يخلد المغرب يومه الخميس 2 أبريل، كما هو الحال بالنسبة لدول العالم، فعاليات اليوم العالمي لمرض التوحد، هذا الداء الذي يعتبر أحد أمراض الاضطرابات النمائية الذي يلف تفاصيله كثير من الغموض، بفعل الجهل بحيثيات أعراضه وصعوبات التشخيص في ظل الأعداد القليلة من المتخصصين، في الوقت الذي يطالب المهتمون بأن يكون المرض حاضرا ضمن مناهج التكوين والتدريس في مجال الطب بالنسبة للأطباء العامين، تفاديا لاختلالات عدة من بينها على سبيل المثال لا الحصر خضوع العديد من الأطفال المرضى بالتوحد لعمليات جراحية على مستوى الأذن في تشخيص خاطئ للحالة المرضية. عشرات الآلاف من مرضى التوحد - إذ في ظل انعدام إحصائيات مضبوطة عن أعداد المرضى، تشير التقديرات إلى أن عدد التوحديين المغاربة يصل إلى حوالي 300 ألف توحدي - يعيش معظمهم في زاوية مظلمة من المجتمع، مقيدين بالأغلال، أو «طلقاء» بين جدران الغرفة الواحدة المسيجة، بدون رعاية صحية أو تتبع نفسي أو تأهيل مجتمعي، وحدها فئة معدودة على رؤوس الأصابع من تحظى بالرعاية ممن تنتمي إلى أسر ميسورة الحال، نظرا لأن تكلفة التتبع الشهرية هي تبلغ 2500 درهم في حدها الأدنى، أو تلك التي نشأت في أسر يحضر فيها مستوى معين من الوعي، وفئة وجدت في بعض الجمعيات حضنا وملاذا بديلا عن الدولة ومؤسساتها، تشتغل على مقاربات تعليمية للعلاج في ظل معيقات واكراهات لا حصر لها، بعضها يتسبب فيه المسؤولون المفروض فيهم أن يعملوا على تقديم كل التسهيلات لصالح هاته الفئة. اليوم العالمي للتوحد أضحى الوعي به مرتفعا في المغرب بفعل مجهودات المجتمع المدني، ومن بينها ما يبذله تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد الذي برمج للسنة الثانية على التوالي تظاهرة وطنية، اعتمادا على التزامات المغرب الوطنية بمقتضى دستور 2011، والدولية بمقتضى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تتمثل في الحملة الوطنية الثانية للتواصل حول التوحد، مساهمة منه في إذكاء الوعي بقضايا الأشخاص ذوي التوحد من جهة وتذكيرا منه للسلطات العمومية بالتزامها بإعداد برنامج وطني للتوحد ، على أن يكون مؤسسا على المقاربتين الحقوقية والتشاركية، والتي ستشمل مرة أخرى تظاهرة الأضواء الزرقاء عبر إنارة المعالم التاريخية أو المعمارية المميزة للمدن باللون الأزرق، وعرض شريط وثائقي حول التوحد في خمس مدن مغربية من 6 إلى 10 أبريل، ينصب موضوعه على إحدى التقنيات السلوكية الفعالة لتعليم وتربية الأطفال ذوي التوحد، مع طواف تحسيسي بالدراجات الهوائية.