توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    الإدارة السورية الجديدة تُعلن أحمد الشرع رئيساً للبلاد    مجلة الشرطة تسلط الضوء في عددها الجديد على الشرطة السينوتقنية (فيديو)    بسبب سوء الأحوال الجوية.. وزارة التجهيز تهيب بمستعملي الطرق توخي الحيطة والحذر    جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام 2025 تكرّم جهود بارزة في نشر المعرفة الإسلامية    رسمياً..أحمد الشرع رئيسًا لسوريا    وزارة التجهيز تحذر مستعملي الطرق من سوء الأحوال الجوية على خلفية نزول أمطار رعدية قوية    طنجة: تساقطات مطرية غزيرة وسيول جارفة تغرق عددا من الأحياء الشعبية (فيديو)    المغرب التطواني يتعاقد مع مدير رياضي تداركا لشبح السقوط    محكمة الاستئناف بطنجة: البت في 328.704 قضية خلال سنة 2024    وفاة الكاتب الصحفي والروائي المصري محمد جبريل    نادي "غلطة سراي" يودع زياش    الحموشي يجري سلسلة اجتماعات بمدريد لتوسيع مجالات التعاون الأمني مع إسبانيا وألمانيا    أخنوش يذكر بالولوج العادل للأدوية    بلجيكا تؤكد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء.. توجه أوروبي متزايد لدعم السيادة المغربية    أونسا يؤكد إخضاع مشروبات "كوكا كولا" لمراقبة صارمة    الشبكة الكهربائية.. استثمار يفوق 27 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة    قيادة حزب الاستقلال تدعم سعي نزار بركة إلى رئاسة الحكومة المقبلة    جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تستفيد من استثمارات استراتيجية ضمن 17,3 مليار درهم صادقت عليها اللجنة الوطنية للاستثمارات    معهد التاريخ يبرز عالمية المغرب    حصيلة أداء اليوم ببورصة البيضاء    رسميا.. الوداد يعزز صفوفه بضم مالسا    جائزة عبد الله كنون تكرّم الإبداع الفكري في دورتها الثانية عشرة حول "اللغة العربية وتحديات العولمة"    مركز الإصلاح يواجه الحصبة بالتلقيح    انهيار الطريق بين الحسيمة والجبهة..اتخاذ عدة إجراءات لضمان استمرار حركة السير    6 أفلام مغربية ضمن 47 مشروعا فازت بمنح مؤسسة الدوحة للأفلام    حزب "النهج" يستنكر التعسف في هدم المنازل بالأحياء المهمشة    إفران تطمح إلى الحصول على العلامة الدولية لمدينة نظيفة 100 في المائة    طقس المغرب: رياح قوية وأمطار رعدية وتساقطات ثلجية بهذه المناطق    الفنان المغربي علي أبو علي في ذمة الله    مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة يطلق منصة رقمية لتعزيز الشفافية في دعم الجمعيات والتعاونيات    ساعة نهاية العالم تقترب أكثر من منتصف الليل.. 89 ثانية تفصلنا عن الكارثة    الريان يعلن إنهاء التعاقد مع المغربي أشرف بن شرقي    تقرير: 66% من أسئلة النواب دون جواب حكومي والبرلمانيات أكثر نشاطا من زملائهن    ترامب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين    الطيب حمضي ل"رسالة 24″: تفشي الحصبة لن يؤدي إلى حجر صحي أو إغلاق المدارس    أمراض معدية تستنفر التعليم والصحة    المؤسسة الوطنية للمتاحف وصندوق الإيداع والتدبير يوقعان اتفاقيتين استراتيجيتين لتعزيز المشهد الثقافي بالدار البيضاء    