كتبت صحيفة "إيل باييس" الاسبانية أمس الاثنين أن مصادر برئاسة الحكومة الاسبانية ، أقرت بوجود بعض الأطراف التي تستخدم حالة أميناتو حيدر لتسميم العلاقات الجيدة التي تجمع بين إسبانيا والمغرب ، مؤكدة أن هذه الأطراف لن تبلغ هدفها. ونقلت "إيل باييس" عن مصادر في إيل مونكلوا قولها إن "بعض الاطراف تحاول استخدام هذه القضية من أجل وضعنا في أزمة مع المغرب ، وهي الأزمة التي لم نبحث عنها" ، مؤكدة أن هذه الاطراف ، في إشارة ضمنية إلى البوليساريو والجزائر ، "لن تتمكن من بلوغ هدفها ". وأبرزت صحيفة "إيل باييس" أن "إسبانيا تعتقد أنه إذا كانت الجزائر والبوليساريو غير مسؤولين ، فانهما أيضا ليس بعيدين بشكل تام " عن هذه القضية، مذكرة بأن الامين العام لحزب الأصالة والمعاصرة محمد الشيخ بيد الله ، أكد مؤخرا بمدريد أن حالة حيدر " تشكل جزء من مؤامرة شيطانية تحاك ضد المغرب من قبل أعدائه". وأضافت الصحيفة ، التي تحتل المرتبة الاولى في إسبانيا من حيث عدد المبيعات ، أن الحزب العمالي الاشتراكى الاسبانى يتهم بدوره "علنا البوليساريو" ، ملاحظة أن حزب خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو "اتهم علنا البوليساريو بإشعال فتيل نزاع يحرج الحكومة" وذلك في الوقت الذي كان فيه الحزب الاشتراكي يقدم دوما وبسخاء مساعدات للسكان الصحراويين في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر. وأشارت "إيل باييس" إلى أن "الحكومة الاسبانية ستقوم بخطوات لدى هاذين الطرفين (البوليساريو والجزائر)". وأكدت الصحيفة استنادا إلى المصادر ذاتها ، أن "المهمة ستكون صعبة (في الجزائر). على اعتبار أن العلاقات مع إسبانيا تمر بظروف صعبة بسبب الهجرة غير الشرعية القادمة من السواحل الجزائرية والنزاعات الاقتصادية مع شركات النفط الاسبانية". ومن اعتبرت "إيل باييس" جهة أخرى أنه "بالنسبة للحكومة الاسبانية لا توجد أزمة مع الرباط" ، مذكرة بالتصريحات الصحفية التي أدلى بها أمس الاحد بمدريد رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو ، الذي أكد أن حكومته تسعى إلى "علاقات جيدة" مع المغرب. وقال ثاباتيرو "يمكن أحيانا ، وهذا شيء طبيعي ، أن تظهر بعض الصعوبات ، ولكن الصالح العام يجب أن يسود دائما". وذكرت "إيل باييس" ايضا بتصريحات وزير الشؤون الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس ، الذي أكد أنه لن يكون هناك "تصعيد" مع المغرب. وأبرز موراتينوس أن "المغرب لا يقع على بعد خمسة آلاف كيلومتر. لا تفصلنا عن المغرب سوى 14 كيلومتر وأن لا أحد من البلدين يمكنه أن يسمح بوقوع تدهور في العلاقات التي ستجمع بيننا".