يخلد العالم يوم غد الثلاثاء 2 أبريل 2013، اليوم العالمي للتوحد ، الذي يشكل فرصة للتوعية بهذه الإعاقة، التي تعتبر من أكثر الإعاقات انتشارا في العالم وبدرجة تطور جد سريعة تتراوح ما بين 10 و 17 في المائة. مرض يعد من أكثر الاضطرابات النمائية تأثيرا على المجالات الرئيسية كالتفاعل الاجتماعي، والتواصل اللغوي والمجال الإدراكي. الإحصائيات الحديثة ، التي أصدرها المركز القومي للبحوث والدراسات العالمية حول اضطراب التوحد بالولايات المتحدةالأمريكية، تؤكد على أن نسبة الانتشار تبلغ حالة واحدة لكل 110 حالات ولادة تقريبا، وفقا لآخر الإحصائيات لسنة 2011، واعتمادا على هذه المعطيات العالمية، وفي ظل غياب إحصائيات رسمية وطنيا حول هذه الإعاقة، فإن حوالي 250 ألف شخص في المغرب، قد يكون لديهم أحد أصناف التوحد، وهو عدد تقريبي لمرض مثير للجدل حول أسبابه، التي يربطها البعض بعوامل الوراثة، التلقيح، الفيروسات والتلوث البيئي، والتي تعد عوامل مساعدة على ظهور التوحد، بالإضافة إلى أخرى هي قيد الدرس والتحليل، في ظل غياب علاج كلي لهذا الداء. خطورة التوحد لم تنعكس على مستوى الوعي بهذه الإعاقة الذي لايزال متدنيا، يرى بعض الفاعلين أنه يشمل حتى بعض المسؤولين عن قطاع الصحة العمومية، لذلك يكتسي تخليد هذا اليوم أهمية كبرى باعتباره مناسبة للتعبئة من أجل التحرك وتقديم المساعدة لهذه الفئة وذويها، وتوعية المجتمع بماهية التوحد وأسبابه، وتشخيصه الذي يعد مشكلا عويصا، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن التوحد في المجتمع المغربي والتي تؤدي إلى نبذ الطفل التوحدي وأسرته، والسقوط في شباك الدجل والشعوذة، في ظل غياب الإمكانيات المادية لشرائح واسعة، التي تؤهل التوحديين للاستفادة من برامج مساعدة على تطوير سلوكاتهم وتنمية قدراتهم الذاتية، والتوفر على مربية لتحقيق هذه الغاية، فضلا عن الاكراهات المرتبطة بالدمج في الأقسام العادية من التعليم العمومي وانعدام آفاقه!