في كل دقيقة أموتُ، وفي كل دقيقة أعود للحياة بفضل الحب إذا كانت الحياة معجزهْ وكان الموت هو نهاية المعجزهْ فإن الحب أكبر من الحياة ومن الموت ولولا الحب ما كانت هناك جنه لأنه لا يمكن تصور الجنه بلا حب فالحب العظيمُ هو ما يتجاوز أسوار الموت وتبقى ذكراه بين الناس لكي يُحْتَذى الانتقام لم يكن يعرفني أحد فصرت معروفا كالنجم الصاعد لأني ثرت على نفسي ذات يوم وقلت الحق في وجه الغاصب... الوردة التي كنت أسقيها من دمي قد نزعوها من قلبي عنوه ولم أعد أعيش إلا بذكرى اغتصابها لو أننا في زمان المبارزات لأغمدت سيفي في قلب كل الأعداء لكنني رجل شاعر والشاعر ليس من حقه أن ينتقم إلا من خلال القصيد... هَلْوَسَات لتنفجر هذه الجُمجُمهْ إذن! ولْيَسِل هذا الدماغ.. دموعاً في سبيل الحب! فما حمل رأسي.. وما حمل قلبي في يوم من عمري غير الحب لجميع البشر.. واليوم قد صرت عدواً لدى الجميع لأني ما عرفت أبجدية الحب، وما أتقنت فنون النفاق والحرب... فلئن مِتُّ اليوم لن يبكي ورائي أحد وإن بقيت لكم حياً فحياتي مثل دفني! إليها.. في كل مكان حبيبتي، إن أنا أتَيْتُكِ الليلةَ سَكْرَانَا وتائة الوِجدانِ فلا تظني بي أسوأ الظنون... لست غنيا ولست فقيراً مثل الكثير من غيري إنما أنا واحدٌ من الذين لا يكدحون إلا لأجل لحظة حب... فلا تُقَطِّبي ما بين حاجبيْكِ، أرجوكِ ما تَبَقى في جيبي يكفيني ويكفيكِ لأن نعيش كرامة الطيورِ... إن تخاصمنا اليومَ فما يُجديكِ وما يُجدينِي سوف نُضيع عَبَثاً ليلة حب أخرى والعُمْرُ لو تعلمينَ قصيرُ... المسكن الأخير الشَّمْعَدَان، بعدما ذابت آخر شمعه فيه بقي فارغاً وحزيناً... مثل قبر الإنسان بعدما تتسامى الروح إلى الملكوت الأعلى... أنا اليوم لست حزيناً على شيء مثلما آسف على المسكن الأخير الذي يبقى أبداً مُظلماً وخاليَا... أرض النفاق أحببت الخير لجميع البشر وحتى للحيوانات منذ أن وعيت واستبشرت بالغد الأفضل لكن لم تكن تلك هي السياسة المُثلى للوصول إلى الخير الأسمى الذي لن يأتي إلا على يد البشر... فقد كان عليَّ أن أسلك طريقاً وَعْراً وأن أصدق كل ما يقال إليَّا حتى يعلم جميع الناس هنا أنني منهم وأنني لست منهم. طائر البحر