لقي 33 شخصا مصرعهم، وأصيب سبعة آخرون بجروح متفاوتة، فيما وصفت حالة شخصين آخرين بالخطيرة، في حادثة سير، وقعت في الساعة السادسة والنصف من صباح أمس الجمعة، على مستوى جماعة الشبيكة بين طانطان والوطية. وقد علم لدى السلطات المحلية بإقليم طانطان، أن هذه المأساة وقعت إثر اصطدام حافلة لنقل الركاب بشاحنة من الحجم الكبير «رمورك»، مما أدى إلى اندلاع النيران بكل من الحافلة التي أقفلت أبوابها من قوة الاصطدام والشاحنة، وهو ما تسبب في إحراق السائقين لكل من الحافلة والشاحنة، ولم ينج من الحافلة سوى 09 ركاب من بين 41 راكبا وراكبة كلهم أصبحوا جثة متفحمة حيث تغيرت معالم العديد منهم مما صعب التعرف على هويتهم حتى من طرف أفراد عائلاتهم. وأضافت المصادر نفسها أن اثنين من المصابين حالتهم خطيرة، ويوجدون رهن العناية المركزة بمستشفى الحسن الثاني بطانطان. وقد انتقلت السلطات المحلية مرفوقة بوحدات من الدرك الملكي والوقاية المدنية إلى عين المكان للقيام بعمليات الإنقاذ. وأكدت مصادر من عين المكان أن الضحايا كانوا في طريق العودة إلى مدينة العيون بعد مشاركتهم في دوري رياضي ببوزنيقة، ومن بينهم البطل العالمي إسنكار. وقد كثر الحديث في عين المكان عن أسباب هذه الحادثة لكن الأبحاث مازالت قائمة لكشف أسباب ذلك، علما بأن عامل مدينة العيون حل بعين المكان كما حلت فرقة من الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية التي عملت على إخراج الناجين من لهيب النيران ليتم نقلهم إلى أقرب مستعجلات، فيما تم تجميع الجثث المفحمة ونقلها إلى مركز حفظ الأموات. وبهذه المناسبة الأليمة، يوجه المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي تعازيه الحارة ومواساته العميقة لأسر الضحايا. الفاجعة الأليمة تذكرنا بموقف الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، والذي نبه لخطورة الطريق المميتة التي وقعت فيها الحادثة، وطالب بإصلاحها لتجنب الكوارث مثل ما وقع أمس، وكان الخطير حينها تهجم وزير النقل عزيز رباح على البرلمانية الاتحادية حسناء أبو زيد، والتي ساءلته حول ظروف الطرق في الجنوب، مطالبة بضرورة تثنية الطريق بجهات الصحراء الثلاث وأكادير، باعتبارها شرياناً اقتصاديا مهما. التدخل الاتحادي كان قبل ثلاث سنوات، لكن الحكومة لم تحرك ساكنا، مصنفة إياه في خانة «إثارة العيب»، حسب جواب وزير التجهيز عبد العزيز الرباح الذي لم يكتف بذلك، بل قال «سلاما سلاما» في إشارة إلى الآية القرآنية «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما سلاما». جلالة الملك يعزي أسر ضحايا الحادثة بمجرد ما علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، بالنبأ المفجع لحادثة السير المؤلمة التي وقعت بالقرب من جماعة الشبيكة بإقليم طانطان ، والتي كان من بين ضحاياها عدد من الشباب المغاربة في مقتبل العمر، بعث جلالته رسائل إلى أسر الضحايا ضمنها تعازيه الحارة ، ومواساته الصادقة، سائلا الله تعالى أن يتغمد المتوفين منهم بواسع رحمته وغفرانه ، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء ، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن "سيدنا المنصور بالله قرر التكفل شخصيا بلوازم نقل جثامين الضحايا ودفنهم ، ومآتم عزائهم ، وبعلاج المصابين". ومشاطرة من جلالته لأسر الضحايا آلامهم، وتخفيفا لما ألم بهم من رزء فادح ، أصدر جلالة الملك، حفظه الله، تعليماته السامية إلى السلطات المختصة، لبذل كافة المساعدات اللازمة لأسر الضحايا الابرياء، واحاطتهم بالعناية الفائقة. (و.م.ع)