بعد انتقادات له، اجتمع مكتب مجلس مدينة الدار البيضاء، يوم أول أمس، لدراسة الحالة التي أصبحت عليها الدارالبيضاء عقب الفيضانات التي ضربتها، فطلب من المكلف بالتدبير المفوض أن يقدم عرضا حول ما جرى لتتضح لزملائه الصورة أكثر، فلم يجد بدا من دفع ساقيه إلى الريح، تاركا الجميع ينتظره بعد أن اعتذر منهم لإجراء مكالمة هاتفية خارج مقر الاجتماع، ليتم باقي الأعضاء اجتماعهم بدون معطيات دقيقة، لأن معظم الأعضاء طيلة يومي «الكارثة» فضلوا المكوث في منازلهم خوفا على أرواحهم أولا، عكس ما يحدث في مثل هذه المناسبات لدى جميع مسؤولي المدن في الكرة الأرضية حيث يشكلون فرقا للمتابعة والتدخل ومد المساعدة اللازمة مع التناوب على المداومة. وعلمنا أنه خلال الكارثة، اعترف ساجد بمسؤولية ليدك لأول مرة في ما حدث، معتبرا إياها مهملة ولا تقوم بإجراءات استباقية لمواجهة مثل هذه الكوارث. من جهة أخرى عقد أول أمس لقاء استعجالي ضم الوالي ورئيس المجلس، بالاضافة إلى مسؤولي شركة ليدك، اختتم بمراسلة الجهات المختصة في الدولة، كي تسرع في عملية إنجاز محول مائي ببوسكورة خصوصا وأن تهديده بدا واضحا في هذه الكارثة وأن مجراه هو في اتجاه المنطقة «النافعة » أي مناطق المعاريف وآنفا ودرب غلف بدءا بالمكتب الشريف للفوسفاط ومكتب الصرف. كما تم أمس استقبال المتضررين من سكان مبروكة من طرف رئيس المجلس وعامل مقاطعات مولاي رشيد، وأعطيت تعليمات لتجديد قنوات الصرف الصحي بهذه المنطقة. وقال مسؤولون بالمدينة بأن هذا المحول يتطلب على الأقل 100 مليار لإنجازه، وكان من المفروض أن ينجز قبل 30 سنة لكنه ظل يتأجل ومع مجيء ليدك إلى الدار البيضاء طرح عليها هذا المشروع لكنها اشترطت إن قامت بإنجازه فإنها ستتوقف عن الاستثمار في البنى التحتية للدار البيضاء، لكن أثبتت السنوات أنه منذ 1997 ، أي منذ وضع يدها على القطاع، لم تستثمر إلا في المحول الذي انجزته بالقرب من منطقة درب السلطان ولم تعد تستثمر في أي شيء آخر، حتى المراكز الكهربائية التي أنجزتها غرقت مع غرق ممتلكات الساكنة في الكارثة الأخيرة، علما بأن الشركة تتحكم في صندوق مالي يسمى صندوق الاشغال لا يعلم أحد بما في ذلك رئيس مجلس المدينة، القيمة المالية الحقيقية به ويلقبه الاعضاء ب «اللوح المحفوظ». يذكر أن وادي بوسكورة يستقبل مياه منطقة سيدي حجاج وبرشيد وأصبح الآن مع انجاز «الاوطوروت» يستقبل فروع أودية أخرى حولها منجزو «الطريق السيار» لإبعاد الخطر عنها ، إليه!