين منهم الذين لادخل لهم بالفعل ولا مورد ويعتبر البيع بالتجوال بالمنطقة مصدر رزقهم الوحيد الذي يعيلون به أسرا كاملة، وهذه الفئة من الواجب إيجاد حلول لها بشكل منظم وعقلاني بعيدا عن كل مظاهر الفوضى، سيما وأن هناك من قضى سنوات طوال وهو في هذه الحالة، لكن هذه الوضعية الإنسانية والاجتماعية لاتلغي بأن هناك فئات اغتنت على حساب الكادحين في المنطقة، وفتوة استولت على الملك العام وأضحت تكتريه للباعة الجائلين مقابل مبالغ يومية وكأن الإسفلت أضحى ملكية خاصة، وهي الوضعية التي يساهم فيها أشخاص بعينهم، أرباب مقاهي ومحلات تجارية وغيرهم من النافذين الذين ظلوا يباركون هذا الوضع الشائن. الباعة الجائلون ،وعلى صعيد تراب الملحقة الإدارية 17 لوحدها يبلغ عددهم حوالي 8 آلاف بائع جائل، يمارسون أنشطة مختلفة ما بين باعة الخضر والفواكه، والمتاجرين في الملابس، وباعة المأكولات الخفيفة ، وغيرها من الأنشطة «التجارية»، إذ وعلى مستوى زنقة السمارة، على سبيل المثال لا الحصر، نجد بأن هناك حوالي 100 بائع جائل يتاجرون في الملابس والأحذية على مستوى الزنقة 35، و 60 بائعا للملابس بالتجوال في الزنقة 3، و 50 بائعا جائلا للملابس والأغطية على مستوى الزنقة 38، إضافة إلى 150 بائعا للخضراوات بنفس الحي موزعين على الأزقة 4، 25 و 28، واللائحة طويلة بأعداد هذه الفئة من المواطنين بكل زقاق على حدة، هم في حاجة إلى تنظيم حقيقي وإلى ضبط لطبيعة أنشطتهم ونوعيتها، والمناطق التي ينحدرون منها، إذ أن الأزقة المذكورة لاتحتضن أبناء المنطقة فحسب، بل حتى النازحين من مناطق متفرقة من تراب عاصمة المال والأعمال.