مازال إلى حدود يوم أمس الأربعاء، البحث جارياً عن المفقودين في عملية الحادث المأساوي الذي أدى إلى وفاة أكثر من ثلاثين شخصاً كانوا على متن حافلة، متجهة من بوزنيقة إلى مدينة المحمدية. البحث إلى حدود يوم أمس، لم يسفر عن أية نتائج تذكر، وأكد المدير الإقليمي لمندوبية الصحة بابن سليمان في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أنه تم العثور على 26 ضحية، في حين لم يتم العثور على باقي ركاب الحافلة، في حين تم إنقاذ شخص آخر. وقد تم نقل الجثث إلى مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية، حيث تم القيام بكل الإجراءات لدفن الضحايا. ونفى المسؤول الإقليمي لوزارة الصحة بابن سليمان، الدكتور أحمد الأنصاري، الأخبار الرائجة المتعلقة بإنقاذ جنين كان في بطن أمه، مؤكداً أن هذا الخبر عار من الصحة، في حين أكد شهود عيان أن هناك سيدتين توفيتا في هذا الحادث، كانتا حبليين، يتعلق الأمر بسيدة كانت في شهرها الثالث، وأخرى كانت في شهرها الثامن. ووفق مصادرنا، فإن الممرضة التابعة للشركة التي كان يعمل بها الضحايا، أشارت إلى أن الضحية التي كانت في شهرها الثامن، كانت من المنتظر أن تستفيد من عطلة حينما تضع مولودها. العائلات أيضاً مازالت تبحث عن ذويها إلى جانب السلطات المعنية. وبجماعة الشراط، تدخل المنتخبون لإنقاذ السكان، خاصة القاطنين بجوار الوادي، حيث غمرت المياه والسيول الجارفة العديد من المناطق، ولولا تدخل المنتخبين والمواطنين أنفسهم لكانت الكارثة. إلى ذلك، علمت الجريدة أنه تم دفن ثمانية ضحايا يوم الثلاثاء بمدينة المحمدية، في حين تم دفن ضحيتين صباح يوم أمس الأربعاء، في حين تم دفن اثنين آخرين مساء يوم أمس، ليصل عدد الضحايا الذين تم دفنهم بمدينة المحمدية إلى 12 ضحية. وتضيف مصادرنا أن الضحايا الآخرين ينتمون إلى إقليمسيدي قاسم، حيث تتم الإجراءات لنقل جثث هؤلاء الضحايا إلى هذه المناطق مساء يوم أمس الأربعاء. وعلمت الجريدة أن عمالة المحمدية قامت بكل الإجراءات لتأبين الضحايا، حيث تكلف أحد الممونين بهذه العملية، تنفيذاً للتعليمات الملكية. من جانب آخر، أقدمت العمالة على إنشاء مستودع خاص لتقديم المساعدات الغذائية، وكذلك الأغطية لصالح المواطنين المتضررين، كما يتم إحصاء المتضررين. الفيضانات التي عرفتها مدينة المحمدية والنواحي خلفت أضراراً جسيمة، حيث عاش ليلة أول أمس سكان المسيرة، ليلة بيضاء، كما تطوع بعض الساكنة لإيواء المتضررين. أما ساكنة لبراهمة «الحفرة»، فقد تحولت مساكنهم إلى برك مائية اضطر معها المواطنون إلى مغادرة مساكنهم والتوجه إلى الوحدة السكنية للعمران بالمحمدية، حيث اقتحموا هذه المنازل، إلا أن القوات العمومية تدخلت وأبعدتهم منها. وقد صرح السكان للجريدة أن هذا الإجراء أقدموا عليه مؤقتاً، إلا أن السلطات العمومية كان لها رأي آخر، يضيف المتضررون. وقد نظم سكان لبراهمة صباح يوم أمس، مسيرة في اتجاه عمالة المحمدية، إلا أنه تم منعهم من ذلك، حيث تمت محاصرتهم في البداية بشارع الحسن الثاني، قبل أن يتمكنوا من مواصلة المسيرة ومحاصرتهم بالقرب من مقر العمالة. وصرح المتضررون أنهم فقدوا كل شيء، سواء الأغطية والأفرشة والملابس، حتى الكتب المدرسية لأطفالهم أتت عليها السيول الجارفة، وتنتظر الساكنة حلاً جذرياً لمشاكلها. وعن دواعي هذه المسيرة، صرح المواطنون أنهم فقدوا الثقة في منتخبيهم وفي وعودهم الزائفة، وتأتي هذه المسيرة لمحاورة العامل شخصياً، وكلهم أمل في أن يستجيب لمطالبهم العادلة، ورأوا في هذه المسيرة مخرجاً لمعاناتهم بحكم ثقتهم في عامل عمالة المحمدية. وكانت مصادر من السلطة أشارت إلى أنها اقترحت على المتضررين خياماً مؤقتة في انتظار حل مشكلتهم، إلا أن المواطنين نفوا نفياً قاطعاً هذا الاقتراح. سكان لبراهمة أو «الحفرة» قاموا مساء أمس بقطع طريق السيار بعد احتلالها، احتجاجا على أوضاعهم، ولم يفك هذا الحصار إلا بعد اختيار ثلاثة أشخاص منهم لمحاورة السلطات المعنية. وبالشلالات أقدم ما يقارب ثلاثة آلاف مواطن باحتجاجات ضدا على تقاعس السلطات في تقديم مساعدات، وضدا على تردي أوضاعهم الاجتماعية، نتيجة الفيضانات، كما علمت الجريدة أنه تم استعمال الحجارة في المواجهة بين المواطنين والسلطات.