ليفاندوفسكي:" أرغب في إثبات أن العمر مجرد رقم"    دلالات ‬الموقف ‬المغربي ‬المتزن ‬و ‬المتفرد ‬من ‬رؤية ‬الرئيس ‬ترامب    توقيف مروج للبوفا مبحوث عنه بموجب مذكرات بحث وطنية    توقيف شخص بتهمة التخطيط لقتل وزير في الولايات المتحدة    المَطْرْقة.. وباء بوحمرون / الحوز / المراحيض العمومية (فيديو)    نجم كرة القدم الإسباني المعجزة لامين يامال إشترى لجدته وأمه وأبيه ثلاثة منازل في عمره 16 سنة    إجلاء 176 شخصًا بعد اندلاع النيران في طائرة بكوريا الجنوبية    التعاونيات كقوة دافعة للتنمية: نحو نظم زراعية وغذائية أكثر استدامة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا    "كاف" يقرر رفع عدد المنتخبات المشاركة في "كان" تحت 17 سنة المقرر في المغرب إلى 16 منتخبا    الرجاء الرياضي يفك ارتباطه رسميا بالمدافع ياسر بالدي خلال فترة الإنتقالات الشتوية الحالية.    المغرب يتصدر قائمة الوجهات السياحية الموصى بها لعام 2025 من قبل كبار منظمي الرحلات البرازيليين    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون متعلق بنظام الضمان الاجتماعي    الذهب يصل إلى هذا المستوى    علاج غريب وغير متوقع لمرض "ألزهايمر"    عائلة الشاب حسني والشاب عقيل تمنع حفلهما بالمغرب    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إشكالية اللغة الأجنبية في تدريس العلوم بالجامعة المغربية: أزمة لغة أم أزمة تواصل؟

- اللغات الأجنبية بالمغرب وخاصة الفرنسية تلعب دورا حاسما في عملية تدريس العلوم .
- لم يعد هاجس اللغة شبحا مخيفا للطلبة بل معطى تنافسي ساهم بشكل كبير في الارتقاء بالمنظور المتجدد للبحث العلمي الأكاديمي.
-  أننا بقدر ما نعتز بمغربيتنا و ما يمكن أن نقدم لهذا البلد من عمل نبيل واقعي ورائد سيكون قاسمنا المشترك هو التضحية من أجل بلدنا المغرب.
- مشروعنا أصبح متجددا وواقعيا و فرض نفسه و بالتالي نتائجه جعلت العديد يحاول الاستفادة من تجربتنا.
- مكون «اللغة والتواصل» يساهم بقدر كبير في اكتساب وسائل للتعبير وتمكين الطلبة الاعتماد على النفس و تعزيز قدراتهم التواصلية.
شكلت الجامعة المغربية أحد روافد التنمية في المغرب الحديث. البعض يحاول إغفال الأستاذ الجامعي و حصر دوره في التحصيل المتراكم و التقويمات الاشهادية ، فيما البعض جعله كمتدخل محوري في التخطيط ووضع البرامج التنموية و أحيانا الإستراتيجية للبلد. بين هذا وذاك يحدث تواصل مع مكون محوري شكل هاجسا للطلبة في مرحلة انتقالية من السلك الثانوي الى الجامعة. مكون اللغة الأجنبية في الفضاء الجامعي و الذي فرض نفسه مؤخرا على اعتبار قيمة لغة التدريس وضرورة تجاوز عقبة الفشل أمام طلبة ألفوا بالأمس مواد مدرسة باللغة العربية ليتفاجأوا بلغة أجنبية كلغة التحصيل. هذا التوجه دفع بالبعض الى ابتكار مبادرات لخلق جسور بين الضفتين و باستغلال التكنولوجيا الحديثة: هاجس اللغة ومصاعب تتبع المواد المدرسة.
مشروع (FSSM) e-LEARNING بكلية العلوم السملالية بمراكش و الخاص بتدريس اللغات و التواصل عن بعد و الرائد وطنيا هو ثمرة مجهودات مضنية شكل قيمة مضافة ومتنفس للطلبة من معضلة و مشاكل
اللغة الأجنبية بالجامعة.
