أكدت صحيفة "إيل باييس" الإسبانية، أن ميناء طنجة المتوسط أصبح رائدا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وفي إفريقيا، مبرزة النجاح الذي حققه هذا المركب المينائي الواقع شمال المغرب. وكتبت الصحيفة في مقال أوردته، أول أمس الأحد، في طبعتها الإلكترونية، تحت عنوان "ميلاد مركب مينائي عملاق بمضيق جبل طارق"، أن هذا المركب الذي كان جلالة الملك محمد السادس أشرف على إعطاء انطلاقته، مكن من تكسير الاحتكار، الذي كان يتمتع به ميناء الجزيرة الخضراء في مجال النقل الملاحي للحاويات. وذكرت "إيل باييس" بأن المركب المينائي الجديد تمكن خلال سنة 2008، أي بعد سنة من انطلاق أنشطته، من نقل مليون حاوية، مشيرة إلى أن الهدف الذي يطمح إلى تحقيقه يتمثل في مضاعفة أنشطته ثلاث مرات. وأبرزت الصحيفة الإسبانية أن ميناء طنجة المتوسط الذي حقق "نجاحا كبيرا" تجاوز ميناء مرسيليا بخصوص أنشطة نقل الحاويات، وأنه من المحتمل أن يحقق المزيد من النجاح بمجرد الانتهاء من أشغال توسيعه، مذكرة بأن جلالة الملك محمد السادس كان أشرف، في يونيو الماضي، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء ميناء طنجة المتوسط الثاني، الذي يعد التوسعة الكبيرة للمركب المينائي طنجة المتوسط. في هذا الصدد أشارت "إيل باييس" إلى أن ميناء طنجة المتوسط الثاني، سيكون بمجرد الانتهاء من أشغال توسيعه قادرا سنة 2014، على معالجة ما لا يقل عن خمسة ملايين حاوية سنويا، متوقعة أن يتمكن هذا المركب المينائي العملاق (طنجة المتوسط 1 و2)، من معالجة ثمانية ملايين حاوية سنويا، ما "سيجعله رائدا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وفي إفريقيا". وبخصوص "المخاوف" التي يمكن أن يثيرها هذا المركب المينائي الجديد داخل إسبانيا، نقلت الصحيفة عن رئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، سعيد الهادي، قوله إنه يوجد هامش كبير للنمو بالنسبة للميناءين (طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء)، مضيفا أن الميناءين المغربي والإسباني سيتمكنان في أفق العشر سنوات المقبلة من معالجة 16 مليون حاوية في السنة، وهو الرقم الذي لا يمكن أن تتجاوزه سوى بعض المركبات المينائية العملاقة في آسيا. من جهته أكد رئيس السلطة المينائية للجزيرة الخضراء، مانويل مورون، في تصريح أوردته "إيل باييس"، أن ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء "متكاملان". وقال "يتعين علينا أن نعمل سويا على تسويق علامة (مضيق جبل طارق) ". وحسب الصحيفة الإسبانية، فإن المركب المينائي طنجة المتوسط يعتبر "أحد العناصر الرئيسية الذي سيمكن من تغيير معالم شمال المغرب، مشيرة إلى إحداث أرضية صناعية ولوجيستيكية ضخمة بهذه المنطقة سيكون نواتها الرئيسية معمل صناعة السيارات "رونو" لإنتاج 400 ألف سيارة في السنة. وأشارت الصحيفة، من جهة أخرى، إلى أن مدينة جديدة يجري بناؤها ما بين مدينتي طنجة وتطوان لاستقبال الآلاف من العمال، الذين سيستقرون بهذه المنطقة، متوقعة أن يقطن بهذه المدينة، التي أشرف جلالة الملك محمد السادس في يناير الماضي على إعطاء انطلاقة أشغال إنجازها،150 ألف نسمة خلال العشر سنوات المقبلة. وخلصت الصحيفة إلى أن النجاح الذي حققه مركب طنجة المتوسط، دفع المغرب إلى تكرار هذه التجربة من خلال بناء ميناء آخر على بعد ثلاثين كلم شرق الناظور، سيكون جاهزا سنة 2015، وسيخصص لنقل المحروقات.