تخليدا لليوم العالمي للتوحد الذي يصادف الثاني من أبريل من كل سنة، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، رسالة بالمناسبة، أكّد من خلالها على أن التوحد مرضٌ لا يقتصر على منطقة دون أخرى ولا على بلد دون آخر، بل هو تحدٍّ عالمي يتطلب إجراء عالمياً. وعلى الرغم من أن العاهات الخلقية مثل مرض التوحد تبدأ في مرحلة الطفولة، فإنها تستمر طوال حياة الفرد. لذا لا ينبغي ألا يقتصر ما نقوم به من عمل مع المصابين بمرض التوحد ولأجلهم على الكشف المبكر والعلاج فحسب، بل يجب أن يشمل أنماط العلاج والخطط التربوية وغيرها من الخطوات التي تقودنا نحو العمل المستمر مدى الحياة. وأضاف الامين العام للامم المتحدة على أن مدّ يد العون للناس الذين يعانون من اضطرابات أنماط التوحد، يتطلب الالتزام السياسي العالمي وتحسين التعاون الدولي، لا سيما في مجال تبادل الممارسات الجيدة. كما أن زيادة الاستثمار في القطاع الاجتماعي وقطاعي التعليم والعمل أمر في غاية الأهمية، لأن البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء لا تزال بحاجة إلى تحسين قدراتها لتلبية الاحتياجات الفريدة للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد والاعتناء بمواهبهم. ونحن بحاجة أيضاً إلى تشجيع المزيد من البحوث، وتدريب مقدِّمي الرعاية غير المتخصصة، وتمكين كل المصابين بمرض التوحد من التنقل بقدر أكبر من السهولة عبر نُظم الرعاية للحصول على الخدمات التي يمكن أن تدعم الأفراد المصابين بمرض التوحد وتدمجهم في المجتمع. وشددت الرسالة على أن الغاية من الاحتفال السنوي باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد هي تشجيع مثل هذا العمل وتوجيه الانتباه إلى ما يعانيه الأفراد المصابون بمرض التوحد وذووهم من سوء المعاملة والتمييز والعزلة مما لا يمكن القبول به. وعلى نحو ما أبرزته الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن الناس المصابين بمرض التوحد هم مواطنون متساوون ينبغي أن يتمتعوا بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية. الدعوة إلى إحداث مركب متعدد الاختصاصات لفائدة التوحديين بالدارالبيضاء نظمت جمعية إعادة تأهيل وإدماج المصابين بالتوحد بالحي الحسني بالدارالبيضاء، بعد ظهر يوم الأحد فاتح أبريل، كرنفالا فنيا وتربويا من أجل لفت الانتباه إلى معاناة مرضى التوحد وأهاليهم، عرف مشاركة أشبال وزهرات من منظمة الكشاف العربي، إضافة إلى مجموعات فنية وبهلوانات، عملت على تشكيل لوحة إبداعية عنوانها الدعوة إلى التضامن مع فئة التوحديين. الخطوة صرح بشأنها رئيس الجمعية مصطفى ثابت ، أنها تروم تسليط الضوء على هذه الفئة التي تعاني في صمت في ظل ارتفاع أعداد المصابين بهذا المرض، معتبرا أن التدخل المبكر من خلال تشخيص علمي حدده في مقاربة ( ABA )، من شأنه تجنيب الآباء والمريض الكثير من إهدار الوقت، مشيرا إلى أنها منهجية عملية مفيدة في الفترة العمرية ما بين 0 و 6 سنوات، مؤكدا أن المقاربة الأمثل بعد ذلك هي نظرية «تيتش». وأشار ثابت إلى أن 10 في المائة من الأطفال في المدارس يعانون من اضطرابات وصعوبات في المجال التعليمي لكن لايتم الاهتمام بهم، داعيا إلى إحداث مركب متعدد الاختصاصات على صعيد ولاية الدارالبيضاء الكبرى من أجل التشخيص المبكر، معتبرا أن العمل يتطلب فريقا مكونا متعدد الاختصاصات بدوره من أجل مردودية أفضل. وأكد رئيس ( ARIA ) أو «الفراشات البيضاء»، على أن جمعيته التي هي حديثة النشأة قد برمجت يومين للتحسيس باضطرابات التعلم وصعوباته في الدارالبيضاء، وبموضوع التوحد والطيف التوحدي ببرشيد، معتبرا ان اختلالات كثيرة يعرفها مجال التوحد وفي مقدمتها مشكل التشخيص، وهو ما يراه مصطفى بالإمكان تجاوزه في إطار الدستور الجديد للمملكة الذي يمكن أن يشكل انفراجا بالنسبة لمرضى التوحد، عوض الاقتصار فقط على إصدار مذكرات وزارية تفتقد إلى الإلزامية. يذكر أن الكرنفال انطلق من جوار مسجد الكوثر بطريق أزمور في اتجاه مؤسسة خيرية توجد بالمنطقة، حيث كان الجميع على موعد مع مشاركات فنية وغنائية، ولوحات تعبيرية أدى بعضها أطفال يعانون من مرض التوحد، وهي الفقرات التي حظيت بمتابعة كبيرة، سيما من المواطنين الذين لم يكونوا على علم بالتظاهرة وجرهم إليها الفضول بالنظر إلى الشكل الاحتفالي الذي تم تبنيه.