في هذا الحوار سنكتشف دوافع و أهداف مشروع (FSSM) e-LEARNING ووقعه على الطلبة وبالتالي أفاق تطوره ونجاعته. الأستاذة بهية نضيف أستاذة التعليم العالي بكلية السملالية بمراكش و المشرفة العامة على هذا المشروع ومؤطرة المكونين بمجموعة من البرامج المتعلقة باللغات و التواصل ومنشطة مكلفة بالتكوين بالمعهد الفرنسي و الفاعلة الجمعوية .
الاهتمام باللغة في التدريس قاطرة أساسية للنجاح خصوصا لطلبة حديثي الولوج بالتعليم العالي ما رأيكم في ذلك؟
بداية، نشكر جريدة « الاتحاد الاشتراكي» على التفاتها الى الجامعة المغربية و الى هذه العين التي عودتنا عليها بإطلالتها لنبض كل مجريات التعليم العالي و مقومات الرسالة الأكاديمية و بالتالي خصوصيات كل كلية على حدة و بمختلف التخصصات. «الاتحاد الاشتراكي» دائما حاضرة معنا وهي مسألة نحبذها و نتمنى منكم المزيد.
جوابا على سؤالكم ، لا بد أن نستحضر الخطاب الملكي السامي و في عدة مناسبات يشدد على ضرورة تعزيز مكانة اللغات كقاطرة للرقي بالمستوى التعليمي للطلبة و الباحثين و بالتالي التفكير في ترسيخ مناهج تلائم محددات العصر. من هذا المنطلق انشغل الجميع على دعم هذا المعطى على اعتبار أن التكنولوجيات الحديثة والتطور التقني يساعد على تفعيل أسس هذا المنظور. أضيف أننا اليوم على مقربة من تقديم التقرير الاستراتيجي للمجلس الأعلى للتعليم لجلالة الملك و الكل يعرف النقاشات التي عرفها في ما يخص اللغة، وهذا لا يمكننا إلا أن نتمهل دون إعطاء أحكام مسبقة. و الكل يلاحظ أن العالم اليوم أصبح بمنظور جديد من خلال تقريب المعرفة كأساس للتنمية في شتى بقاع العالم عن طريق استغلال موارد وتقنيات حديثة لتقريب الهوة بين مختلف المتدخلين.
في المغرب، اللغات الأجنبية وخاصة الفرنسية تلعب دورا حاسما في عملية التدريس والتعلم. فلغة تدريس العلوم اليوم هي اللغة الفرنسية، ومختلف المصادر و البحوث والمنشورات متوفرة باللغة الفرنسية. فمن الواضح أن إتقانها هو شرط أساسي للنجاح.
ذكرتم التقنيات الحديثة و نحن نعلم أن الأستاذة بهية نضيف هي صاحبة مشروع رائد في الجامعة المغربية بدأت نواته بكلية العلوم السملالية بمراكش. هل يمكن أن تعطينا لمحة عن مشروعكم هذا؟
بالفعل ، اعتماد «التعلم الإلكتروني» في كلية العلوم السملالية هي ثمرة بحث لعدة سنوات بهدف جعل التقنية أداة لتسهيل ولوج الطالب للحقل المعرفي الأكاديمي الصرف، هذا التوجه مكننا من إنجاح هذا الانتقال بسهولة و بالتالي استغلال الآليات البيداغوجية لتعزيز المكتسبات و بالتالي تدعيم اللغة كأداة للبحث العلمي.
فتبسيط المفاهيم ليس حلا لتدفق المعرفة لدى الطالب، لكن بواسطة إدماج هذه التقنية في التدريس يبقى هو وسيلة سمحت لنا لتقديم أربعة أصناف من الأهداف: النفسية والتعليمية والعملية والاقتصادية.
