أحيل يوم أمس الجمعة ستة أشخاص على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، وذلك إثر اعتقالهم يوم الاربعاء الماضي، بعدما اعتصموا بمعية مواطنين آخرين من ساكنة لبراهمة بالطريق السيار، حيث تدخلت القوات العمومية لإخلاء المحتجين. وحسب مصادر مطلعة، فإن رجال الدرك تدخلوا بعد مشاداة كلامية مع المواطنين المحتجين، واعتقلوا ستة مواطنين بعدما كانوا يطالبون بإيجاد حلول لمعاناتهم، إثر الفيضانات الاخيرة التي اجتاحت مساكنهم، وأتت على كل شيء، وعلمت الجريدة ان النيابة العامة بابتدائية المحمدية التي تابعت المعتقلين الستة بتهمة العصيان والتجمهر دون ترخيص وتعريض مواطنين للخطر، أحالتهم على النيابة العامة باستئنافية الدارالبيضاء، معتبرة أن التهم الموجهة إليهم مرتبطة بالقانون الجنائي. القرار المتخذ من طرف النيابة العامة بابتدائية المحمدية، وقع كالصاعقة على عائلات المعتقلين وساكنة لبراهمة الذين تجمهروا أمام المحكمة لمتابعة أطوار هذه المتابعة، حيث طالبوا بالافراج عن هؤلاء المعتقلين، في الوقت الذي كانوا يحتجون مطالبين بالاستجابة لمطالبهم العادلة التي امتدت على طول سنوات عديدة، دون أن تجد مشاكلهم أية حلول أو آذان صاغية، وازدادت وضعيتهم مأساة وتعقيدا، بعد السيول الجارفة التي حولت براريكهم إلى برك مائية، يستحيل معها استعمالها «كقبور للحياة». تقول مصادرنا، في الوقت الذي شكلت هذه الفيضانات رغم الاضرار الجسيمة التي خلقتها كوة ضوء بعد القرار المتخذ من أجل القضاء على الاحياء الصفيحية بشكل كامل، وتمكين ساكنة لبراهمة هي الاخرى، من مساكن تخرجهم من هذه المقبرة الجماعية التي يعيشون فيها منذ سنوات عديدة، الا أن التكييف الذي أقدمت عليه النيابة العامة بمدينة الزهور، جعل المواطنين يعودون الى المربع الاول من هذا الجحيم، واعتبروا ان وضعية الأشخاص الذين اعتقلوا والمنتسبين الى حيهم الصفيحي، ستزيد من معاناتهم ومن هذه «الحكرة» التي يتجرعون مرارتها، ويوجهون نداءهم الى كل المسؤولين محليا ومركزيا، من أجل إطلاق سراح المعتقلين الستة، وبمرارة زائدة يقول شيخ مسن من ساكنة لبراهمة: «هاد الناس غارقين في الغيس، ويغرقوا ثاني في الحبس». وارتباطا بالخسائر التي شهدها اقليمالمحمدية، تحولت العديد من الجماعات القروية هي الأخرى إلى برك مائية، حيث الطرق المؤدية إلى العديد من المراكز السكنية والدواوير مقطوعة، كما هو الشأن بالنسبة لجماعة سيدي موسى بن علي، التي تدخل منتخبوها من أجل فك الحصار عن الساكنة وتقديم المساعدات إلى المواطنين هناك، إلا أن ضيق ذات اليد حال دون أن تتم الاستجابة لمطالب الساكنة،الشيء الذي يتطلب من المسؤولين التدخل العاجل واصلاح ما أفسدته الفيضانات والسيول الجارفة، وكذلك الشأن بالنسبة لجماعة سيدي موسى المجدوب، التي توحدت فيها الأمطار، بالمياه الأخرى المنبعثة من باطن الارض من خلال عوينة بالقرب من مدرسة ام الرايات وغيرها من المناطق الأخرى، مما يدعو الى تدخل عاجل لإصلاح ما يمكن اصلاحه. وإلى حدود يوم امس، مازالت الطريق الشاطئية مقطوعة من الدار البيضاء في اتجاه المحمدية، وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة، حيث امتدت البرك المائية إلى مسافة طويلة، غطت معها الطريق الوطنية، خاصة بالقرب من زناتة. ورغم أن هذه الطريق الشاطئية غير مقطوعة من المحمدية في اتجاه الدار البيضاء، إلا أن مستعملي هذه الطريق يستغرقون مدة زمنية طويلة لاجتياز هذه البركة المائية، التي غطت العشرات من الهكتارات، الا انها من الجانب المقابل يصعب فيه استعمال هذه الطريق مما حدا برجال الدرك إلى منع مواصلة السير في اتجاه المحمدية. وينتظر المواطنون ومعهم مستعملو هذه الطريق من الجهات المعنية تجفيف البرك المائية، حتى تعود الحالة الى ما كانت عليه من قبل.