كشفت وثائق صفقة كراء السيارات لأعضاء مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء ورؤساء مقاطعاتها، بأن أسطول تنقلهم يكلف ميزانية تصل إلى ما يربو عن 8 ملايير سنتيم خلال ولاية واحدة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن ثمن الكراء تم بمليار و 373 مليون سنتيم في السنة، استفاد منها رئيس المجلس بسيارة فخمة من نوع (أودي)، ثم تلاه نوابه ورؤساء المقاطعات بسيارات من نوع «سيطروين c5»، ليأتي بعدهم، في جودة النوع، رؤساء اللجن ونوابهم ، فيما تم توزيع سيارات تشبه «البِّكالة» على رؤساء المصالح من دكاترة ومهندسين وأطر، وهم الرجال الذين يعملون في الميدان، وكل هذه السيارات تستعمل ، طبعا ، البنزين الغالي الثمن! وكشفت وثائق أخرى بأن ميزانية الوقود بمجلس مدينة الدارالبيضاء تصل الى 500 مليون في السنة، أي خلال الولاية الحالية سيكون هذا المجلس قد استهلك 3 ملايير سنتيم، بمعنى أن أسطول نقل منتخبينا الذين «تحملوا» المسؤولية في هذه المدينة سيكلف جيوب البيضاويين 11 ملياراً ، لكي يتنقل أعضاؤهم وسط الأحياء والدروب!! وإذا علمنا أن الوقود في كل مقاطعة يكلف ما معدله 100 مليون سنتيم في السنة، (البيضاء تضم 16 مقاطعة جماعية)، إذ أن هناك من يصرف أكثر من هذا المبلغ، سنكون أمام مقاطعات تنفق في السنة مليارا و 600 مليون سنتيم ، أي أنها خلال مدة ولايتها ستكون قد أنفقت ما قيمته 9 ملايير و 600 مليون سنتيم! وإذا ما أضفنا إليها البند المخصص لقطع الغيار، والذي يصرف بمعدل 40 مليون سنتيم سنوية في كل مقاطعة، أي ما قيمته 640 مليون سنتيم سنوية، بمعنى ثلاثة ملايير و 840 مليون سنتيم طيلة ولاية هذه المقاطعات، سنجدها تنفق 12 ملياراً و 840 مليون سنتيم! لنخلص في الأخير إلى أن «منتخبينا» في هذه المدينة العجيبة ينفقون ما مجموعه 23 مليارا و 840 مليون سنتيم طيلة «تربعهم» على كراسي المسؤولية، هذا في الوقت الذي تعيش فيه العاصمة الاقتصادية «أردأ» أيامها على مستوى البنى التحتية والنظافة والخدمات الجماعية وغيرها، وفي وقت لا يحقق فيه مجلس المدينة سوى مبلغ ثلاثة ملايير سنوية كفائض في أحسن الأحوال! في مقابل هذا الرقم المهول، الذي يصرف على سيارات المسؤولين من «منتخبينا»، نجد أن رجال المطافىء يحدد لهم رقم 10 ملايين سنتيم في كل شهر، لإنقاذ أرواح 5 ملايين نسمة في العاصمة الاقتصادية، وفي الوقت الذي تزود سيارة «مهترئة» لدورية أمنية تعمل طيلة 24 ساعة، بثمانية لترات من «المازوط»، والتي إذا ما تعطلت ظلت في «الكاراج»! للإشارة، لم نحتسب المبالغ التي يخصصها مجلس الجهة ومجلس العمالة لأسطول نقل الأعضاء و«خزان» وقودهم، لكن يكفي أن نذكر أن نائب رئيس لجنة، لا تجتمع إطلاقا في مجلس مدينة الدارالبيضاء، يستفيد مما قيمته 1200 درهم شهرياً من حصة الوقود، ويستفيد من ذات القيمة إذا كان مسؤولا في المقاطعة أو مشرفاً على لجنة في مجلس العمالة ومثيل هذا الرقم إذا كانت له مسؤولية في مجلس الجهة، في الوقت الذي يستفيد فيه قائد ملحقة إدارية، أي رجل الميدان الفعلي، من رقم يتراوح ما بين 800 و 900 درهم شهرياً (!!) وهناك من المنتخبين المستفيدين، مَن لم تطأ أقدامهم أي قاعة من قاعات الجماعة الحضرية طيلة انتخابهم!