يمكن إعتبار مباراة الدفاع الجديدي والجيش الملكي، بشهادة كل المتتبعين للشأن الكروي الوطني، قمة وسط الترتيب بامتياز، لكونها جمعت بين فريقين بينهما أكثر من قاسم مشترك هذا الموسم، حيث وقعا معا على مسيرة متذبذبة حتى الآن داخل البطولة الوطنية، ولديهما نفس الرصيد من النقاط(16ن) ومتساويين من حيث عدد الإنتصارات، التعادلات والهزائم أيضا، مما جعل حظوظهما متكافئة على الورق، قبل اصطدامهما على رقعة الميدان. ولأن المدربين خالد كرامة و مصطفى مديح خريجا المدرسة البلجيكية ارتبطا بفريقيهما في منتصف الشطر الأول من البطولة، فمازالا يبحثان عما يعيدهما إلى الواجهة من جديد. ومرة أخرى فرضت غيابات اضطرارية وازنة في خطي الدفاع والهجوم على المدرب الدكالي تغيير مواقع بعض اللاعبين لتدبير الخصاص البشري، حيث اعتمد على رفيق عبد الصمد الذي يشغل عادة مركز وسط ميدان هجومي في متوسط الدفاع إلى جانب شاغو، كما سجلت المواجهة عودة الدولي الجديدي عادل كروشي لشغل الجناح الأيسر للدفاع بعد فشل إنضمامه للقلعة الحمراء ، فيما إعتذر المهاجم يوسف الإدريسي القديوي عن المشاركة في آخر مباراة له رفقة الجيش الملكي أمام فريقه الأم،بعد إنتهاء عقده. وقد بادر الفريق الدكالي مع إنطلاق المباراة إلى الإندفاع بقوة نحو مرمى العساكر ، بحثا عن هدف الإمتياز إعتمادا على التسربات الجانبية لكل من حدراف بيبو والجيلاني ، إلا أن هاته المحاولات لم تجد طريقها نحو التهديف ، وذلك بفعل الدفاع الجيد للعسكريين في وسط الميدان ، حيث نجح أشبال مصطفى مديح بفضل خطتهم المحكمة في إمتصاص حماس الدكاليين والحد من فعاليتهم. ومع توالي الدقائق عمد الدفاع الجديدي إلى بناء عملياته الهجومية عبر الأطراف إنطلاقا من الجناحين الأيمن والأيسرمن أجل تفكيك دفاع الجيش الملكي، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لحل عقدة التهديف التي لازمت الخط الأمامي للدفاع . في الشوط الثاني اكتفى لاعبو الدفاع الجديدي فقط بتغيير أقمصتهم دون أن يغيروا من نهجهم التكتيكي العقيم، وازدادت متاعب المحليين بعد طرد لاعب المنتخب الوطني الأولمبي المهدي قرناص في حدود الدقيقة (50) إثر حصوله على إنذار ثاني مجاني فرض على فريقه إكمال المباراة بعشرة لاعبين و توترت أعصاب اللاعبين الدكاليين؛ حيث وقعت مشادة كلامية بين الحارس لاما وزميله شاكو، وهو المعطى الذي استغله على نحو جيد الفريق العسكري إذ قام المدرب مديح بإخراج المدافع الشاهيري وتعويضه بالمهاجم الشاب أمين الكاس، وفي الدقيقة 65)) ومن حملة هجومية منسقة نجح القناص المهدي الباسل في مباغتة أصحاب الأرض بهدف السبق، مستغلا هفوة في دفاع الجديديين الذين حاولوا تنظيم صفوفهم للعودة في النتيجة، خاصة بعد إقدام المدرب كرامة على بعض التغييرات البشرية والتكتيكية، بإقحام لاعبي خط الوسط بنتيري وكادوم دفعة واحدة مكان الدمياني ولهوى، هذان المتغيران لم يفيدا الدفاع في شئ. الإنتصار أنعش وضعية الفريق العسكري في سلم الترتيب عقب عودته بفوز هام واستراتيجي بهدف دون رد من ملعب العبدي بالجديدة على حساب الدفاع الحسني الجديدي الذي تجرع مرارة الهزيمة الرابعة له هذا الموسم.