في ورشة جمعت منشطين ومسؤولين عن النشاطات التربوية الموجهة للأطفال والشباب من سبع جنسيات مختلفة من جنوب وشمال البحر المتوسط ومن أجيال وتجارب مختلفة حيث إن اصغر المشاركين طالب في سن الواحد والعشرين وأكبرهم متقاعد في سن السابعة والستين نساء ورجالا، وتحت شعار «حق المواطنة لنعش معا»، (وسأل سائل ألم يكن من الأفضل كتابة «لنعش سوية»)، التأم الجمع للاطلاع وتبادل المعلومات بخصوص إبداعات مختلفة لبلدانهم ولجمعياتهم من أعمال أدبية موجهة للأطفال والشباب حول موضوع الحق في الاختلاف، الحق في المواطنة، العيش معا، ضد العنصرية والكراهية، وكان اللقاء عبارة عن قراءة وتقديم إنتاجات من مراحل تاريخية مختلفة وأجناس كتابة متنوعة، وبصيغ مختلفة وبلغات مختلفة، فكانت هناك الكتابات الكلاسيكية والترجمات والقصص المرسومة والمسرحيات وإبداعات ورشات الكتابة من الأطفال للأطفال ومجلات منوعات وكتابات مباشرة حول المواطنة والتربية على الحقوق المتعارف عليها إنسانيا. دام نادي القراءة هذا مدة قاربت الساعات الثلاث، لاحظت فيها شخصيا أنه لم يغادر فيها مقعده أحدا، ماعدا المصورين، وكان مناسبة دفعت آخرين للتدخل من أجل إخبار الحضور بإمكانيات أخرى موجودة في أوساط جمعياتهم والتواعد على إدراجها في أول مناسبة متاحة. من بلجيكا تم تقديم كتاب فهرنايت 451 لصاحبه راي براد بوري وهو مترجم عن الانجليزية ويناقش حقبة كان تعتبر فيها القراءة كمسائلة وتفكير عمل إجرامي وبالتالي تكلف فريق «إطفائي» بحرق الكتب التي تعتبر حيازتها ممنوعة. ومزرعة الحيوانات لصاحبه جورج اورويل ويحكي عن ثورة الحيوانات في مزرعتها ونتيجة اللامساواة التي كانت منطلقا للثورة تبدأ مشاكل جديدة للمزرعة. والجرح لصاحبه بريس لووري ويعالج إشكالية الإقصاء الناتج عن «عاهة» لم يكن صاحبها وهو طفل يعي بها كعاهة ستسبب له استهزاء متصاعدا. ومن لبنان بعد تقديم أعمال جميلة ورائعة من الأطفال للأطفال عبارة عن رسومات وقصص متتالية حول الحقوق والمواطنة قام بانجازها أطفال من روضات الطفولة الصغرى، تم تقديم بعض القصص مثل الأسئلة الثلاثة المأخوذة عن رواية للأديب ليون تولستوي : ما أفضل الأوقات للقيام بعمل ما؟ ومن أكثر الناس أهمية؟ وما التصرف الصحيح؟ ومن الجزائر تم تقديم صدام الحضارات من أجل مصعد بيازا فيتوريو لصاحبه عمارة لخوص الذي يعالج إشكالية تعايش أجناس حول مقتل شخص واختفاء آخر في حي تاريخي بروما يعرف تعايش وثقافات وحضارات. وحذاء بابيشا لصاحبته كوثر عاظمي رواية تحكي عبر تقاطع مواقف أفراد عائلة واحدة عن معاشهم وتقبلهم لحياتهم اليومية وصعوباتها وثورتهم ويأسهم. ولياسمينة خضرة رواية جبل اولمب الفقراء التي تحكي عن سراب وعزلة مجموعة تعيش في هامش لا يخلو من حنان وحلم وتساؤلات. ومن فرنسا تم تقديم مجموعة كتيبات تتناول قضايا الحق في الاختلاف والمواطنة الصحيحة وأثار كتيب صغير بعنوان إنسان الألوان لجيروم رويليي فضول الجميع حيث يجمع بين الحكاية والشعر، بين الهزل والحنان، يحسس بالاختلاف ويزعزع المقولات الجاهزة: يقول صغير إفريقي لصغير أوروبي: أنا إنسان أسود... عندما ولدتُ كنت أسودا وأنت إنسان ابيض... عندما ولدتَ كنت ورديا عندما كبرت كنتُ أسودَ وعندما كبرت أنت كنتَ أبيضَ عندما اجلس في الشمس أكون أسودَ وأنت عندما تجلس في الشمس تكون أحمرَ عندما أبرد أكون أسودَ وأنت عندما تبرد تكون أزرقَ عندما أخاف أكون أسودَ وأنت عندما تخاف تكون أخضرَ عندما أموت أنا سأكون أسودَ و عندما تموت أنت ستكون رماديا. في ختام الحلقة تم تقديم حوالي مئة كتاب من هذا النوع هدية لحركة الطفولة الشعبية منظمة اللقاء دعما لها في مشروعها « القراءة متعة» برنامج تحفيز الناشئة على القراءة.