إذن للتكنولوجيا دور محوري في مشروع من هذا الحجم ؟
في الواقع، من خلال دمج التكنولوجيات الجديدة للمعلوميات وتقنيات الاتصال كوسيلة للتعليم، ونحن نحاول الاقتراب من عالم الشباب، والتحدث عن «اللغة» على أمل طمأنة وتحفيز الطلبة من أجل تحقيق درجة من الاستقلال الذاتي في عملية التعلم. هذا المعطى جعل من اللغة وخصوصا الفرنسية أداة لتطوير البحث و التحصيل وبالتالي لم يعد هاجس اللغة شبحا مخيفا للطلبة بل معطى تنافسي ساهم بشكل كبير في الارتقاء بالمنظور المتجدد للبحث العلمي الأكاديمي.
تحدثتم عن مشروعكم بكلية العلوم السملالية بمراكش، السؤال يطرح نفسه عن الجانب اللوجيستيكي وتكوين مؤطرين في هذا المجال.هل يمكن توضيح ذلك؟
أظن أننا نتفق أن فكرة المشروع هي ثمرة بحث معمق، كما أن تركيب واعتماد تصميم لمشروع نموذجي لا بد أن يشغلك عن كل مهامك. إلا أننا بقدر ما نعتز بمغربيتنا و ما يمكن أن نقدم لهذا البلد من عمل نبيل واقعي ورائد سيكون قاسمنا المشترك هو التضحية من أجل بلدنا المغرب. في هذا السياق يمكن أن أحصر عملي هذا، لكن بالرغم من عدد من المعيقات والتي اعترضته منذ إعلانه إلا أن نتائجه كانت والحمد لله فوق المتوقع و بالتالي هيمنت علينا الرغبة في تكريس ثقافة البحث و الابتكار لأجيال الغد.
ما السر في هذا التوجه نحو عمل تعتبرونه واقعي و بهوية مغربية؟
أظن أن كل مشروع و منذ البداية ينبعث عبر ميلاد موازي لمجموعة من المعيقات و الاكراهات على مختلف الأصعدة وتساهم في الحد من إشعاعه، لكن بفضل قناعتي و التضحية الدائمة عملنا على إنجاحه و حققنا به الريادة و السبق. أنتم الصحفيون تهتمون بالسبق الصحفي، نحن في الجامعة نهتم أيضا بالسبق لكن بالبحث والابتكار و تسخير الدعامات الأساسية لتطوير الجامعة و بالتالي إشعاعها الدولي و منه لتنمية بلدنا المغرب.
لا بد أن أضيف أن هذه قناعة بالنسبة لي على اعتبار أن سمة كل عمل تكون مبنية على التضحية وهذا أفتخر به. في هذا الصدد أستحضر وصية أبي رحمة الله عليه، الذي عمل بسلك التدريس، حينما كان يشدد على الإتقان في العمل وكنت ألمس فيه روح التضحية من أجل بلدنا المغرب. هي خصلة حميدة أظن أنها موروث أبدي نابعة من قناعة شخصية مؤسسة على قيم وممتدة وغير قابلة للمساومة.
أما بخصوص مشروعنا هذا المرتكز على تلقين برامج للطلبة عن بعد باستغلال التقنيات الحديثة و الوسائط الرقمية فقد عملنا على إقناع جميع الأطراف بضرورة اقتناص فرصة لتجربة مشروعنا على أرض الواقع وهو ما تمثل بتبني دورات تكوينية على الوسائط الحديثة و الانترنت ليجد الطالب نفسه أمام ذاته وفق تصوره و بمحتوى بيداغوجي محض .فالتدريس عن بعد جعلنا منه وسيلة تسمح للطلبة بالابتكار في ممارساته وبالتالي إدراج موارد الوسائط المتعددة أكثر جاذبية وأكثر توطيد بالمعلوميات. في نفس الوقت، وجدوا أنها أسهل لإدارة الانسجام بين الطلبة ومؤطريهم عكس ما كان يمثلون سلفا بتقنيات تقليدية وهو ما اعتبرت واحدة من المشاكل الرئيسية لما واجهه بعد احتكاكه بلغة التدريس الأجنبية منذ الوهلة الأولى في الفضاء الجامعي.
