لسنوات عدّة احتلت عربات مجرورة ومدفوعة لبائعي الخضر والفواكه، والأسماك.. حي ساسام بسيدي معروف بتراب مقاطعة عين الشق بالدارالبيضاء، عانى خلالها السكان معاناة كبيرة مع هذا الوضع الشاذ الذي حول حيّهم إلى سوق عشوائي، جراء فوضى الباعة الجائلين، والذي دفعهم إلى رفع شكايات عديدة إلى الجهات المسؤولة بالمنطقة، وبعد نفاد صبرهم اضطروا لتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر العمالة، وعقب التغييرات الأخيرة التي مست ممثلي السلطة المحلية بمدينة الدارالبيضاء، طرح السكان «قضيتهم» على القائد الجديد لملحقة اولاد رحو، الأمر الذي أسفر عن تنظيم حملات يومية بحي ساسام، «النقطة السوداء بالنفوذ الترابي للملحقة»، كان من نتائجها تحرير أزقة وممرات الحي المؤدية إلى الطريق 1100 التي كانت تجمع بائعي السمك والخضر والفواكه، وتم تخصيص فضاء مجاور لدوار الطيبي لهؤلاء الباعة بعيدا عن إزعاج الساكنة، وذلك في انتظار إيجاد حل جذري لظاهرة البيع بالتجوال بالمنطقة، بمشاركة جميع الأطراف المعنية. وبالموازاة مع الحملة ذاتها، سُجل اهتمام بالمجال البيئي، وتحديدا جانب النظافة، والعمل على إصلاح الطرق، وتوفير مساحات خضراء وترسيخ الأمن بتكثيف الحراسة ليل نهار من خلال الحضور اليومي لبعض عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة. وعلى مستوى تراب البرنوصي، نظمت قائدة الملحقة الإدارية 51 القدس، التي عينت مؤخرا بهذه الملحقة بعد أن كانت تشغل منصب رئيس قسم الشؤون الداخلية بالنيابة لعدة شهور (نظمت) حملة لتحرير الملك العام على مستوى طريق الرباط القديمة، فتمت إزاحة العربات المجرورة والمدفوعة، وكذا على مستوى مختلف أزقة و شوارع وممرات حي القدس، وذلك استجابة لشكايات السكان والفعاليات الجمعوية بالمنطقة، كما تجسدت المقاربة التشاركية في إنشاء «الحديقة الإيكولوجية» و«كشك إيكولوجي» بجانبها. هذا وقد تركت الحملات المنظمة على مستوى حي ساسام (سيدي معروف) والقدس (البرنوصي) من أجل تحرير الملك العام، ومن ثمّ ضمان انسيابية حركة السير والجولان، والحفاظ على المجال البيئي، ارتياحا كبيرا وسط الساكنة، التي ثمنت مثل هذه الخطوات، التي تبين نجاعة المقاربة التشاركية في إيجاد الحلول للعديد من المشاكل والمعضلات التي تؤرق قاطني العديد من الأحياء البيضاوية.