شهدت قاعة جهة مكناس تافيلالت حدثا نقابيا سيكون له ما بعده على مستوى الممارسة النقابية، وذلك من خلال الإشارات التي التقطت في حفل التحاق نقابيي الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ( قطاع التعليم) بالفدرالية الديمقراطية للشغل بعد حصول القناعة لديهم على مستوى إعادة بناء المواقف والتصورات والأهداف المؤسسة لفعل نقابي وحدوي، ومن خلال الإيمان بأن قوة القطاع التعليمي ومحوريته تتحدد من خلال قوة فعله وإشعاعه النقابي الوحدوي. فالحفل الترحيبي الإندماجي المنظم على شرف الملتحقين والذي نظمته النقابة الوطنية للتعليم ف.د.ش بمكناس، برئاسة الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم عبد العزيز إيوي، «شكل حدثا نقابيا وتاريخيا باعتبار رمزيته ودلالاته الوحدوية أولا. ومدى ما وصلت إليه الأوضاع التنظيمية من انحراف عن الأهداف والمبادئ التي أسس من أجلها البديل النقابي في نونبر سنة 1978 ثانيا». فكلمة المكتب الجهوي ل ن.و.ت ( ف.د.ش) المقدمة من طرف الكاتب الجهوي حيدر حكيم ، أكدت على أن «انضمام الإخوة يعتبر تقوية للهدف النقابي بمكناس وترسيخا للعمل الوحدوي الهادف المعبر عن عمق الجذور النقابية المشتركة بين الإخوة الملتحقين من CDT ب fDT » . أعقب ذلك تدخل زركان الخمار باسم كل الملتحقين بكلمة أكد فيها بأن «لقاء اليوم يعيد بنا الذاكرة إلى حقيقة العمل والفعل النقابي الجاد المرتكز على النضال والتضحية من أجل كرامة ووحدة الشغيلة التعليمية» موضحا الظروف والملابسات المحيطة بقرار الإلتحاق الجماعي بالنقابة الوطنية للتعليم ف.د.ش، والتي كان على رأسها «الإنحراف والتجاوز والإقصاء الذي أضحى قاعدة للتعامل .. » فما «حدث في مكناس هو انعكاس لواقع تنظيمي انحرف عن المبادئ والأهداف التي أسس من أجلها البديل التاريخي 1978 بتضحيات شرفاء العمل النقابي الذين واجهوا بيروقراطية الجهاز البرصوي، فقرار حل المكتب الإقليمي من طرف المكتب الجهوي جاء تتميما لمخطط مدروس من طرف من لهم مصلحة تحييد وإقبار فعل ونضالية قطاع التعليم داخل الكنفدرالية»، مؤكدا على «أن الالتحاق الجماعي ب ف.د.ش هو اختيار مدروس مبني على توافق الأفكار والمبادئ مع إخوة لنا في الدرب» مضيفا بأن «الالتحاق هو خطوة لبناء وترسيخ أسس فعل نقابي وحدوي داخل النقابة الوطنية للتعليم ف.د.ش». أعقب ذلك كلمة عبد العزيز إيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، الذي أكد فيها بأن «لقاء اليوم سيشكل بداية وحدة العمل النقابي بالمغرب وسيسجل التاريخ بأن بدايته انطلقت من مدينة مكناس التي لها تاريخها النقابي المتميز»، معتبرا أن «ما ورد في كلمة الأخ زوركان يعيد طرح إشكالية الديمقراطية الداخلية بالتنظيم الذي انسحب منه الإخوة، بدليل أن الإشارات والأحداث كانت مدخلا لواقع مأزوم بدأت إرهاصاته منذ سنوات مضت وخلال محطات بعينها أرخت مع الأسف لبداية الإنحراف الذي طال العمل والفعل النقابي داخل البديل الذي ساهم في تأسيسه شرفاء العمل النقابي في هذا البلد، والذي تحول بفعل طغيان المصلحة الشخصية وبفعل تغييب الديمقراطية وسطوة العلاقات المبنية على الولاءات إلى ما يشبه بورصة للمزايدات وأداة لتصفية الحسابات الضيقة مع شرفاء العمل النقابي الجاد، حيث عايشنا جميعا بدايات الإنحرافات النقابية داخل البديل السبعيني من خلال الاستفراد بالقرارات والطرد والإقصاء لمجرد إبداء الرأي أو الاختلاف. عشنا كل المؤامرات التي حيكت ضد النقابة الوطنية للفوسفاط والتعليم (... ) عشنا كمناضلين أزمة ثقة وقرصنة ملفات مطلبية قطاعية كبرى بالإضافة إلى التناور والتكالب على النقابة الوطنية للتعليم داخل CDT ، وبرغم كل محاولات إخماد شرارات التوهج استطعنا صون النقابة من الاحتواء وطمس الهوية عبر العديد من اللحظات والمبادرات التي كانت تستهدفها لفصلها عن الحركة الديمقراطية بهدف مصادرة مشروعها النقابي المرتبط عضويا بالطبقة العاملة والذي أدينا جميعا من أجله الثمن غاليا خلال سنوات 79-80-81-84-90... ،بحيث كانت فاتورة استقلالية أخذ القرار باهظة الثمن من خلال ما طالنا من قمع وتضييق وخنق وتقييد توجه وأهداف ورؤى ومواقف النقابة الوطنية للتعليم. وهنا لابد أن نتذكر فقيدنا المرحوم شناف عبد الرحمان وباقي الإخوة والأخوات الذين واللواتي ساهموا وساهمن في الحفاظ على أداء هذا الإطارالنقابي لدوره التاريخي وتأدية رسالته على مستوى تحسين أوضاع الشغيلة التعليمية، فحدث اليوم 31/10/2010 سيؤرخ لمرحلة جديدة من مراحل الفعل والممارسة والوحدة النقابية التي ما زلنا داخل ف.د.ش نؤمن بها ونزكيها وندعمها خدمة للمصالح العليا لكل الطبقة العاملة المغربية وللحركة الديمقراطية بالمغرب ، الشيء الذي نعتبره ولادة جديدة للحركة النقابية المغربية وانطلاقها نحو إنجاز مهام المستقبل والوقوف أمام كل سياسات الاحتواء والتدجين والتهميش». وقد اختتم الحفل الإندماجي هذا بتكريم الأخوين والوجهين النضاليين زوركان الخمار والعبدلاوي محمد اللذين بصما العمل النقابي بقوة داخل مدينة مكناس من خلال صمودهما وتضحياتهما ومن خلال ما قدماه للفعل والعمل النقابي الجاد إقليميا وجهويا ووطنيا.