التدريس عن بعد مشروع كمي و كيفي ، كيف تجسد الأستاذة بهية نضيف محتوى هذه المناهج في نقط مركزة؟
المحتوى المعروض له تيمات ومواضيع متنوعة و مهيكلة وفق أحدث المفاهيم العلمية وما جادت به الأبحاث في البلدان المتقدمة في هذا المجال. كما أن هذا التنوع جعل منا حلقة لاستدراج مفاهيم ونظريات علمية تم تكييفها مع مستويات مختلفة و هذا ليس بالسهل. هذه النظرة الجمالية والعملية مكنتنا من أن نجعل الحلقات التدريسية عن بعد تشكل صلة وصل بين المؤطر و الطالب عبر شبكة الإنترنت وبالتالي لم تعد تتشارك في مساحة ثابتة ومحصورة بالزمن كما هو الشأن بالطريقة المألوفة، فالطالب لديه الفرصة متى وأينما يريد وفقا لكفاءته الخاصة في التعلم ووفق ضوابط و محددات تؤطره وتلزمه أيضا للحيطة وتجنب الاستخفاف من قيمة المادة و العملية ككل.
بالرغم من الصيت الايجابي الذي عرفه هذا المشروع هل هناك من ينتقده ؟
أظن أن العقل العلمي عبر التاريخ معرض للتجديد و العديد من النظريات بمختلف العلوم أصبحت أطلال. مشروعنا بكلية العلوم السملالية بمراكش هو مشروع نموذجي و رائد وبالتالي متوافق عليه من مختلف المتدخلين بالرغم من تخوف البعض في بدايته لكن و الحمد لله بفضل تضحياتنا و بشراكة مع خبراء في المجال عملنا على تطويره و أصبح متجددا وواقعيا و فرض نفسه و بالتالي نتائجه جعلت العديد يحاول الاستفادة من تجربتنا و ما الطلبات الواردة في هذا الشأن من مختلف الكليات والجامعات لدليل على نجاحه و الذي فاق كل التوقعات.
ما سر هذا النجاح؟
من وجهة نظري القيمة المضافة هي منح بلدي المغرب مشروع يؤهلنا لتطوير ثقافة تشاركية مع طالبي المعرفة. هذا المرتكز أصبح يفرض نفسه.المعرفة ليست منحصرة في الأستاذ المؤطر فقط، المعرفة متواجدة و لها الحرية في الزمان و المكان و بالتالي التقنية اليوم أصبحت نعمة على الجميع ولما لا نستغلها لبلدنا نحن أيضا. من هذا المنطلق أضحى التعلم الالكتروني قاطرة للتحصيل ما عجل من الحد من عبء المدرسين وكذلك لبعض المساطر الإدارية و الترتيبات اللوجيستيكية وخاصة أثناء الامتحانات و التقويمات ما جعل من الجهات الفاعلة تتحفز أكثر ناهيك عن الحد من المصاريف المادية و المعنوية و التي يعلم الكل ثقلها على مدبري الشأن الجامعي.
بكل صراحة، الكل مستاء لذلك الانتقال المعرفي من الثانوية الى الجامعة وخصوصا بصعوبات التحصيل من الجانب اللغوي. ما هي قوة مشروعكم في هذا الجانب؟
الانتقال من الثانوية إلى الجامعة يحدث فجأة، والتي تلد في شبابنا نوعا من الشعور بالضيق الذي يمكن أن يتحول إلى التكتم. هذا الأخير يستدرج الى الفشل وقد وضع هذا المشروع هدفين رئيسيين:
أولا، طمأنة الطلبة و خصوصا الجدد، جعلنا نزرع الثقة على أن الكلية حلقة جديدة في مسار البحث و ذلك عن طريق تصحيح التمثلات و التي تحصرهم في صور نمطية عن الجامعة أنها مجرد «مصنع للعاطلين عن العمل»، و لحاملي الشهادات.
