هي فقط طيور سوداء قطرت بها السماء هذا الصباح ، في تواعد نادر تلُّم أطراف أجنحتها مُخترقة غبش الصباح غير عابئة بجوقة المتطلعين المتسائلين المندهشة مآقيهم بهذا التوافد الغزير لطيور عبرت كل هذه المسافات لتحط هنا . نقطة جدب طافحة من لها قدرة لمّ كل هذا العدد الناشر ريشه على الأسلاك و في الشرفات و على الأغصان . العيون المندهشة الرامقة بلبلها السؤال نفسه الرابض على مشارف الأفواه : - ما خطب هذه الطيور ؟ قد يكون نديرجائحة ما تندر بالاندلاع من نقطة ما و هي التي وشوشت ذبذباتها التخاطرية الصادمة لهذه الطيور لتنجو بطيفها ،وقد يكون موسم الهجران أزف قبل مقدمه الفعلي، كائنات طائرة بوصلتها اللاقطة مُشوشة بعض الشيء بهذا الضجيج الطاحن . مساحة تُنضد زواياها بهذا اللون الغامس صباحه فى سحب حبلى بأسودها .طيور قدرية تملك كل حريتها ومساحاتها المُفترضة . مِجسات هذه الطيور ليست عادية ، وهي غير معنية بمايقع خلف جدران هذه البنايات من انكسارات. لم تأت هكذا عبتا ولم تأت أيضا لتُعضد أحلاما فى طريقها إلى التلاشى هنا فى هذه الرقعة ، هي محض مُصادفات لكنها كائنة ، هل جاءت لتمسح وحدة مقيتة تعبت بمفاصل رجل ستيني رحل عنه الجميع وهاهو يُعانى قبل الأوان خواء المكان ؟، لم يستسغ تكبيل أسفله بالحفاظات . تكبس على أنفاسه وتجعل كل خلية فيه تتبلبل، وشاشة ذهنه أكثر بياضا وتشوشا بالذكريات . أم جاءت هذه الطيور لتصبر عمال المطبعة المُفلسة الذين يُلبون احتياجاتهم من تنضيد الحروف ورصفها ، هاهم يُعانون من تزاحم غيم غدهم المحمل بالفراغ والخوف من التشرد بعد إنذارهم بالإفراغ . غيرها حالات كثيرة ، قد تكون هنا فى هذا الحي بمحض صدفة طاحنة . لن تنقر هذه الطيور الزجاج لِتُفرج عن الانكسارات التي تعتمل في مُخيلة هؤلاء الذين يخافون تشرد أحلامهم اليومية ، ولن تُطبطب على كتف الرجل الستيني الذي ما استوعب بعد مصير وحدته وروتينية هذه الحفاظات . هي محض مُصادفات من لوحت بكل هذا، من جعلت هذه الرقعة بقدرة قادر منطقة جدب واستقطاب لكل الأجنحة الخافقة كي تحط هنا ومنها تشد الرحال إلى جهة أكثر رحابة ودفئا ، قد تكون ضاقت بكل هذا الضيم ، بكل هذا الانكسار ، من يدرى ؟ وهي تستعد كي تحلق بعيدا فى سحابات سوداء شدت الأنظار وحفزت لاقطات الهواتف كي تشتغل هذا الصباح ويتبادل المتيمون بها تغريدات وصور على حسابهم الفايسبوكى. هل وقع هذا فعلا أم هي مجرد تهيؤات ، لا أدرى إسألوا ليلى ؟ ليلى التي كانت مدينة بنشوة ذلك الصباح لهذه الطيور التي عضدت بنياتها الداخلي .