سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في افتتاحه لأشغال الندوة الوطنية حول «الشراكة في مجال التربية بالمغرب أحمد أخشيشن يدعو إلى الانتقال المنهجي من بنية تفكير الشراكة الاختيارية إلى بنية وعي التعاقد الملزم
أكد أحمد أخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي نهاية الأسبوع الماضي بالرباط أن المدرسة توجد في قلب سؤال مستقبل الكيان المغربي وتستدعي تحمل الجميع لمسؤوليته تجاهها. وقال في افتتاحه لأشغال الندوة الوطنية حول «الشراكة في مجال التربية بالمغرب: أية حصيلة لأية فعالية»، التي حضرتها لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي،إننا نستثمر الحاجة الماسة لملائمة أدوات تدخلنا مع سياقات ومتطلبات المرحلة وآفاق بلورة معالم المدرسة المغربية للألفية الثالثة ، وهو ما يتطلب، يضيف السيد الوزير، تحقيق انتقال منهجي من بنية تفكير الشراكة في طابعها الإداري الاختياري إلى بنية وعي التعاقد كمسؤولية واجبة وملزمة تستلزم الانخراط في نقاش مسؤول حول ملامح المدرسة المغربية بمرجعياتها القيمية ونموذجها البيداغوجي واختياراتها اللغوية. وذكر الوزير بحدث التوقيع أمام صاحب الجلالة، على تسع اتفاقيات للشراكة المؤسسية بين الوزارة وقطاعات حكومية ومؤسسات عمومية، أثناء تقديم البرنامج الاستعجالي في 11 شتنبر 2008، مشيرا إلى الدلالة العميقة لاقتران تقديم البرامج الاستعجالي بتوقيع الشراكات، والتي تؤشر على تدشين حقبة جديدة من عمر الإصلاح عنوانها الأساس حشد أوسع تعبئة والتفاف حول المدرسة. ومن جهته، أكد أنس الحسناوي رئيس جمعية الفضاء الجمعوي أن اتفاقية الشراكة التي وقعها الفضاء مع الوزارة، تندرج في إطار الاستراتيجية الراهنة التي يعتمدها الفضاء، من خلال مقاربة جديدة تروم خلق أقطاب جمعوية موضوعاتية، من بينها قطب جمعوي حول التربية. وأوضح أن الغاية من توقيع هذه الشراكة هي وضع استراتيجية لتعبئة المجتمع المدني وباقي الفاعلين لضمان تربية ذات جودة للجميع والتوظيف الأمثل لتدخل الشركاء الأجانب، سواء في مجال الخبرة أو مجال توفير الموارد المالية ،وضمان انفتاح المدرسة على محيطها ،وبالتالي ضمان تلاؤم التعلمات المعرفية للممارسات التطبيقية، لكي تصبح المدرسة أكثر جاذبية. وشكلت الندوة الوطنية التي نظمها الفضاء الجمعوي بشراكة مع منظمة Save Children ? فرع إسبانيا ، مناسبة للتفكير وتبادل النقاش حول الشراكات القائمة بالمغرب في مجال التربية ، وللوقوف على التحديات المطروحة والوسائل المتوفرة لترجمة الشراكة الفعلية والفعالة بين مختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين ، وكذا عرض الآفاق التي يضعها العمل الجمعوي للمساهمة في شراكة تخدم جودة التربية . وتميزت أشغال الندوة الوطنية بالتوقيع على اتفاقية شراكة تهدف إلى دعم وتنسيق الأنشطة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في مجال تقوية وتأطير قدرات الجمعيات العاملة في حقل التربية والتعليم. وتسعى هذه الاتفاقية التي وقعها كل من السيد أحمد أخشيشن ورئيس الفضاء الجمعوي أنس الحسناوي ، إلى تفعيل الحياة المدرسية وتنمية الشراكة والتواصل وتعبئة مختلف الفاعلين على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، وتطوير حكامة المنظومة التربوية والمناهج التعليمية. وبموجب هذه الاتفاقية ، يلتزم الفضاء الجمعوي بوضع برامج لتفعيل مجالات الشراكة واستراتيجية لضمان انخراط الفاعلين في تفعيل مقتضياتها، في مقابل أن توفر وزارة التربية الوطنية شروط العمل مع المؤسسات التعليمية ودعم أنشطة الفضاء الجمعوي في مجال البحث والتجديد التربوي. الندوة عرفت تقديم النتائج الأولية للدراسة التي أنجزها الفضاء الجمعوي حول الشراكة، وكذا التجارب النموذجية في مجال التربية التي تحتضنها بعض المؤسسات التعليمية بثلاثة أقاليم؛ كما تم الاطلاع على إسهامات منظمات وطنية ودولية وعلى برامج التعاون الدولي في مجال إعمال الشراكة حول التربية بالمغرب.