الهدف الثاني، هو ضرورة تحفيز الطلبة و تمكينهم من مؤهلات لغوية تكون قادرة على المساهمة في مسايرة التحصيل باللغة الأجنبية كمعطى جديد على الطلبة في الأسلاك الجامعية و خصوصا العلمية منها. فالنجاح يكون بالبحث و الابتكار قصد الحصول على شهادة أو دبلوم باللغة الفرنسية بينما ألفوا التلقين و حصلوا على دبلوم مدرسي باللغة العربية.
تابعت «الاتحاد الاشتراكي» عن كتب الدورة التكوينية للطلبة الجدد و التي ترأستم مراحلها منذ بداية الدخول الجامعي الحالي ، تجربة كانت سابقة في المغرب و حققت نتائج مهمة. ماذا يميز هذا العمل؟
 من الواضح أن كل عمل متسم بقيم النبل يكون مآله النجاح، هذا ليس افتخار ولكن حقيقة نعمل عليها منذ مدة و عنوان حضاري له أسس منهجية قوامها البحث و الجودة و خدمة الطالب. وردا على سؤالكم حول الدورة التكوينية و باختصار فهي تجربة عملنا على ترسيخها كثقافة لحسن الاستقبال أولا في الفضاء الجامعي ولتمكين الطالب من تدعيم أفكاره و تعميقها حول مؤهلات الجامعة و ما ينتظره. لم نقتصر فقط على ذلك بل البرنامج امتد لمدة أسبوعين كاملين بداية السنة و كان حافلا و متنوعا و قد كانت تغطية جريدتكم لهذا الحدث متميزة وبمهنية عالية ولاشك أنكم لاحظتم الأصداء التي خلفها. الوقت لا يسمح لتفصيله لكن الدورة كانت لها أهداف تواصلية و تعريفية و أنشطة مندمجة ولقاءات و عروض وأيضا ورشات أطرها بعض الأساتذة المتعاونين معنا و شركاء في عدة مجالات من بينهم المؤسسات والجهات الفاعلة في المجال السوسيو اقتصادي و المعهد الفرنسي ووكالة تنمية التشغيل ANAPEC وأكاديمية التعليم ومجلس المقاولات بالمغرب CGEM.
فتعريف الطالب بالفضاء الجامعي و تمكينه من ضبط مختلف المصالح التي قد يحتاج إليها إضافة الى تعميق المعرفة المقارنة باكتساب مفاهيم تواصلية جديدة على مستوى تحصيله التربوي كانت جلها محاور ارتكزنا عليها لدرجة أن كل فضاءات الكلية كانت في دينامية غير معهودة خلال تلك الدورة.
نريد أن نوصل القارئ الى جزئيات هذه الدورة التواصلية الخاصة بالطلبة الجدد و هل كانت لها أهداف وهل سيتجدد اللقاء مع الطلبة الجدد في السنة القادمة؟
بالفعل فالدورة التواصلية كان لها محدد جوهري بامتياز هو اللغة الفرنسية و ذلك للأخذ بعين الاعتبار لبرنامج دورة متكامل شمل أربع مجالات:
أولا: أنشطة تجمع المتعة اللغوية للمصالحة مع اللغة الفرنسية والانضباط المؤسس للغة علمية جادة والذي يهدف إلى تعريفهم على وضع آليات للانتقال من العربية إلى الفرنسية عن طريق منهجية لرفع الوعي بقيمة التحول وتعلم طرق ملائمة للبحث والدراسات ومتطلبات التحصيل الجامعي.
ثانيا: تمكين الطلبة الجدد من ضبط آليات الممارسات الإدارية وتعريفهم بالنظام الجامعي ومحاوره وفهم أسسه. كذلك تنظيم جولات واكتشاف مصالح مختلفة وخدمات كلية العلوم السملالية بمراكش و المعروفة اختصارا ب FSSM.
ثالثا : النموذج الثقافي و التواصلي و نخص بالذكر سلسلة من الاجتماعات والمناقشات حول الأفلام العلمية والمسابقات ولقاءات مع الجهات الفاعلة الاجتماعية والاقتصادية.
