بعد الإنجاز الإيجابي الذي صنعه فريق الرجاء البيضاوي بملعب موزيس مابيدا بمدينة دوربان على حساب فريق كايزر شيفس الجنوب إفريقي خلال محطة الذهاب، يضرب الطرفان موعداً مع مباراة الإياب غداً الأحد بمركب محمد الخامس في حدود السابعة الثامنة، وهذه المباراة الحاسمة سيقودها طاقم تحكيم سينغالي بقيادة ديديو مالانع الذي قاد لقاء الأسود ضد منتخب الأورغواي، وسيساعده كل من الحاجي مالك صامبا وجبريل كامارا. يبدو أن كفة التأهل تميل لفائدة الرجاء البيضاوي، اعتباراً للفوز المسجل ذهاباً، وامتياز الاستقبال، فضلا عن الدعم الجماهيري، لكن الحذر واجب في مثل هذه المناسبات التي تخفي بين أطوارها بعض المفاجآت، سيما وأن فريق كايزر شيفس كشف عن إمكانات تقنية وتكتيكية كبيرة، ويضم بين صفوفه عدة لاعبين دوليين، وكانت له السيطرة المطلقة على مجريات مباراة الذهاب، لكن الهدف الخادع والمبكر الذي وقعه المهاجم النيجيري/ الرجاوي كريستيان بعثر أوراق المدرب ستيوارت باكستر، ورمى مجموعة من الضغوطات على عناصر فريق كايزر شيفس الذي صنع العديد من فرص التهديف خلال الجولة الثانية، لكن خانه التركيز، وغابت عنه النجاعة، لينهي شوط الذهاب مثقلا بخسارة صغيرة وذات وقع كبير. مهمة العناصر الرجاوية إذن، مزدوجة، فهي مطالبة بالحفاظ على نظافة الشباك، وصنع الفوز لتأكيد النتيجة المرسومة بمدينة دوربان، وهذا الرهان قد يجعل لاعبي الرجاء يخوضون المباراة تحت ضغوطات كبيرة، خصوصاً والفريق الأخضر حصد خسارتين متتاليتين برسم الدوري المحلي مباشرة بعد عودته من جنوب إفريقيا، وهما خسارتان لم يستسغهما الجمهور الرجاوي، اعتباراً لتأثيرهما السلبي على حظوظ التنافس على لقب الدوري الاحترافي، وهذه الجماهير حولت تطلعاتها صوب المنافسات القارية، وأضحى حلمها البحث عن ورقة تأهل إلى دور المجموعات، وهو رهان سيرمي بثقله على مباراة الإياب، وسيجعل الضغط كبيرا على العناصر الرجاوية. فريق كايزر شيفس ليس لديه ما يخسره، لأنه خبر مباراة الذهاب بميدانه، لذلك جاء ليدافع عما تبقى له من حظوظ بمعنويات عالية، وبدون ضغوطات نفسية، وسيلعب بنهج هجومي لتدارك هدف السبق المسجل ذهاباً، وهذا الأسلوب التكتيكي المنتظر من الفريق الزائر يستدعي التعامل معه بقراءات تمزج بين الذكاء والحذر والتهييء الذهني. وحسب ما استقيناه من أخبار، فإن المدرب ستيوارت باكستر توعد برد دين الذهاب، وأكد بأنه يتوفر على كل المعطيات عن فريق الرجاء، واعتبر الخطة التكتيكية التي سيعتمدها ستكون ناجعة، وستقلب موازين المباراة، واعترف في تصريحه بأن فريقه خسر معركة، لكنه لم يخسر الحرب. ويبدو من خلال تصريح مدرب كايزر شيفس أن المباراة ستكون حارقة، وأن حظوظ الفريقين معاً مازالت قائمة في حسم التأهل لفائدة هذا الطرف أو ذاك، رغم امتياز نتيجة الذهاب وعامل الاستقبال. فريق الرجاء دخل في معسكر مغلق بمنطقة بوسكورة، وذلك لإبعاد اللاعبين عن كل الضغوطات، سيما وأن عدة مشاكل هزت البيت الأخضر مؤخراً، ومن ضمنها توقيف المهاجم بورزوق، والتشويش على المدرب روماو من خلال الدخول في مفاوضات مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي، فضلا عن الخلاف القائم بين اللاعب الصالحي والناطق الرسمي السابق للرجاء، كما أن غياب الحارس العسكري واللاعب بامعمر يترك فراغاً واضحاً على التشكيلة الرسمية للفريق الأخضر، فكيف سيتعامل المدرب خوسيه روماو مع هذه الوضعية، وما هي الوصفات التي سيسطرها للتغلب على كل المشاكل والتغلب على الفريق المنافس؟