رغم أنها جاءت مبتورة من مبارتين بسبب التزام الرجاء والفتح بالمنافسات القارية، فإن الجولة الثالثة والعشرين وضعت الفرق المعنية بالنزول في مواجهة الأندية المتموقعة ضمن طابور المقدمة، وهذا ما سيجعل المباريات على طرفي نقيض، وصنع رهان الفوز هو الخيار الوحيد. ومادامت اللقاءات حارقة، وقد ترسم معالم مصير بعض الأندية، فإن الحكام مطالبون بالتحلي بالنزاهة المطلوبة، على اعتبار ان عنصر التحكيم ساهم في قلب موازين العديد من المباريات. العمل الكبير الذي قام به المدرب كمال الزواغي جعل شباب خنيفرة يرتقي نسبيا على سلم الترتيب، ويحقق انتعاشة نسبية مع انطلاق الثلث الثالث من الدوري، واستقبال فريق كبير في حجم الوداد المرشح فوق العادة لمعانقة اللقب، سيجعل الاهتمام ينصب نحو هذه القمة التي من المتوقع أن تتابعها جماهير غفيرة، باعتبارها مثيرة ومشوقة، ورهان الفريق الزائر هو صنع الفوز الرابع على التوالي لتعبيد الطريق المفضي نحو درع البطولة، لكن الفريق الخنيفري لن يرضى بغير الفوز مادامت وضعيته غير مطمئنة، فهل سيخطف المدرب توشاك فوزا جديدا، أم ان المدرب التونسي الزواغي قادر على فرملة الإيقاع الودادي. قمة أخرى على طرفي نقيض تجمع شباب الحسيمة والكوكب المراكشي، الذي يراهن مدربه على تقليص فارق أربع نقط الذي يفصله عن المتصدر، والحفاظ على مركز الوصافة، لكن فريق شباب الريف، الذي لم يتذوق طعم الانتصار منذ إحدى عشرة جولة، مطالب بتحقيق الفوز باعتباره الخيار الوحيد لاستعادة الثقة أولا، وتسجيل ارتقاء نسبي فوق خريطة الترتيب ثانيا، ولعل الطموح المتباين سيجعل من هذه المباراة، التي ستخصص مداخيلها لفائدة المشجع ميكيبا الذي يعاني من قصور كلوي، قمة المتناقضات، فهل سيضع المدرب العامري بصمته على نتائج الفريق الريفي لانتشاله من موقع لا يحسد عليه؟ منذ مجيء المدرب حمادي حميدوش صام الجيش الملكي عن الفوز، واستقبال الفريق العسكري لأولمبيك خريبكة فرصة لاستثمار امتيازي الجمهور والملعب. والتصالح مع الانتصارات، إلا أن المدرب أحمد العجلاتي الذي عاد بالانتصار خارج الديار في أكثر من مناسبة، له من الميكانيزمات التكتيكية ما يبعثر أوراق العسكريين ويفقدهم العدة الكافية لصنع رهان الفوز. فريق المغرب الفاسي المتموقع داخل خندق الفرق المهددة برصيد لا يتعدى 23 نقطة، سيحل ضيفا على المغرب التطواني، وكله أمل في إعادة إنجاز مباراة الذهاب، سيما وأنه دخل معسكرا مغلقا منذ الاثنين الماضي، حيث واجه نهضة بركان مساء الأربعاء، واستمر المعسكر الى أن ينازل حمامة تطوان، وهذا التجمع فرصة للاشتغال على الجانب الذهني. ولكن الفريق التطواني الذي اكتفي بنقطتين خلال المباريات الثلاث الأخيرة مطالب بايقاف نزيف تضييع النقط، والبقاء على حظوظه في التنافس على اللقب، هي مباراة ستحكمها الحسابات التكتيكية، لكنها تعد بالفرجة والحماس. المدرب جواد الميلاني الذي يدرك صعوبة المغامرة التي ركب صهوتها على اعتبار أنه قبل بالإشراف على فريق يتموقع في الصف الأخير، ودخل خانة الحسابات الضيقة مبكرا، ويتعلق الأمر باتحاد الخميسات الذي سيستقبل فريق أولمبيك اسفي المتموقع في مرتبة آمنة، وبرصيد مطمئن، وهذا ما يجعل الضغط على الفريق الزموري، المطالب بصنع رهان الفوز باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق انتعاشة نسبية، والتحرر النسبي من عنصر التشكيك في القدرات، هي مهمة صعبة على عاتق جواد الميلاني الذي حقق فوزا داخل الميدان، وخسارة بمراكش، فكيف سيستثمر امتياز الاستقبال أمام فريق عنيد يتطلع إلى الارتقاء درجات على سلم الترتيب؟ فريقان يطمحان إلى تحسين الموقع بعدما أمنا موقعهما، ويتعلق الأمر بالدفاع الجديدي العائد من آسفي بهزيمة مفاجئة، وحسنية آكادير المنتشي بفوز على الجيش، والمتطلع إلى خطف نقطة التعادل من ملعب العبدي، هي مباراة متكافئة، وكفتها تميل لفائدة الدكاليين، لكن المدرب السكتيوي بأسلوبه التكتيكي الصارم قادر على صنع المفاجأة، والتوقيع على موسم أفضل مما حققه الفريق السوسي خلال الموسم الماضي.