أخيرا: كان المقصود من «اللغة والتواصل» كوحدة قائمة في المسار العلمي إلى مساعدة الطلاب على النجاح في دراستهم من خلال توفير لغة سليمة تساعد الطالب على التلاؤم مع وسطه العلمي الأكاديمي و تسهيل الولوج للمراجع المتوفرة والتي غالبيتها باللغة الفرنسية أو الانجليزية. كذلك منهجية البحث و التي غالبا ما تتم وفق عمل إجرائي لم يألفه من قبل. للإشارة أيضا فمكون «اللغة والاتصال» يساهم بقدر كبير في اكتساب وسائل للتعبير وتمكين الطلبة الاعتماد عن النفس و تعزيز قدراتهم التواصلية لهم و وللمحيط بغية أن تكون لهم القدرة على استثمارها كمهارات و كفاءات في بحوثهم وبعد ذلك من أجل تنافسية جيدة في سوق الشغل مستقبلا وهذا المعطى الأخير وجد أصداء لم نتوقعها سلفا.
ما هي مشاريعكم المستقبلية في هذا الإطار؟
سؤال جوهري ، ككل مشروع يجب أن نضمن له الاستمرارية و التجدد عن طريق رزنامة بيداغوجية محددة ووفق أجندة زمنية بمتغيرات ملموسة. هناك إجراءات قصيرة الأمد لتنفيذ مختلف الأنشطة المقررة لهذه الدورة في الدخول الجامعي القادم ويمكن أن نقول أننا بدأنا التحضير من الآن. أما على المدى المتوسط??: هناك تصميم لإنشاء مشروع موحد عبر جامعة القاضي عياض، وبذلك يمكن تجميع المؤسسات التابعة لها بنفس الأهداف ومع مراعاة خصوصيات كل مؤسسة على حدة. أما على المدى الطويل فسنعمل على صقل وتدعيم المهارات الأساسية في اللغة والتواصل عبر تكوين مستمر مصمم على شاكلة تداريب مهنية والتي تقدمها كلية العلوم السملالية بمراكش. هذه الأخيرة منهمكة على وضع آليات لإنشاء حلقات للتدريب على اللغة والتواصل والتنمية الشخصية لمختلف المصالح بالكلية و بالتالي يمكن أن تعمم على جامعة القاضي عياض ككل اسوة بتجارب جامعات عالمية رائدة.
ختاما، كلمة أخيرة ،
أود أن أشكر جريدة الاتحاد الاشتراكي على متابعتها المتزنة لأنشطة الجامعة بمراكش وانفتاحها المتواصل على البحث العلمي و تسخير التواصل بين مختلف فئات المجتمع وهذا عمل جبار وتاريخي يشهد له الجميع. كما لا تفوتني الفرصة الى تقديم الشكر الجزيل لكل الطاقم و بالتالي العاملين بمؤسستكم. شكر خاص للسيد حسن احبيظ عميد كلية العلوم السملالية بمراكش و الذي سخر لنا كل الإمكانيات و التسهيلات لنجاح مجمل المشاريع و بالتالي نرى أن تدبير التشاركي للسيد العميد جعلنا ننعم بفضاء رحب ودعم جدي منه خدمة للرقي بالكلية و توفير جو ملائم للبحث و الابتكار. أيضا شكر موصول للطاقم الإداري وللمساهمين من قريب أو بعيد في دعم المشاريع الجادة بتضحية وتفان وغيرة على الجامعة المغربية و خدمة الطالب. كما لا تفوتني الفرصة دون أن أستحضر روح والدي و الذي مكنني من تقديس العمل و بالتالي يستوجب هذا الموقف أن أترحم عليه و أشكر كل المخلصين في هذا البلد الذين يناضلون من أجل تنميته و تطوير كفاآته و العمل على تتويجها نحو الأفضل على اعتبار أن الجامعة المغربية هي القاطرة السليمة لتنمية المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.