كشفت وثيقة سربها موقع «ويكيليكس» أن الحكومة الإسبانية أيدت منذ البداية المقترح المغربي لتمتيع مناطقه الجنوبية بنظام حكم ذاتي في إطار السيادة المغربية ، وقد عمدت الجزائر إلى معاقبة إسبانيا برفع سعر تصدير الغاز إليها في أعقاب تصريح رودريغيث ثاباطيرو، رئيس الحكومة الإسبانية، أثنى فيه على مقترح الحكم الذاتي المغربي إثر زيارته للمغرب. كشفت وثيقة سربها موقع «ويكيليكس» أن الحكومة الإسبانية أيدت منذ البداية المقترح المغربي لتمتيع مناطقه الجنوبية بنظام حكم ذاتي في إطار السيادة المغربية. وأشارت الوثيقة التي تضمنت برقيات تمت مبادلتها بمجموعة من السفارات في كل من واشنطن، مدريد، الرباط وباريس إلى أن وزير الخارجية الإسباني السابق، ميغيل أنخيل موراتينوس، بعث سنة 2006 مقترحا يشير إلى أن المحادثات لم تعد تتناول مسألة انفصال الصحراويين ومنحهم السيادة على المناطق الصحراوية، بل أضحت تناقش سبل دعم «الجهوية والحكم الذاتي». وجاء في وثيقة ويكيليكس أن موراتينوس ذكر في مقترحه أن الأمر يتعلق «بحل مماثل لذلك الذي اعتمدته إسبانيا مع إقليمكاطالونيا». وتضيف ذات الوثيقة أنه عندما تقدم المغرب بمقترح تمتيع مناطقه الجنوبية بحكم ذاتي موسع، عبر موراتينوس عن عدم اقتناعه بالنتائج التي عرضها المقترح، وطالب المغرب بتقديم مزيد من التنازلات. ومن جانب آخر، ذكرت وثيقة «ويكيليكس» أن الدبلوماسية الإسبانية اعتبرت أن فرنسا ساهمت من خلال موقفها المؤيد للمغرب في الزيادة من تعقيد الأوضاع، حيث نقلت عن برناردينو ليون، نائب وزير الخارجية الإسباني، حديثه عن الرئيس الفرنسي الأسبق: «إن جاك شيراك أكثر دفاعا عن المغرب من ملك المغرب نفسه.» وتضمنت وثيقة سرية أخرى كشف عنها نفس الموقع معلومات بشأن اجتماع تم عقده سنة 2007 في إسبانيا بحضور وفود من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، فرنسا والاتحاد الأوربي، الذي كان ممثلا في ألمانيا التي كانت تترأسه في تلك الفترة، حيث تمت مناقشة ملف الصحراء، وعبرت خلاله فرنسا عن تأييدها للمقترح المغربي، كما أبدت تخوفها مما سيتضمنه أول تقرير يصدره بان كي مون كأمين عام للأمم المتحدة. من جهتها، أكدت ألمانيا على رغبتها في الحفاظ على المغرب، باعتباره جارا لأوربا، كبلد مستقر وينبغي تفادي أي معالجة لقضية الصحراء قد تفضي إلى زعزعة ذلك الاستقرار الذي يتمتع به المغرب. أما إسبانيا، تقول الوثيقة، فقد كانت منزعجة من التطورات التي وقعت، حيث قالت إن الجزائر عمدت إلى معاقبة إسبانيا برفع سعر تصدير الغاز إليها في أعقاب تصريح رودريغيث ثاباطيرو، رئيس الحكومة الإسبانية، أثنى فيه على مقترح الحكم الذاتي المغربي إثر زيارته للمغرب. ووصفت الوثيقة الجزائر بأنها تظل سؤالا شائكا بالنسبة للجميع، حيث شرعت في الرد بشكل عنيف على الدبلوماسية المغربية، متمسكة بموقف جيمس بيكر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء. وذكر الوفد الفرنسي أن الجزائر أصبحت مثل الملاكم المحاصر في أحد أركان الحلبة ويمكن أن يضرب بأية طريقة، مضيفا أن موسكو، التي قد يكون لها بعض التأثير على الجزائر، لا تتطلع للعب دور فعال من أجل تحقيق تقارب بين المغرب والجزائر.