رغم الانزلاقات الأخيرة التي تمثلت في بث أخبار وصور ملفقة ، ورغم الإدانات الشديدة التي صدرت في المغرب ، سواء من طرف الحكومة أو الرأي العام المغربي ، واصلت وسائل الإعلام الإسبانية حربها المعلنة ضد المغرب والمتواطئة مع جلادي تندوف وجنرالات الجزائر وإذا كانت يومية « إيل باييس» اعتذرت لقرائها ، وليس للمغرب ، على نشرها صورة لأطفال غزة ، ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع سنة 2006 ، فإن باقي الصحف الكبرى في إسبانيا ، التي نشرت الصورة نقلا عن وكالة الأنباء الرسمية « إيفي» لم تقدم اعتذارا عن هذا الخطأ الذي تؤكد المعطيات العديدة أنه ليس وليد الصدفة ، ويتعلق الأمر بصحف « أ ب سي » « لاراثون» ، «إيل موندو» ، « لافانغوارديا» بالإضافة إلى صحف أخرى محلية . وحسب مصادر بإسبانيا، فإن وكالة الأنباء « إيفي» التي اعتذرت عن نشرها الصورة - الفضيحة ، كانت قد نقلتها عن موقع مساند لانفصاليي البوليساريو ، SAHARATHAWRA ، مرتبط بجمعية إسبانية ذات علاقات مشبوهة مع الجزائر . غير أن ما لم تشر إليه لا «إيفي» ولا غيرها من وسائل الإعلام الإسبانية هو أن أغلب الأخبار التي بثتها عن أحداث العيون كانت من هذا الموقع ومن « نشطاء» بالجمعية المذكورة وهي التي تحدثت عن « عشرات الجثث» بشوارع العيون ، بعد دقائق على بداية المواجهات بشوارع المدينة المغربية . وهذا الرواية العارية من الصحة ، والمستقاة من مصادر مشبوهة بدون مصداقية ، مازالت بعض وسائل الإعلام الإسبانية متشبثة بها ، رغم مرور أزيد من أسبوع ، ورغم التأكيد على أنه باستثناء مدني واحد ، فتح تحقيق بشأن مقتله ، فإن الذين قضوا في هذه الأحداث ينتمون إلى القوة العمومية . وقد تأكدت النوايا الإسبانية ، بعد استناد قناة تلفزية إسبانية ، أنتينا 3 ، مرتبطة بالحزب الشعبي المعارض ، على صورة لجريمة وقعت بالبيضاء في يناير الماضي لتبني قصة ملفقة عن « حمام دم » في العيون ، وهو ما أثار حفيظة هذه الأسرة حيث قررت مقاضاة القناة . وبالموازاة مع حملة التضليل ، تشن وسائل الإعلام الإسبانية حملة على حكومة ثاباطيرو لدفعها إلى التخندق في الجهة الموالية للإنفصاليين ، وهو ما ردت عليه وزيرة الخارجية ، ترينيداد خيمينيث بالقول إن الصحراء «قضية بين المغرب والبوليساريو وليس بين المغرب وإسبانيا» واعتبرت خيمينيث في حوار مع إذاعة « كاديناصير» أن التصعيد مع المغرب بشأن الصحراء سيضع حدا للحوار القائم بين البلدين وسيجعل منها غير ذات جدوى بالنسبة لإيجاد حل للنزاع» مضيفة أن إسبانيا تشدد على استمرار الحوار مع المغرب، سواء تعلق الأمر بنزاع الصحراء أو قضايا أخرى . وأمام استمرار هذه الحرب ، قال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء الأحد ، إنه من حق المملكة أن تسائل الضمير الأخلاقي للمؤسسات الإعلامية الدولية التي تتناول مستجدات الشأن المغربي ، مشددا على خطورة هذا التلاعب الشنيع ، الذي استغل صور الاعتداء على أطفال غزة في يونيو 2006، ليظهرهم بصفتهم أطفالا ضحايا أحداث مدينة العيون ، مشيرا الى أن نفس التلاعب وظف ،بكيفية مخادعة، صور الجريمة الشنعاء التي وقعت في مدينة الدارالبيضاء مطلع هذا العام، ونشرت بيومية «الأحداث المغربية» بتاريخ 28 يناير 2010، ليحولها الإعلام الإسباني إلى صور لجثث في الصحراء. من جهة أخرى ذكرت «إيفي» أن الحكومة الإسبانية عبرت عن «عدم ارتياحها» للحكومة المغربية ، حول «انتقادات الوزير الأول عباس الفاسي لرئيس الحزب الشعبي ماريانو راخوي». وكان عباس الفاسي قد اعتبر أن تصريحات راخوي، بخصوص الصحراء تثير الدهشة وتمس سيادة أراضي المغرب ، وأنها «مضرة بالعلاقات الثنائية بين حزبي الاستقلال والشعبي، ومؤذية للمصالح المشتركة لشعبي البلدين ».