بالرغم من أن مدينة تامسنا التي تضم اليوم 35 ألف نسمة من السكان، فهذا المشروع الملكي كمدينة جديدة والذي مر على انطلاقته ثماني سنوات، لم يرق إلى الطموحات و الآمال التي علقت عليه والمعلنة في بدايته، وذلك بسبب التعثرات العقارية والمشاكل الاجتماعية التي أثرت على سمعته. وكشف نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة أن هناك تعليمات ملكية من أجل التدخل لوضع حد للمشاكل العالقة بالمدينةالجديدةتامسنا، وفض بعض النزاعات المطروحة في هذا المشروع، الذي شهد عدة تعثرات لعدد من المشاريع العقارية تضررت عدد من الأسر التي لم تتسلم مفاتيح شققها نظرا لعدم التزام بعض الشركات للآجال المحددة ناهيك عن التأخر في بناء المرافق لاجتماعية والثقافية. وأضاف بنعبد الله خلال فعاليات اللقاء السنوي الذي دأبت مجموعة العمران على تنظيمه بتعاون مع وزارة السكنى وسياسة المدينة وفعاليات المجتمع المدني يوم الجمعة الماضي بمدينة تامسنا، سنذهب إلى آخر محطة لمعالجة المشاكل التي تضررت منها أسر متعددة أثرت سلبا على سمعة المدينة، حيث أن الغلاف الجاري تنفيذه للنهوض بهذه المدينة يقدر ب 538 مليون درهم، ويتوخى النهوض بها وفق رؤية متجانسة ومتوازنة لكل المكونات العمرانية للمدينة، والولوج إليها وربطها بالمجالات الترابية المجاورة لها، إلى مصاحبة الدينامية التي ستترتب عن نموها، والتحكم في تطورها المستقبلي وجعلها فضاء إنتاج الثروة. ومن جهته أشار بدر الكانوني الرئيس المدير العام لمجموعة العمران في هذا اللقاء الذي يتزامن مع انطلاق فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان تامسنا، إلى ما تم إنجازه في إطار مخطط النهوض لمدينة تامسنا فيما يخص المشاريع المهيكلة بالإضافة إلى العديد من التجهيزات ومرافق القرب، حيث أضحت في ظرف 8 سنوات تتوفر على التجهيزات التحتية اللازمة من ماء وكهرباء ونظام للصرف الصحي وشبكة طرقية تربط المدينة بالعاصمة وبالشبكة الوطنية للطريق السيار وعلى 25 مرفقا عموميا من ضمنها 5 مرافق فتحت أبوابها حديثا (مسجد و 3 مؤسسات تعليمية ومعهد للتكوين المهني متخصص في مهن البناء والأشغال العمومية). كما أعلن الكانوني أيضا أن هناك 15 مرفقا عموميا في طور الانطلاق أو الإنجاز ومشاريع أخرى تم توقيع الاتفاقيات اللازمة بشأنها، مذكرا منها بالخصوص، مشروع تثنية الطريق الرابط بين تامسنا وتمارة، وكذا ربط تامسنا بالمحور الدائري الجديد للطريق السيار. ومن جانبه سجل ميلود الهاشمي رئيس جمعية النسيج المدني بمدينة تامسنا في نفس اللقاء أن هناك شراكة حقيقية مابين المجتمع المدني بهذه المدينة ومجموعة العمران تامسنا، تترجم مقتضيات الدستور على أرض الواقع، و الذي جعل من المجتمع المدني شريكا حقيقيا من أجل التنمية الشاملة للبلاد. واعتبر الهاشمي أن مهرجان تامسنا الذي ينظمه المجتمع المدني كل سنة، مشروع ثقافي يروم التنشيط الثقافي والفني بالمدينة والتنمية الحضرية، وإخراج المدينة من دائرة التهميش والعزلة، كما هو مناسبة لتقييم الشراكات التي تقيمها الجمعية مع المؤسسات من أجل النهوض بالمدينة وفي مقدمتها هذه المؤسسات مجموعة العمران تامسنا. واستعرض الهاشمي بالمناسبة البرنامج المتنوع للدورة الثالثة للمهرجان الذي تتواصل فعالياته على مدى 13 و 14 و15 مارس، مذكرا بأهم الأنشطة المنظمة والمحاور الأساسية المعتمدة في هذا البرنامج حيث تعمدت إدراة المهرجان التي يترأسها الأكاديمي ميلود بلقاضي الانفتاح على البعد الإفريقي والدولي وذلك بإشراك فرق موسيقية، ثم فرق مغربية كمجموعة المشاهب، وعبيدات الرمى، والفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، والمطربة رشيدة طلال فضلا عن أنشطة مخصصة للأطفال يساهم فيها تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية وأبرزها كرميس للأطفال. ويذكر أن هذا اللقاء قد عرف حضور كل من كبار المسؤولين بالقطاعات الحكومية المعنية بمشروع مدينة تامسنا بالإضافة إلى باقي المتدخلين والشركاء من مؤسسات عمومية وسلطات وجماعات محلية وهيئات منتخبة وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين وسياسيين ومدنيين.