تامسنا المدينة التي أريد لها أن تصبح متنفسا سكنيا يقلص من حدة الضغط العمراني على العاصمة الرباط، مازالت تعرف نقصا على مستوى البنيات التحتية والمرافق الرئيسية التي يحتاجها أي تجمع سكني، لتكون بذلك مدينة تامسنا مدينة غير مكتملة المعالم إلى الآن. المدينة التي تحتفل اليوم بمرور سبع سنوات على إطلاقها خصصت لذلك مهرجانا افتتحت فعاليته اليوم تحت شعار "من أجل مدينة مواطنه"، وقد حضر هذا الافتتاح عدد من وزراء حكومة بن كيران وعلى رأسهم عبد الله باها وزير الدولة ونبيل بن عبد الله وزير المكلف بتهيئة المدينة إلى جانب الوزير الحركي عبد العظيم الكروج. وخلال كلمته قال نبيل بن عبد الله بأن المدينة أصبحت تحتضن اليوم أكثر من 35 ألف نسمة وما يناهز 27 ألف وحدة سكنية، هذا الرقم الكبير لعدد ساكنة المدينة يحتاج إلى استثمارات كبرى من أجل الاستجابة لتطلعات الساكنة وإلى تأهيل المدينة لتكون حقيقة بهذا الإسم. وبالنسبة لوزير الإسكان وسياسة المدينة نبيل بن عبد الله فإن المجهودات التي تبذلها الحكومة إلى جانب مؤسسة العمران من أجل تأهيل المدينة هي "مجهودات ملموسة"، وحتى الساكنة أصبحت تستشعر هذا الأمر "ولو لم تكن الساكنة قد بدأت تلاحظ أن هناك تغيرا على مستوى البنية التحتية للمدينة لكانت خرجت للاحتجاج كما كان الأمر في السنة الماضية"، الوزير أقر بأن هناك العديد من مطالب السكان مازالت قائمة ومشروعة، "لأننا قبل سنتين كنا أمام ساكنة تسكن فضاء تامسنا وهي لا تريد البقاء فيه والآن الأمور تتطور ونأمل أن تتحول تامسنا من مصدر للانتقادات والمشاكل إلى مصدر للفخر والاعتزاز". بنعبد الله أكد على أنه يتعين على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة من أجل "توفير سكن لائق للأسر المغربية ولتخفيف المآسي التي تعني منها آلاف الأسر المغربية"، هذه الأسر التي مازالت تتطلع إلى تتوفر على "شروط العيش الكريم" كما جاء ذلك على لسان بلقاضي ميلود رئيس النسيج الجمعوي لمدينة تامسنا. بلقاضي وإن تحدث عن الأوراش المفتوحة في المدينة إلا أنه طلب من الحكومة بأن تقوم بالتسريع بالالتزام بجميع تعهداتها من أجل جعل تامسنا مدينة "تتوفر على الشروط الأساسية للحياة الكريمة وخاصة على مستىو الصحة والنقل والتعليم لذلك فالسكان مازالوا ينتظرون المزيد من الحكومة"، وعلى الرغم من أن المدينة أصبحت تستقطب عددا كبيرا من المواطنين إلى أن بلقاضي الذي يمثل المجتمع المدني لمدينة تامسنا أكد على أن عددا كبيرا من المواطنين الذين يتوفرون على شقق في تامسنا يترددون في القدوم إلى المدينة "إما بسبب عدم توفر البنية التحتية أو بسبب الصورة التي علقت في أذهانهم عن الأوضاع السئة التي كانت تعيشها المدينة ولو أن الأمور قد تحسنت في الفترة الأخيرة". من جهته قدم بدر الكانوني الرئيس المدير العام لمجموعة العمران عرضا حول سير برنامج "إقلاع مدينة تامسنا" الذي تم إطلاقه السنة الماضية، والذي خصص له غلاف مالي يقدر ب538 مليون درهم، حيث تعكف المجموعة على بناء "قطب تكنولوجي" تابع لجامعة محمد الخامس بالرباط بكلفة إجمالية تبلغ 150 مليون درهم وتستمر الأشغال فيه لمدة ثلاث سنوات، كما تعرف المدينة أشغال إنجاز ثاني أكبر مسجد على الصعيد الوطني بغلاف مالي قدره 60 مليون درهم. مشكل الطرقات هي أيضا من المشاكل التي تعاني منها ساكنة المدينة "والتي تعمل مؤسسة العمران على حلها" كما جاء ذلك في عرض مدريها العام حيث يتطلب هذا الورش خمس سنوات من أجل جميع المحاور الطرقية في المدينة، كما أن الأشغال مستمرة من أجل ربط المدينة بمحور تمارة وسيدي حيى ويبقى محور الرباط الذي يعرف مشاكل في إنجازه. المدير العام لمؤسسة العمران التي وجهت لها انتقادات لاذعة في التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات أكد على أن المدينة تتوفر حاليا على 13 مرفق عمومي إضافة 11 مرفق "توجد الآن في مراحل الإنجاز".