أمر الوكيل العام لاستئنافية الدارالبيضاء، بإيداع معتقلي أحداث مظاهرات ما بعد الفيضان الذي أصاب المحمدية يوم الثلاثاء الماضي، بسجن عكاشة في انتظار عرضهم على قاضي التحقيق يوم 18 فبراير القادم، والذين تم توقيفهم من طرف الدرك الملكي، يوم الأربعاء الماضي، عندما كانوا يشاركون في مسيرة احتجاجية نظمها سكان الدواوير المتضررة بالمحمدية لإثارة الانتباه إلى وضعهم الكارثي. أمر الوكيل العام لاستئنافية الدارالبيضاء، بإيداع معتقلي أحداث مظاهرات ما بعد الفيضان الذي أصاب المحمدية يوم الثلاثاء الماضي، بسجن عكاشة في انتظار عرضهم على قاضي التحقيق يوم 18 فبراير القادم، وهو ما يعني استمرار حبس الموقوفين لفترة تزيد عن الشهرين قبل بدء التحقيق في التهم الموجهة لهم، التي توافق حول «جنائيتها» وكيلا الملك في كل من المحمدية والدارالبيضاء! المسؤولان القضائيان طبقا إذن فصولا من القانون الجنائي، في حق أشخاص يئنون في كل فصول السنة، بل وفي كل فصول الحياة تحت وطء المعاناة والعيش البئيس، زاد من بؤسهم ومن احتقانهم سقوطهم وأطفالهم وعائلاتهم تحت سوط مياه طوفانية أتت على براريكهم، وعرضتهم للضياع ودفعتهم للخلاء، يقفون ساعات الليل كله يراقبون أطفالهم الصغار وهم يفترشون «ميكة كحلة» فوق تربة مبللة بمياه المطر ومياه الوادي الحار!! ربما، كما يقول أحد المتضامنين معهم، فضلت «عبقرية» المسؤولين القضائيين مساعدة المواطنين الستة الذين عبروا عن سخطهم من واقعهم، ووفرت لهم مبيتا تحت سقف سجن عكاشة، ولينام أطفالهم وأقرباؤهم المسنون فوق الميكا بجنب الديدان والحشرات و«الطوبات» في الخلاء.. ومن يرغب منهم في مبيت تحت السقف إياه، فليقف معترضا ومنددا بوضعه المأساوي ذاك!! المعتقلون، للتذكير، قد تم توقيفهم من طرف الدرك الملكي، يوم الأربعاء الماضي، عندما كانوا يشاركون في مسيرة احتجاجية نظمها سكان الدواوير المتضررة بالمحمدية، وهي المسيرة التي حلوا بعدها بالطريق السيار، حيث تجمعوا وسط الطريق لإثارة الانتباه إلى وضعهم الكارثي. وتم تقديم المعتقلين أمام أنظار وكيل الملك بالمحمكة الابتدائية بالمحمدية، الذي أمر بإحالتهم على غرفة الجنايات، لينحو الوكيل العام باستئنافية الدارالبيضاء بدوره منحى زميله ويأمر باستمرار حبسهم وتحديد يوم 18 فبراير لعرضهم على قاضي التحقيق. يذكر في هذا الشأن، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمحمدية أعلن عن تضامنه مع المعتقلين وذويهم، وانتدب محاميين للدفاع عنهم. من جهة أخرى، لاتزال المحمدية ، بعد أسبوع من اكتساح أغلب مناطقها من طرف مياه الأمطار الطوفانية، تحصي خسائرها، وتحاول مداواة جراحها. بعد أسبوع إذن، نجحت اللجنة التقنية التي شكلتها السلطات لاحتواء سيول الفيضان، في عمليات شفط المياه من الدواوير الصفيحية والأحياء المتضررة الموجودة في المجالين الحضري والقروي، لكن مهمتها ظلت جد شاقة في تشطيب المياه من حي براهمة (الحفرة)، بحيث تبدو العملية، لحدود يوم أمس الثلاثاء، مستعصية بالرغم من تجنيد أسطول من الآليات والوسائل التقنية، حسب إفادة للمهندس أحمد نديل رئيس قسم التجهيز والبيئة بعمالة المحمدية، الذي أسندت إليه رئاسة اللجنة التقنية التي تتشكل في نفس الوقت، من قرابة 30 إطارا تقنيا يمثلون العمالة، ليدك، وزارة التجهيز، وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، المكتبين الوطنيين للماء الصالح للشرب والكهرباء وأطر تقنية تابعة للجماعات المحلية بتراب عمالة المحمدية. في هذا السياق، أوضح المهندس أحمد نديل أن اللجنة، ومباشرة بعد بداية تهاطل الأمطار يوم الاثنين الماضي، وضعت برنامجا يتمحور حول شقين استعجالي وشق يتعلق بالمدى القريب. وأوضح في هذا الإطار، أن الأولويات همت أساسا إنقاذ الساكنة المتضررة، عبر التسريع من عملية شفط المياه من مساكنهم، وهو ما تحقق بنسبة كبيرة، باستثناء دوار براهمة الذي لاتزال العملية مستمرة فيه لصعوبة إنجازها في محيط الحي الذي تحاصره مرتفعات من كل جوانبه. بالموازاة مع عملية شفط المياه، يضيف أحمد نديل، عملت اللجنة التقنية على تحويل المياه وتغيير مجاريها نحو مناطق بعيدة عن المساكن، وقادرة على استيعاب السيول المائية، كما تمت تنقية قنوات صرف المياه والمجاري، وإجراء تحاليل على المياه، عبر تدخلات صحية بشراكة مع مندوبية الصحة وأقسام حفظ الصحة بالمحمدية. وعن تعرض المنطقة العليا للفيضان ونجاة المنطقة السفلى التي تعرضت سابقا للفيضان، وظلت دائما مرشحة للتعرض للفيضان، أوضح رئيس اللجنة التقنية، أن المنطقة السفلى استفادت من برامج حمائية أكدت اليوم أنها كانت ناجعة، حيث حالت دون تعرض هذه المنطقة للسيول المائية، فيما تعتبر المنطقة العليا المحاذية أو الموجودة بالمنطقة الشرقية للمحمدية، منطقة لم تستفد من دراسات علمية تخص الموضوع، خصوصا أنها تضم جماعات التحقت مؤخرا بتراب عمالة المحمدية. وأضاف محدثنا أن المياه التي تهاطلت بنسبة كبيرة لم يألفها محيط المحمدية من قبل، صادفت ارتفاع نسبة علو البحر، الأمر الذي جعل قنوات الصرف غير قادرة تماما عن استقبال كل كميات المياه المتسربة والمتهاطلة. وعن آليات اشتغال اللجنة التقنية، أكد أحمد نديل، أنه إلى جانب 30 إطار تقنيا، هناك 195 عاملا يشتغلون منذ الاثنين الماضي، في شفط المياه، اعتمادا على آليتين مجرورتين اثنتين من الحجم الكبير، وست آليات كبيرة للشفط، و14 آلية متوسطة للشفط، وست جرافات كبيرة، وستة مولدات كهربائية، وست شاحنات كبيرة. هذا إلى جانب اللجن الأخرى التي تم تشكيلها للحد من مخلفات الفيضان، ويشتغل فيها أزيد من 300 شخص.